قصة شهيد "حسين محمد علي السعداني" (عائلة التضحية والفداء)

> تكتبها/ خديجة بن بريك

> شعارهم: “لبيك يا جنوب، لبيك يا أرض الأحرار، لبيك يا وطن، عشنا على ترابه، وتحت ترابه نموت”.. الشهيد حسين محمد علي السعداني وأبناؤه كانوا من أوائل من خرج إلى ساحات النضال السلمي الجنوبي ضد نظام صالح.
في عام 2015م أعلنت مليشيات الحوثي وقوات صالح الانقلابية الحرب على الجنوب مرة ثانية، واجتياح العاصمة عدن.. ونتيجة لما كان مغروسا في نفس الشهيد حسين السعداني من حب للعاصمة عدن وغرس ذلك في نفوس أبنائه قرر هو وعدد من أبناء الضالع التوجه إلى عدن تلبية للنداء الذي وجهه القائد فضل حسن العمري والقيادات الجنوبية التي شكلت النواة الأولى للمقاومة الجنوبية لخوض الحرب والتصدي للمليشيات الغازية لعدن الحوثعفاشية بكل عزيمة واستبسال.
عادل حسين الذي أصيب في جعولة
عادل حسين الذي أصيب في جعولة

ويروي أحمد محمد الشويبع ومحسن علي، رفيقا الشهيد حسين في المعركة بأن “الشهيد حسين صال وجال في جبهات القتال وأهمها جبهتا رأس عباس وجعولة، وهناك نال الشهادة بتاريخ 30 / 5/ 2015م، عندما كان يقاتل بجانب اللواء فضل حسن وعدد من الأبطال”. ونتيجة لاحتدام المعارك وضراوتها مع العدو قرر أولاد الشهيد دفن جثة أبيهم الطاهرة في مقبرة أبو حربة بمديرية المنصورة، ويواصلون هم التضحية والنضال الذي غرسه أبوهم في نفوسهم.. فقد جُرح بعد استشهاده ولداه عادل ووضاح، بتاريخ 6/ 6/ 2015م.. وعاد وضاح بعد علاجه وتعافيه من الإصابة إلى جبهات القتال، وكان وضاح وأخوه علي من ضمن أفراد المقاومة الجنوبية الذين ذهبوا لمؤازرة إخوانهم في جبهة منطقة كرش شمال محافظة لحج، فأصيب هناك أخوه “علي” إثر انفجار لغم أرضي بعربتهم التي كانوا عليها، وتمكن حينها أخوه وضاح من انتشاله وحمله إلى السيارة ومن ثم إسعافه.. ثم عاد وضاح إلى مواصلة مشواره النضالي متنقلا بين العند وكرش، وتعرض في كرش لإصابة بلغية واستشهد هناك بتاريخ 1/ 2/ 2016م، في نفس الطريق المشرف الذي سلكه والده دفاعا عن الوطن من تلك المليشيات الغازية للجنوب.
شارك الشهيد حسين السعداني منذ الانطلاقة الأولى للحراك الجنوبي في العام 2007م في المسيرات والفعاليات المطالبة بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب التي سلبت منذ الاجتياح الغاشم الأول بصيف 94م. كان الشهيد حسين محمد علي السعداني، وهو من أبناء الأزارق بالضالع واحدا ممن عشقوا الحرية لينتفضوا في وجه النظام الاستبدادي ذلك الحين وظل حينها مؤمنا بعدالة قضية الجنوب حتى آخر لحظة من حياته التي قضاها وهو يصارع الغزاة. يقول صديقه ناجي علي بن علي: “إن الشهيد عرف بحماس ثوري وذلك من خلال الدور الذي لعبه في دعواته المتواصلة للجماهير للمشاركة في أي فعالية يعلن عنها عبر مكبر الصوت الخاص به”، وأشار إلى أن “دائما ما كان يقابل الشهيد حسين وهو مبتسم راسما علم الجنوب على صدره رافعا شعار (الحياة بعزة أو الموت من أجل عدالة قضية الجنوب”، وقال إنه تعرض في عامي 2008م و 2009م للاعتقال، فكان من ضمن المعتقلين بسجن المنصورة الذين أطلقت عليهم قوات الأمن المركزي القنبلة الدخانية داخل السجن بهدف تخويفه هو ورفاقه لكنهم ردوا عليهم بترديدهم هتافات ثورية من داخل المعتقل، غير آبهين بتلك الأعمال القمعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى