قصة شهيد "حسام سعيد علي القباطي" (شهيد العزة والإباء)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> "أبي.. كيف حالك بين القبور؟ أتعلم يا أبي بأن خبر وفاتك مازال عالقاً في ذهني، لم أستطع - يا أبي - تخيل خبر وفاتك، وبكاء عيني لأجلك.. لم أتصور رحيلك إلى طريق بلا عودة.. سامحني أبي، حين أذرف دموعي وهي تؤذيك في قبرك، فلا أبكيك اعتراضاَ لكنك رحلت وفي خاطرك حلم لم أحققه لك.. ربي إن أبي قد أحسن إليَّّ من يوم ولادتي إلى يوم فراقه، فقدرني يا رب على بره بعد وفاته.. حنيني إليك يؤلمني يا أبي!”.
كانت تلك كلمات كتبها يحيى (12 سنة) ابن الشهيد “حسام سعيد علي القباطي” يروي من خلالها حنينه لأبيه.
الشهيد البطل حسام سعيد علي القباطي (40 عاما) من أبناء مديرية المنصورة بمحافظة عدن، كان يعمل بالأجر اليومي، أب لأربعة أولاد.
يعتبر الشهيد حسام القباطي من أوائل الذين التحقوا بالمقاومة في عدن في 27 مارس 2015م لصد ومواجهة عدوان مليشيات الحوثي وقوات صالح.. وشارك في العديد من الجبهات القتالية في عدن منها جبهة بير أحمد وجبهة البساتين.
قال أصدقاء القباطي بأنه كان بطلا وشجاعا، ويواجه العدو بدون أي خوف، وأنه كان دائما في المقدمة في جميع المعارك التي شارك فيها.
وفي إحدى المعارك التي شارك فيها حسام القباطي في جبهة مديرية دار سعد، والتي دارت رحاها بين المليشيات البربرية الانقلابية القادمة من جبال مران وبين شباب المقاومة الجنوبية في عدن أصيب حسام بجروح بسيطة، وتم نقله حينها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وهناك مكث القباطي يومين فقط بعدها لم يستطع مقاومة حماسه وحنينه للعودة إلى ميادين البطولة، فترك المستشفى قبل استكمال علاجه وعاد إلى الجبهة للمشاركة مع زملائه في صد هجوم العدوان الغاشم.
الشهيد حسام القباطي وجميع رفاقه في الجبهات دافعوا باستماتة عند محاولة مليشيات العدو اقتحام مديرية دار سعد وأيضا مدينة صلاح الدين بالبريقة ومحاولتها السيطرة على منطقة البساتين، حيث كان شباب المقاومة الجنوبية في عدن حينها سداً منيعاً لكل هجوم تقوم به عناصر المليشيات الانقلابية لمحاولة التقدم.
كان حسام القباطي شجاعا وباسلا في المعارك التي خاضها في الدفاع عن عدن الغالية، فقد كان ينتمي لحركة (موج)، وأحد الذين يقومون بتنظيم المسيرات السلمية للحراك الجنوبي في عدن.
يقول أحد أصدقائه: “دارت معركة شرسة في مدينة البساتين، حيث كانت عناصر المليشيات الانقلابية تحاول بقوة واستبسال للسيطرة على المدينة تمهيداً لاقتحام مديرية دار سعد، وقد واجه العدو صدا قويا وصمودا من قبل شباب المقاومة، وكان حسام يصرّ أن يكون من ضمن الصفوف المتقدمة، رغم أنه خرج من المستشفى قبل استكمال العلاج من إصابته الأولى.. فقد كان رافضا أن تطأ المليشيات الحوثية وقوات صالح أرض الجنوب والسيطرة عليها، فكان ينادي دائما بتحرير الجنوب فلم يتقبل فكرة أن يتم احتلال الجنوب للمرة الثانية من قبل مليشيات كهنوتية تساندها قوات نظام صالح.. وأثناء صد الهجوم الذي استخدمت فيه المليشيات كل الأسلحة الثقيلة والمتوسطة أصيب حسام إصابة بالغة بالرأس وأصيب شقيقه هشام أيضاً بالكتف، وظل حسام في المستشفى لمدة أربع أيام وبعدها استشهد وانتقل إلى رحمة الله بتاريخ 7/6/2015.. نسأل الله أن يتقبله شهيدا”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى