خلال أسبوع.. اغتيالات وهجوم مسلح وجثة مرمية وأخيرا سيارة مفخخة.. روايات اللحظات الأخيرة قبيل الانفجار.. تفجير سيارة وسط حي سكني يستهدف مبنى وزارة المالية بخورمكسر

> عدن «الأيام» خاص

> هز انفجار عنيف خلال الساعات الأولى من فجر أمس العاصمة عدن، حيث شوهدت كتلة من اللهب تتصاعد إلى السماء قبيل دوي الانفجار.
ووقع الانفجار في حي خورمكسر عند الساعة الثانية فجر الأربعاء بسيارة مفخخة وضعت وسط الشارع أمام مبنى وزارة المالية بشارع أبو ذر الغفاري في محيط مكاتب سفارات ومنظمات الأمم المتحدة.
وصرح لـ«الأيام» مصدر طبي وآخر أمني بأن الانفجار أسفر عن قتيلين وأربعة جرحى، من بسطاء الناس، هم عمال وبائعو خضار وعاملون بمحلات واقعة في مكان الانفجار، وخلف أضرارا بالغة طالت منشآت ومقرات حكومية ومباني خاصة من منازل ومحلات، والسيارات الموجودة بجانب المبنى. ووصلت الأضرار إلى مبنى كلية الآداب الذي يبعد 100 متر عن موقع الانفجار.
آثار الدمار الذي خلفه التفجير وسط الحي
آثار الدمار الذي خلفه التفجير وسط الحي

وادى الانفجار إلى أضرار جسيمة بمبنى المالية المكون من 5 أدوار، بينما أتت النيران على كل ما يحتويه المبنى من وثائق خاصة ومعاملات مالية وحسابية خاصة بموظفي الدولة.
وقال شهود عيان إن “ألسنة النيران تصاعدت إثر انفجار سيارة صغيرة وضعت في تقاطع الشارع قبالة مبنى وزارة المالية وسوق قات بالحي، عند تمام الساعة الثانية فجرا”.
مراسلو «الأيام» ذهبوا إلى موقع التفجير، حيث استقصوا روايات السكان وشهود العيان العاملين في المحلات وسائقي سيارات الأجرة، فقال احد اولئك الشهود إن “شخصا غريبا عن المنطقة (مجهول الهوية).. شاب مسلح ملثم حضر الى الشارع وحذر الموجودين في مكان الحادثة من وقوع انفجار، وأبلغهم بضرورة مغادرة المكان لأن تفجيرا سيحدث بعد قليل”.
وأكد الرواية عدد من الشهود من سكان الحي.
واجهة مبنى وزارة المالية بخورمكسر الذي استهدفه التفجير
واجهة مبنى وزارة المالية بخورمكسر الذي استهدفه التفجير

وفي تفاصيل أخرى يتحدث أحد الناجين من التفجير، يدعى مراد توفيق وهو بائع خضار في إحدى البسطات بجانب مبنى المالية، ساردا روايته عن أهم لحظات في حياته: “كنت نائما فوق طاولة (ملحمة) قريبة من بسطة الردفاني، وفي منتصف الليل صحوت من قوة الانفجار، وهربت إلى الجهة الأخرى، وحين التفت وجدت بسطة الردفاني وما جاورها قد انتهت والنار تشتعل في المكان”.
وأضاف “اشتعلت النيران في بقالة (الأوائل) بشكل مخيف بالاضافة لجزء من سوق القات الى جانب اشتعال سيارة في منتصف الطريق، وبعدها استوعبنا بأن هناك سيارة مفخخة انفجرت، وأحرقت كل ما في المكان، وتحطم زجاج مبنى المالية وتساقط علينا”.
وأكد مشاهدته لطفل من أبناء محافظة الحديدة وقد فارق الحياة، فيما شقيقه نقل بحالة خطرة إلى المستشفى حيث رقد في الإنعاش، ثم توفي لاحقا مساء أمس، ليرتفع عدد القتلى إلى اثنين، هما شقيقان من أبناء الحديدة، بالإضافة إلى إصابة صاحب بقالة (الأوائل) بالرأس.
القتيل الأول في التفجير
القتيل الأول في التفجير

اسما القتيلين الشقيقين: أحمد محمد جماعي (15 عاما)، أنور محمد جماعي.
اسماء الجرحى: حسين هيثم حسين الحالمي، ماجد علي مصلح، هاني منصور محمد علي، صلاح حسين محمد، عبدالله علي محمد، عبدالرحمن محفوظ عبدالله.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته عن تفجير سيارة ملغومة كانت مركونة أمام مبنى المالية بعدن.
وقالت وكالة (أعماق) التابعة للتنظيم إنه “تم تفجير سيارة مفخخة (ملغومة) كانت مركونة بجوار مبنى وزارة المالية في منطقة خورمكسر بمدينة عدن في اليمن”.
المصاب الذي نقل إلى مستشفى الجمهورية ثم توفي لاحقا
المصاب الذي نقل إلى مستشفى الجمهورية ثم توفي لاحقا

وقال مراقبون إن تفجير مبنى المالية يثير عددا من التساؤلات خصوصا مع قرب إصدار التقرير السنوي (الجرد) من وزارة المالية”.
وأضافوا قائلين “ربما هدف التفجير عرقلة سير عمل السلطة المحلية بعدن ومكاتب الوزارات العاملة في عدن بعد استهداف جهاز المعاملات المالية للسلطة المحلية والذي يسبب شللًا للمدينة”.
لكن نائب وزير المالية د. منصور البطاني قال في بيان نشرته وسائل الإعلام إن “أعمال وزارة المالية لن تتعطل بسبب التفجير الذي استهدف مكتب الوزارة، وأن كافة البيانات والوثائق المرتبطة بالاداء المالي للوزارة لم تتضرر”.
وأكد أن “الوزارة تحتفظ بنسخة اضافية من تلك الوثائق التي تمكنها من الاستمرار في مزاولة مهامها دون انقطاع أو توقف”.
مواطنون يتجمعون في الموقع
مواطنون يتجمعون في الموقع

ويرى مراقبون آخرون آن التفجير لا يستهدف مبنى وزارة المالية بدرجة رئيسية بقدر محاولة استهداف الناس.
وقالوا إن الانفجار سياسي بامتياز، وهدفه إيصال رسائل متعددة في اتجاهات معينة، اهمها وضع الناس “ورقة إرهاب” لإقلاقهم وتخويفهم.
وأضافوا: “لا شك أن هذا التفجير مرتبط بخلايا ارهابية تعمل لصالح جهات مازالت تعادي الجنوب وابناءه وخصوصا عدن. الوضع السياسي الحالي في عدن يؤكد توسع صراع اقليمي ومحلي على الجنوب وعدن.. والحرب في الشمال مازالت تداعياتها واثارها تلقي بظلالها على الساحة الجنوبية”.
من جانبها نددت الحكومة بالتفجير وعقدت اجتماعا استثنائيا، حيث ترأس رئيس الوزراء د. أحمد عبيد بن دغر أمس اجتماعا باللجنة الأمنية والعسكرية في العاصمة عدن لبحث تداعيات التفجير الذي استهدف مبنى المالية.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) عن بن دغر قوله الى الاجتماع إن “الانفجار يهدف إلى إضعاف مؤسسات الدولة وحكومة الشرعية في محاولات بائسة للنيل من النجاحات التي تحققها الحكومة”.
وأكد أن “الحكومة ستعمل بكل ثبات وعزم لمحاربة الارهاب بكل اشكاله وأنواعه وستعمل على مطاردة عناصره اينما وجدت”.
وأضاف بن دغر أن “توجيهات الرئيس تقضي بالبدء الفوري بتنفيذ الخطة الأمنية لحماية المنشآت الحكومية والخاصة وأمن وسلامة المواطنين ومواجهة العمليات الإرهابية”.
وشدد رئيس الحكومة على ضرورة أن “تقوم الأجهزة الأمنية والعسكرية بواجباتها ومسؤولياتها في حماية أمن واستقرار عدن وحياة المواطنين وجميع المنشآت وتفعيل العمل الاستخباراتي لمواجهة مخاطر التنظيمات المتطرفة”.
وأضاف بن دغر أن “هذه الأعمال الاجرامية التي تصاعدت حدتها في الأسابيع الأخيرة لا ترعب الحكومة ولن تثنيها عن ملاحقة الجناة، وأن هناك مجرمين وقتلة سننال منهم، وعلى الجميع الاطمئنان بأن الوضع كله تحت السيطرة”.
وأشار الى أن الأجهزة الأمنية والفرق الطبية قامت بدورها في إسعاف المتضررين من الانفجار وان الأجهزة الأمنية قامت بحماية المبنى والوثائق.
وكانت العاصمة عدن شهدت خلال الاسبوع الجاري عمليتي اغتيال بمسدس (كاتم الصوت)، إحداهما للعقيد في البحث الجنائي حمود محمد الحميدي والأخرى للشاب خلدون مداح بالمنصورة، بالاضافة لهجوم مسلح استهدف منزل القيادي في المقاومة الجنوبية أديب العيسي خلف قتيلين من حراسته الشخصية، وأصابه بجروح، الى جانب العثور على جثة أحد عناصر المقاومة بخورمكسر (أحمد جواس) مقتولًا بجوار ملعب 22 مايو بمدينة الممدارة.
آثار الدمار الذي خلفه التفجير وسط الحي
آثار الدمار الذي خلفه التفجير وسط الحي

وجاءت هذه الحوادث المتسمة بالطابع الارهابي عقب اكبر تفجيرات انتحارية استهدفت مقر إدارة البحث الجنائي في 5 نوفمبر بسيارة مفخخة واقتحام مجموعة انتحاريين للمقر، وبعدها يوم 13 نوفمبر قاد انتحاري سيارة وضرب بها مقر إدارة عمليات قوات حماية المنشآت، وهي قوة جديدة تشكلت من مقاتلي المقاومة تحت إشراف من دولة الإمارات أحد الشركاء الأساسيين في قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى