قصة شهيد "محمد جلال محمد الكوبر" (الغيرة على الوطن)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> الحرب الغاشمة التي شنتها عصابات ومليشيات الحوثي والمخلوع صالح على الجنوب عام 2015م، أوقدت الحماس في نفوس شباب الجنوب، فشمروا عن سواعدهم لمواجهة ذلك العدوان الغاشم ليذودوا عن دينهم وأرضهم وعرضهم، فحملوا السلاح ووقفوا في وجه تلك الترسانة الحربية الهائلة من الأسلحة الثقيلة التي استخدمها العدو لقصف المنازل المأهولة بالسكان وتدمير كل ما هو جميل في عدن خاصة والجنوب عامة.. فلم يسكت شباب المقاومة الجنوبية وهم يرون المباني تسقط على رؤوس أهلهم بسبب ذلك القصف العشوائي والهستيري على المنازل، أو أن يتم محاصرتهم بالنيران جراء القصف، فلمّ الشباب شملهم في الأحياء والحارات وشكلوا لجانا شعبية لحماية أحيائهم السكنية من تسلل مليشيات الحوثي وصالح أو عملائهم.
كان الشهيد محمد جلال محمد الكوبر أحد هؤلاء الشباب هو وأبني عمه: الجريح عبدالله والشهيد علي. وشارك ايضا في صد الهجوم الذي تعرضت له مدينة المعلا من الشارع الدائري حيث كانت الاشتباكات عنيفة فقد قررت المليشيات الانقلابية اقتحام المدينة من الشارع الدائري بعد أن اقتحمتها من الشارع الخلفي باتجاه ميناء عدن، والتي دارت فيها أعنف المعارك.
حاول محمد جلال وأصدقاؤه في صد الهجوم طوال ساعات الليل إلا أنهم لم يفلحوا فقد كان عدد أفراد المليشيات الانقلابية وعتادهم وذخيرتهم يفوق عدد شباب المقاومة وعتادهم بأضعاف كثيرة، ناهيك عن الخبرة العسكرية المنعدمة عند شباب المقاومة.
محمد جلال وأصدقاؤه من شباب المقاومة لم ييأسوا فكانوا يشنون هجمات ليلية على عناصر العدو التي كانت متواجدة في الشارع الخلفي بالقرب من ميناء عدن وكذا العناصر المتواجدة في دكة المعلا، حتى جرح ابن عمه عبدالله محمد الكوبر، وقام أخوه علي بإسعافه بحراً.
وحاولت المليشيات اقتحام مدينة القلوعة فكان الصد قوياً وكان محمد جلال وأصدقاؤه ايضا سدا منيعا.. فقد استبسل شباب القلوعة بما لديهم من إمكانيات وقوة لمنع المليشيات من اجتياح والسيطرة على مدينتهم، إلا أن الذخيرة لم تسعفهم لمواصلة المواجهة، فسقطت القلوعة بيد المليشيات الانقلابية. وكذلك سقطت “حجيف” وهي المدخل لمديرية التواهي بعد نفاد ذخيرة شباب المقاومة فيها الذين أظهروا شجاعة كبيرة في محاولة منهم لعدم سقوطها.. حينها توجه شباب المقاومة إلى المنصورة بحرا باستخدام القوارب.
استقر محمد جلال بالقرب من مبنى دار العجزة حيث كان يجتمع شباب المقاومة هناك وينطلقون بعدها لتعزيز الجبهات. وفي تاريخ 6/26 /2015م استشهد محمد جلال بعد معركة عنيفة دارت رحاها في جبهة البساتين بدار سعد.محمد جلال أنهى الثانوية العامة بثانوية مأرب في المعلا، وكان حلمه أن يدخل الجامعة إلا أن الحرب قضت على أحلام شبابنا.. نسأل الله أن يتقبله شهيدا.
تكتبها/خديجة بن بريك

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى