قصة شهيد "عبداللطيف عارف محمد عبده" (عزيمة فولاذية)

>
محافظة عدن الغالية.. كان المشهد فيها أثناء حرب 2015 دراماتيكيا.. أصوات دوي انفجارات تتعالى من نواحي شتى في المدينة.. وحيثما يممت وجهك تجد دماراً كبيرا في معظم المباني.. حريق هنا، ودخان هناك.. وخوف وحذر وتوجس شديد.. رائحة الموت تفوح في كل مكان في المدينة.. ونباح الكلاب الضالة تسمع بين الحين والآخر..

مليشيات الحوثي وقوات صالح الانقلابية هرولت إلى عدن وإلى المحافظات الجنوبية الأخرى، بعدتها وعتادها التدميري لكل ما يمت لعدن والجنوب بصلة، الإنسان، المباني، المدنية، السلم والتعايش الاجتماعي.. جاءت تلك المليشيات إلى عدن كالسيل الجرار، لتجرف كل ما هو جميل في المدينة، باغية تركيع وإخضاع أبناء عدن والجنوب لهيمنتها وجبروتها.

إلا أن أبناء عدن والجنوب الأحرار والأبطال قالوا كلمتهم وأوصلوا رسالتهم لذلك العدو الوحشي، من خلال انتفاضتهم في وجهه ومواجهته بإصرار وعزيمة فولاذية لا تلين ولا تستكين..
فعند محاولة العدوان الحوثي العفاشي اجتياح مدينة عدن، تداعى أبناؤها الأبرار من كل حدب وصوب، ووقفوا سدا وسياجا منيعا لصد ذلك العدو الغاشم، فنازلوا تلك المجاميع البربرية الآتية من الكهوف والجبال، في ميادين القتال، ميادين الشرف والرجولة، وأذاقوهم الويلات في عدة جبهات من جبهات عدن الحبيبة..

فعلى الرغم من أن الكثير من أولئك الشباب الصناديد لم يكن لديهم معرفة سابقة باستخدام السلاح إلا أنهم تعلموا وتدربوا عليها في وقت يسير، وأتقنوا استخدامها نتيجة لما يحملونها من عزيمة صلبة على صد العدوان وبتر قدميه قبل ان تطا تراب أرضهم الطاهر.

عبداللطيف عارف محمد عبده، شاب عشريني، أحد أبناء عدن المخلصين لها.. لم يستطع أن يرى عناصر المليشيات الانقلابية تطأ مدينة عدن وأرض الجنوب بشكل عام أثناء محاولة اجتياحها في 2015.. فقرر عبداللطيف أن يشارك مع شباب المقاومة الجنوبية في عدن في صد هجمات العدو المليشاوي على بلده، وعاهد نفسه أن يعيد المليشيات الانقلابية إلى كهوفها في مران، مكان عيشها الحقيقي، فمثل تلك الأجناس يحرم عليهم البقاء في مدن الجنوب الطاهرة.. فالجبال والكهوف هي المكان المناسب لها.

استبسل عبداللطيف وزملاؤه ونفذوا الخطط التي وضعها لهم قادتهم في صد العدوان وتحرير مدينة خور مكسر ومحيط المطار.. كانت معاركهم تلك من أشد المعارك التي تشهدها خورمكسر، رغم أن المليشيات الحوثية حصدت العديد من أرواح شباب المقاومة الجنوبية الذين ضحوا بأرواحهم ورووا بدمائهم تربة عدن الطاهرة.

وفي إحدى الهجمات والتي كانت بتاريخ 5/6/2015م كانت هناك معركة قوية شهدها حي الصولبات بخورمكسر مع بداية خطط تحرير المدينة من قبضة المليشيات الانقلابية التي عاثت وعبثت في المدينة.. كان عبداللطيف عارف أحد أولئك الشباب المقاوم المشاركين في تلك المعركة الشرسة، والذي استبسل فيها وقاتل بشدة إلى جانب زملائه، والذين كان شعارهم الذي حملوه في قلوبهم هو “النصر أو الاستشهاد في سبيل نيل الحرية والانتصار للدين والأرض والعرض”.. في تلك المعركة في جبهة الصولبات بمديرية خور مكسر استشهد عبداللطيف عارف ونال ما كان يحلم به وسعى إلى تحقيقه.. رحمه الله وغفر له وأثابه الجنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى