أبين.. أم الصناديد

> أبين النضال، والأبطال، ولا يسعك إلا أن ترفع عنقك فخراً بتاريخها، وتنحني احتراماً لمواقف رجالها، ونظرة واحدة في ملامح أطفالها تجعلك تدرك بأنها محافظة لا تموت، ولا تستطيع أن تعيش دون كرامة، ولا تكسرها المحنة. 
نحفظ مكانتها، وتفاصيل مجدها، ونوقر صغيرها، وكبيرها، وستظل قناعتنا بأنها أكبر من أن تدس في (معطف) قائد أو(صرة)مناضل أو في (جعبة)محافظ أو في (قبضة) سلطان. و نعي بأن جميعنا تحت جناح سلطة فخامة الرئيس عبدربه ـ حفظه الله، ولكن لكل مواطن في أبين صوت، وحق في تقرير مصيرها.
لا نستطيع أن نزعم بأن أبين كلها في كف المجلس الانتقالي، والأمر نفسه ينطبق على بقية الجنوب، ولكننا أيضاً لا نجدها مدبرة، وتدير ظهرها لرئيسه، وأعضائه، فهي لم تكترث إلى (البهررة)، والتخويف الذي مارسه البعض، واحتشد كثير من أهلها، وفتحوا أيديهم، وأحضانهم لاستقباله، وكانت في نظرهم لحظة تاريخية.
ليس سراً أن بعضهم لم تنشرح صدورهم لزيارة المجلس الانتقالي لـ(أبين)، وكانوا يتمنون فشله أو ربما يخشون نجاحه، ولن نجبرهم لكي يشعروا بالسعادة، ويفرشوا الورد في طريقه، ولكننا لا نجد مبررا لغطرستهم، وعنتريتهم، ومن المحزن، والمؤسف أن ينظروا للمشهد من أرنبة أنوفهم، ويحقروا غيرهم!
فالشيبه، والسعدي، وجميع من تكبدوا مشقة حضور المهرجان، هم من أبناء أبين، وفلذات كبدها، ورضعوا ثديها، وباسوا ترابها، ومثلهم كمعظم أبنائها لن تقبل نخوتهم بأن يدوسوا لها على طرف، ولا شرف في بخسهم حقهم، وقيمة مواقفهم.
لا تكبلنا قيود العبودية، ولا ننتظر ثمن موقف أو كلمة، ونقف مع المجلس الانتقالي، ونبارك خطواته، ولكننا لا نحسبهم ملائكة، ونعتقد أيضاً أنه ليس من الإنصاف إن زلوا تكالبتم وأدنتموهم، وشتمتموهم، وإذا اقتربوا نفرتم!
حديث بعضهم عن (شيطنة) فرد أو تركيع منطقة، لا يعني أنهم يملكون الحقيقة.. لا نحشر أنوفنا في قناعاتهم، ولكن بصراحة لا نرى خيوط المؤامرة، فإذا كان بعضنا يعتقدون بأن كأس المجلس الانتقالي فاضٍ، فليأتوا بمشروع آخر نظيف، وسيجدوننا معهم، وفي أسوأ الأحوال لن يلاحقهم شجبنا واستنكارنا.
أبين، بطن الشجعان، وأم الصناديد، ولا حرج على بسطائها، ولكن كبارها لم يبروها، ويردَّوا جميلها، إلا من رحم ربي.. فنخبتها يحتلون مركز القرار من أكبر رأس في البلاد إلى أشهر تاجر، وأصغر مدير، واستقروا في كراسي السلطة، ومفاصلها، وترفها، وفسادها، وتركوها تنزف وحدها بين براثن من لم يرحمها!.. كثير من الذين يذرفون الدموع على الضحية شاركوا في عقرها، أو اكتفوا بالفرجة والثرثرة!
لا تضعوا أبين العظيمة في خاناتكم الصغيرة، لكي ترضوا غروركم، وتجعلوها رهينة نرجسيتكم، وانتصارتكم الشخصية.. إذا كان للجنوب خاصرة، فهي أبين بلا شك، ولا يمكن القفز على ماضيها، وحاضرها أو طمس غدها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى