قصة شهيد "علي عبداللطيف محمد أحمد" (حفيد المرشدي)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> “يا علي، كلمتني يوم 27 رمضان 2015 كنت سعيدا كثيراً، قلت لي: يا أمي اليوم ستنتصر عدن.. كانت الساعة الخامسة فجرا حينما رن التلفون قلت لي نحن عند المطار ثم قلت: (أمي أحبكم كثيرا .. أحبك وأحب أبي وأخي محمد وأخواتي وجميع أهلي، سلمي عليهم جميعا.. اليوم ستفرحون وتزول عنكم غمة الحرب والعدوان الحوثي.. ادعوا لنا).. ثم أغلق الخط”.
هذا جزء مما قالته أم الشهيد اليوسفي في صفحتها على الفيس بوك، في الذكرى السنوية لاستشهاد فلذة كبدها "علي". وأضافت "أم علي اليوسفي" وهي تتحدث بحرقة: الساعة 3 عصرا جاءني الخبر وكأنه صاعقة أصابتني في صدري، وأطلقت تنهيدة عميقة وصرخت “ابني، ابني علي، شهيدك يا عدن” .. مر العزاء مثل حلم لم أصحُ منه حتى اللحظة.. حزينة متماسكة لم أبكِ.. قلبي يتقطع مليون قطعة.. شردت في ملكوت عالم ثانٍ .. مرت الأيام والشهور قاسية وخبر فقدانك يزيد حياتي قساوة زحزنا، حتى أصبت بالمرض، ولله الحمد والشكر على ما يكتب لنا جميعا”.
وتضيف: “شوقي لك يا حبيب روحي (يا علي) لا يتوقف.. صعب نسيانك يا عمري!، يا جزء من كبدي.. لن أنساك يا حياتي..فارقتني وعمرك (27 عاما)، وبلغ عمري الآن (54 عاما).. يحق لي الفخر والعزة بك، فقد عشت رجلا ومت رجلا.. يحق لي هنا الترحم عليك وأزفك شهيد نصر عدن في مناسبة ذكراك السنوية الأولى، وهي الذكرى الأولى لنصرك يا عدن.. يحق لي هنا قول الله يرحمك يا نصف عمري”.
الشهيد علي عبداللطيف محمد اليوسفي من مواليد 1987م، تخرج من كلية العلوم الإدارية بجامعة عدن..
وعند انلاع الحرب التي أشعلتها مليشيات الحوثي وقوات صالح سارع علي اليوسفي للمشاركة مع زملائه في مديرية المنصورة لنصب نقاط التفتيش لحماية الأحياء من أي تسلل لعناصر المليشيات الانقلابية أو من عمليات السرقة التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس.
وبعد أن اشتدت المعارك والمواجهات بين شباب المقاومة في عدن وبين العدوان المليشاوي الحوثي والعفاشي انتقل علي إلى خط المحافظ في المديرية.. بعدها شارك في جبهة الممدارة وجبهة الصولبان ثم توجه إلى البريقة لحماية المدرعات والسلاح الذي كان يصل عبر الميناء من دول التحالف.
وشارك علي اليوسفي في تحرير مديرية خورمكسر من فلول ذلك العدوان الغازي، واستشهد هناك في منطقة غازي علوان برصاصة قناص أصابته في رأسه في 14/7/2015م.
وكتب الصحفي ذويزن مخشف (ابن خالة الشهيد علي عبد اللطیف اليوسفي) في إحدى الصحف المحلية: “ابن خالتي الودود دائما صاحب الأخلاق العالية، حفيد راحلنا الأكبر محمد مرشد ناجي(المرشدي) عند مدرج مطار عدن فاجأني بقوله “حیا بك ابن خالتي، الیوم معنا في قلب معركة استرداد (كرامة عدن).. خلاص أنت ما بتدور لي أجبلك الاخبار ومعلومات جبهات أبطال المقاومة الجنوبية.. قدك في قلبھا.. بابتسامة طفل ودیع یقول مع السلامة ابن خالتي ادعیلنا، لا تنسى سلامي لخالتي الحنونة..”.
ويردف قائلا: “تسمرت بمكاني وانطلق ھو بسيارة مليئة بشجعان المقاومة إلى جزيرة العمال بخورمكسر،ھذه المرة لم یسعفني الوقت تذكیره بالیقظة والحذر من قناصة الإجرام للمليشيات الانقلابية.دخلت مع شباب بريء حالم بالنصر والشھادة غاب علي ساعات وتھت أنا في معمعة الركض لاھیا في عملي الصحفي بین معسكر بدر والمطار وأحیاء خورمكسر..قطعت شبكات الاتصال بعد الثانیة ظھرا ثم عادت في طریق عودتي للبیت الساعة الثالثة وخمس دقائق فارحا بانتصار عدن بصحبة شباب مقاومة صلاح الدین وعمران. بالجسر البحري رن التلفون المتعب جدا الذي تجاوزت بطاریته الخطوط الحمراء.
لم ینطفئ جھازي باتصال الخال الصاحب نشوان مرشدي حتى یبلغني نبأ استشهاد ابن خالتي علي.. لم أصدقه، فالرجل معتاد مزاحا كاھكذا، ظللت أغالط نفسي حتى وصلت ورأیت نشوان یحتضنني فعلا بفاجعة ألیمة انطلقت لبیت خالتي بالدرین لم أجد جثمانه، وأخبروني بتشییع الجنازة.
قدمت التعازي وعدت للبیت دقائق واشاھد موكب سیارات منھا سیارة الخال ھاشم إلى مقبرة “أبو حربة” أرى جثمانین في سیارتین منفصلتین، أسأل روحي أین منھما جثمان الغالي، أرشدوني إلى جثمان علي فتحت وجه أقبله وكانت الابتسامة نفسھا التي رأیتھا قبل ساعات تملأ شفتیه وتبعث سعادة من وجنتیه ووجه اللطیف.
ببزته العسكریة التي اعتاد ارتدائنا دفن وإلى جوار مدفنه یرقد صدیق عمره ھشام یوسف. استشھد برصاص قناص غادر مجرم، ظل متخفیا في سطح بنایة عالیة بحي غازي علوان بخور مكسر الساعة الثالثة عصرا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى