قصة شهيد "خالد فضل علي" (كاشف تسلل العدو)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> محافظة لحج، تلك المحافظة الجنوبية التي يشتهر أبناؤها بالعزة والحرية والكرامة.. لحج الخضيرة، لحج الإباء والشجاعة.. انتفضت عن بكرة أبيها حين أعلنت المليشيات الانقلابية حربها على الجنوب، فحاول أبناؤها صد العدوان وعدم السماح له بالمرور عبرها إلى محافظة عدن، فعدن رمز قدسية الجنوبيين وعاصمة دولتهم المسلوبة.. عندها شكل أبناء لحج الأبطال لجانا ومقاومة شعبية يملأ شبابها الحماس والعزيمة والإصرار على مقارعة ذلك العدو الغاشم الهمجي الذي جاء من أقصى الشمال ليهلك الحرث والنسل في عدن وبقية محافظات الجنوب.
فعلى الرغم من علم أبناء لحج الأبطال أن المواجهات والمعارك ضد ذلك العدو ستكون غير متكافئة في العدد والعدة إلا أنهم أصروا على مواجهة وصد عدوان مليشيات الحوثي وقوات صالح دون خوف أو رهبة، دفاعا عن دينهم وأرضهم وعرضهم.. فتعاهد أبناء لحج حينها على عدم السماح لذلك العدو البربري بالمرور إلا على جثتهم.
الشهيد خالد فضل علي، كان أحد أبناء لحج الأبطال الذين وقفوا في وجه تلك الآلية العسكرية الهوجاء.. وكان حينها يبلغ من العمر (24 عاماً)، وكان قد أنهى لتوه العام الدراسي الأخير في معهد إدارة المكاتب، وكان وقتها فرحا في انتظار شهادته التي ستسمح له بالانخراط في مجال عمل لطالما أحبه ودرس من أجل الوصول إليه.. حلم “خالد” لم يتحقق، فطبول الحرب قُرِعت ونادى المنادي بالجهاد، فلبى النداء وشمر ساعده لمجابهة زحف المليشيات الانقلابية.
في تلك الأثناء قام أبناء لحج بنصب نقاط التفتيش بين الأحياء السكنية وعند مفترقات الطرق المؤدية إلى قرى المحافظة.. ومن تلك النقاط التي نصبها شباب المقاومة الجنوبية في لحج كانت نقطة مفرق (الوهط صبر)، وكان “خالد” أحد شباب لحج الذين يتنابون فيها ليقوموا بتفتيش أي سيارة دون استثناء خوفاً من تسلل عناصر المليشيات الانقلابية الحوثية إلى عدن.. وفي نهاية شهر مارس 2015م كان “خالد فضل” وزملاؤه كعادتهم يقومون بعملهم في نقطة التفتيش، فجاءتهم سيارة نقل (دينا) متوجهة إلى عدن، فطلب صاحبها المرور من النقطة كونه يحمل موادا غذائية (عبارة عن كراتين من زيت الطبخ)، لكن خالد رفض مرور الناقلة إلا بعد تفتيشها مع إصرار السائق على الرفض، فقام حينها خالد بتسلق الناقلة وأثناء تفتيش الحمولة وجد عليها كراتين (زيت طبخ)، فرفع أحد الكراتين لمعرفة ما بتحته، فكانت حينها مفاجأة له وللجميع، حيث كان تحت الكراتين عدد من عناصر المليشيات الحوثية وكميات كبيرة من السلاح، فقام أولئك الأوغاد المختبئون في الناقلة (الدينا) بإطلاق النار على خالد فسقط من فوق الناقلة، عندها اشتبك زملاؤه مع تلك العناصر الحوثية وقتلوا عددا منهم وأصيب عدد من شباب المقاومة بلحج بسبب ذلك الاشتباك، وظل خالد فضل مرميًا على الطريق، ولم يستطع أحد إسعافه بسبب قوة الاشتباكات الدائرة آنذاك في المنطقة التي بدأت عند الظهيرة واستمرت حتى مغرب اليوم نفسه.
بعد ذلك تم إسعاف خالد - الذي اخترقت بطنه عدة طلقات - إلى مستشفى “أطباء بلا حدود”، وهناك أجريت له العديد من العمليات دون أن تتم خياطتها كونه بطنه ملتهبة، وكانت العملية تغطى بالقطن فقط.. وظل خالد على ذلك الحال، ومن عملية إلى أخرى، وهو صامد وصابر على ما أصابه، وكان لسانه يردد دائما (الحمد لله.. الحمد لله).. وفي تاريخ 15/4/2015 أصيب خالد بنزيف حاد أدخل على إثره غرفة العمليات ففارق الحياة بعدها، وارتقى شهيدا بطلا من أبطال لحج الميامين.
خالد.. أصبحت خالداً في ذاكرة الجنوب، لم تهب العدو، ولم تتراجع أبداً، وكنت صابراً وقوياً حتى بعد إصابتك.. فنسأل الله أن يتقبلك شهيدا!.
تكتبها/خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى