قصة شهيد "علاء نبيل محمد قاسم" (الشهيد المغوار الصنديد)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> أطفال أيتام لا معيل لهم كان والدهم يجلس خلف مقود الباص على مدار اليوم ليعود بحفنة من المال ليسد بها جوعهم، يسعى دائما لتوفير احتياجاتهم وألا يحرمهم من شيء، فهؤلاء فلذة أكباده، حلم بمستقل باهر لهم إلا أن أبواق الحرب هزت الجنوب، فعدو بربي غاشم جاء ليحرق الأرض وينهش في جسد أبنائه، فما كان من الأبناء إلا تلبية نداء وطنهم وحماية مستقبل أولادهم.
الشهيد علاء نبيل محمد قاسم من مواليد 1982م من أبناء الشيخ عثمان أب لطفلين، وأخ وحيد لثلاث أخوات، وقد كان أول من لبى النداء.
يقول صديقة أحمد السيد، الذي شاركه في المعارك: “في إحدى المعارك التي درات في الصولبان كانت لدينا خطة بتنفيذ هجمة، وبدأ الهجوم صباحا، تقدم القائد أبو بشار مع أفراد ومنهم الشهيد علاء نبيل، وبقيت مجموعة أخرى لحمايتهم والتغطية عليهم من الخلف، واستطاع شباب المقاومة أن يسيطروا سريعا على الموقع المحدد، ولأن أغلب المجموعة من الشباب الأبطال الصناديد الذين لا يخشون الموت ولا يهابون العدو غامر علاء مع البطل عبدالله الميسري وآخرون فتقدموا أكثر دون أوامر أو إذن من قبل القائد، وحدث اشتباك بينهم وبين عناصر المليشيات الانقلابية، وأصيب علاء بطلقة في صدره، وبعد عناء تم سحبه من موقع المعركة ونقله إلى المستشفى، وانسحب من كان معه إلى موقعنا الأساسي، كان ذلك في نهاية إبريل 2015م”.
ويضيف: “ظل علاء نبيل في المستشفى مدة أسبوعين، ورفض إكمال علاجه وعاد مجدداً للجبهة، إلا أن القائد طلب منه مغادرة الموقع حتى يشفى تماماً، وبالفعل غادر إلا أنه عاد مجدداً وتم تكليفه كسائق”.
ويردف قائلا: “السلاح الصيني الذي كان يقاتل به ليس سلاحه الخاص بل سلاح ابن أخته أعطاه إياه عهده، وكان يحدثني كم كانت أمه تخاف عليه فهو وحيدها وعائلها، لكنه يرد عليها إنها الجنة والجهاد وقد أموت وأنا في المنزل فلا تقفي يا أماه أمام رغبتي، علمت الأم صدق ولدها ورغبته في الجهاد فقالت قد نذرتك لله يا حبيبي وقرة عيني”.
ويتابع صديقه أحمد: “جاءت مجموعة من شباب المقاومة ومعهم بنادق للجبهة كدعم فعرضوا عليه بندقا فقال.. معي بندقي أعطوه غيري، اجتهد رحمه الله في الجهاد حتى واصل ليل نهار، ولا يكاد يذهب إلى بيته ولا يرتاح إلا قليلا، وفي إحدى المعارك بجبهة الصولبان بجانب الإصدار الآلي بتاريخ 8\6\2015م كان العدو يمطرنا بقذائفه فسقطت قذيفة قريبا من الشهيد علاء فأصابته بشظايا، إحداها في صدره قريبا من إصابته الأولى، سقط على إثرها شهيدا بإذن الله مع شهيد آخر من شباب المقاومة”.
ويختتم قائلا: “طلب علاء الشهادة فنالها، أصيب بصدره في المرة الأولى وكأنه يقول ليست هذه الإصابة التي أريد، فكانت الثانية أكبر منها، أصيب بصدره وكأنه يقول نستشهد ونحن مواجهين ثابتين وليس فارين.. وليست على الأعقاب تدمى كلومنا.. ولكن على أقدامنا تقطر الدماء.. رحمك الله أيها البطل المغوار الصنديد وأسكنك الفردوس”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى