قصة شهيد "عبدالله محسن أحمد الحوتري" (الفتى الضرغام)

> تكتبها/خديجة بن بريك

> لم يثنه صغر سنه عن تلبية نداء الجهاد والمشاركة في الدفاع عن الوطن. الشهيد عبدالله محسن أحمد الحوتري، من مواليد 1992م بمديرية زنجبار م/ أبين، وهو أحد أبناء عدن المخلصين.. كان من أوائل من شارك في صد عدوان مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على عدن.. حيث شارك في 2 أبريل 2015م في جبهات كريتر بالقرب من مبنى المحكمة.. وفي معركة ساحة البنوك في المدينة أصيب ابن عمه إصابة بليغة وظل مرميا على الأرض، وحينها غامر الشهيد عبدالله الحوتري وعدد من زملائه لإنقاذ ابن عمه رغم كثافة النيران في ذاك المكان، ووفق الله عبدالله وزملاءه وتمكنوا من انتشال المصاب من خط النار، وأسعفوه عبر عقبة عدن إلى مستشفى الجمهورية بخورمكسر.
وبعد أن أوصل عبدالله الحوتري ابن عمه المصاب إلى المستشفى واطمأن عليه عاد إلى الجبهة.
بعد ذلك انضم الشهيد عبدالله إلى عمه القائد عبدالله الحوتري كأحد مرافقيه هو وأربعة من رفاقه، شاركوا معه في مواجهة الغزاة في أطراف المعلا بحجيف إلى جانب الشهيد علي ناصر هادي قائد المنطقة الرابعة آنذاك.
وبعد سقوط التواهي انتقل الشهيد عبدالله إلى مديرية المنصورة (حي وديع حداد)، وكان هناك مع أولاد عمه وآخرين من ضمن الفرق المناوبة في المواقع الدفاعية في جبهة البساتين إلى جانب مرافقة عمه في عدد من الجبهات ومنها دار سعد والعريش والمطار والممدارة.
وعند وصول الشهيد اللواء جعفر محمد سعد آنذاك كان الشهيد عبدالله من ضمن 35 مجندا تم إحضارهم في بداية يونيو 2015م بواسطة عمه القائد الشيخ عبدالله الحوتري للتدريب في منطقة صلاح الدين، ثم التحق الشهيد بجبهات المقاومة بحسب طلب اللواء جعفر محمد سعد من صديقه القائد عبدالله الحوتري عم الشهيد.
وشارك عبدالله (رحمه الله) بعدها في العديد من الجبهات في الصد والهجوم حتى بدأت تلوح بشائر النصر في أكثر من جبهة في عدن.
وفي صباح يوم 7/17/ 2015م (يوم استشهاده)خرج عبدالله مع زملائه لتمشيط مديريتي المعلا وكريتر من فلول عناصر المليشيات الانقلابية مع فرق المقاومة الجنوبية، وأثناء عودتهم من كريتر باتجاه خورمكسر وقع لهم كمين في طريقهم، حيث أُمطِرت سيارتهم بوابل كثيف من الرصاص من قبل أفراد المليشيات الذين كانوا حينها متواجدين في فندق ميركيور وفي الجبل المقابل له على مدخل مدينة خورمكسر ، وأدى ذلك الكمين إلى استشهاد عبدالله محسن الحوتري داخل السيارة، وأصيب بقية من كانوا فيها ومن بينهم عمه القائد عبدالحوتري، وحينها قامت المليشيات بأخذ جثة الشهيد والسيارة إلى حوش فندق ميركيور واحتجزت المصابين في ثانوية الجلاء ( محمد عبده غانم)، وبعدها جرت مفاوضات بين قيادات من المقاومة الجنوبية وقيادات من المليشيات حول تسليم جثة الشهيد عبدالله والإفراج عن المصابين مقابل الإفراج عن أسرى حوثيين، وقد اشترطت المقاومة أن يتم أولا إسماعهم صوت القائد الشيخ عبدالله الحوتري.
وفي اليوم الثاني وجه التحالف ضربة جوية بالقرب من تلك المنطقة وهربت المليشيات من هناك، ومن شدة الانفجار تخلعت أبواب الغرف التي كان فيها أسرى المقاومة، وحينها استطاعوا الخروج من الحجز وأخذوا معهم الجرحى ونقلوهم الى “القاعدة الإدارية” في المدينة، حيث توفي هناك الجريح علي يحيى بالغيث قبل نقل بقية الجرحى الى مستشفى 22 مايو بالمنصورة. وظلت جثة الشهيد عبدالله محسن الحوتري في حوش فندق ميركيور حتى تقدمت فرق المقاومة الجنوبية وقضت على تلك المجموعة في اليوم الثالث من استشهاده، وتمكن زملاء الشهيد عبدالله الحوتري من أخذ جثته ودفنوه بجوار صديقه الشهيد علي يحيى بالغيث في مقبرة الممدارة القديمة.. رحم الله الشهيد الحوتري وزميله بالغيث وغفر لهما وطيب ثراهما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى