الجنوبيون يحتفلون بعيد الاستقلال في عدن والانتقالى يعلن أعضاء الجمعية الوطنية

> رصد: علاء عادل حنش

> احتفل آلاف الجنوبيين، أمس الأول، في ساحة الشهيد خالد الجنيدي بمدينة كريتر في العاصمة عدن، باليوبيل الذهبي ليوم الـ30 من نوفمبر (الذكرى الـ 50 لعيد الاستقلال الوطني)، بمشاركة هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وأعضائه.
ورفع المحتشدون أعلام الجنوب وأعلام دول التحالف العربي، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربيّة المتحدة والمملكة العربيَّة السعودية، بالإضافة إلى لافتات تؤيد المجلس الانتقالي الجنوبي، مرددين شعارات تطالب باستعادة الدولة الجنوبية بكامل حدودها السياسية لما قبل 21 مايو 1990م.
والتقت «الأيام» نخبة من المجتمع الجنوبي بمختلف محافظاته، منهم المحلل السياسي والخبير العسكري اللواء الركن مساعد الحريري، الذي قال: «احتشاد الجنوبيين من المهرة وحضرموت وسقطرى وشبوة وأبين ولحج والضالع ويافع وعدن، في ساحة الشهيد الجنيدي، ليعبروا عن وحدة الصف، ويؤكدوا أن الشعب الجنوبي يعتبر جسدًا واحدًا، وكذا ليرسلوا عدة رسائل منها الوفاء للشهداء الذين تحقق الاستقلال بفضل تضحياتهم في الـ30 من نوفمبر 1967، ورفعوا علم الدولة الجنوبية عاليا».
وأضاف لـ«الأيام»: «يأتي الاحتفال باليوبيل الذهبي لـ30 نوفمبر المجيد في ظل ظروف قاسية يشهدها الجنوب عامة، متمثلة في تردي الخدمات وتوقف صرف المرتبات، بالإضافة إلى أن الحرب لم تضع أوزارها بعد، إلى جانب الإرهاب الذي يكتسح أغلب المحافظات الجنوبية، وفي ظل تدهور أمني وفساد كبير تقوده الحكومة الشرعية والسلطات المحلية التى تحت مظلتها».
وأشار الحريري إلى أن «الاحتفالية بمثابة رسالة للشرعية بأن الفساد الممنهج ضد الجنوب لن يقبله الشعب الذي قدم آلاف الشهداء طيلة خمسين عامًا، وأن الحشد كان داعما للانتقالي وللمقاومة الجنوبية ووفاءً للشهداء الذين سقطوا لأجل استعادة الدولة الجنوبية بكامل سيادتها».
وأكد الحريري أن الجنوبيين أوصلوا رسالة هامة إلى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ وإلى العالم ودول الإقليم، مفادها أن «شراكتنا في الحرب مع التحالف ليست لأجل إعادة شرعية نظام عفاش والحوثي لاحتلال الجنوب مرةً ثانية».
وقال عن إقامة فعاليتين في ساحتين: «لا يخفى على السلطة الرابعة (الصحافة) حجم المؤامرات التي تحاك ضد القضية الجنوبية، ومازال نظام صالح يحتفظ ببعض الخلايا، ولديه قدرة على نشر الإشاعات والتحريض والتغرير بالمواطنين ودعوتهم إلى إفشال الفعاليات التي يقيمها الجنوبيون بطرق وأساليب مختلفة.. ونأسف لتلك الممارسات التي يقوم بها بعض الجنوبيين لخدمة العدو، وتريد عودة (الاحتلال) إلى الجنوب ضاربةً حجم التضحيات الجنوبية عرض الحائط».
وأضاف: «نقول لكل الجنوبيين المغرر بهم بأن عليهم العودة ورص الصفوف وتعميق التصالح والتسامح، ونعاهدهم بأن الإقصاء انتهى وولى إلى غير رجعة، والجنوب لكل الجنوبيين».
بدوره قال رئيس تحرير موقع (مراقبون برس) ماجد الداعري: «إن الجنوبيين يحرصون دوما على استغلال مناسباتهم الوطنية لمخاطبة العالم والإقليم، بأنهم ماضون في طريق استقلال واستعادة دولتهم الجنوبية، ورفض كل المشاريع المنقوصة التي تحاول بعض القوى اليمنية استثمار التأييد الدولي للشرعية لصالح تسويق مشاريعها التمزيقية المرفوضة سواء على مستوى الجنوب أو اليمن بشكل عام، وخاصة مشروع هادي وحكومته الخاص بالدولة الاتحادية من ستة أقاليم والمرفوض على مستوى كل القوى اليمنية الفاعلة».
وأضاف لـ«الأيام»: «كان لزاما على الجنوبيين- قيادة وقواعد شعبية بمختلف التوجهات السياسية والفكرية- الاحتشاد مجددًا للاحتفال الجماهيري بذكرى مرور خمسين عامًا على إجبار أعظم أمبراطورية عرفها التاريخ على أن تحمل عصاها وقواتها وجنودها وترحل من وطنهم الجنوبي صاغرةً، أمام جبروت إرادتهم الوطنية الفولاذية للاستقلال وانتزاع حرية دولتهم الجنوبية، وإيصال رسائل سياسية للقوى المهيمنة على الشرعية التي تحاول القفز على أهداف ثورتهم الجنوبية التحررية تارة واستفزاز القوات الجنوبية تارةً أخرى بمحاولاتها الممجوجة، بفرض مشاريعها اليمنية المرفوضة على الشعب الجنوبي الأكثر تمسكًا من أي وقت مضى بهدف الاستقلال الناجز لدولتهم الجنوبية، وقطع دابر كل المشاريع الأخرى التي تحاول حكومة بن دغر الكارثية وحلفاؤها التسويق لها في الجنوب، والتلويح بفرضها ولو بقوة الحديد والنار، ولو كلفها ذلك إعلان حرب جديدة على الجنوب وشعبه من أجل تمريرها المستحيل بعد اليوم».
وتحدث الداعري عن نجاح الفعالية قائلًا: «برأيي، نجح الشعب الجنوبي في فعالية نوفمبر في إيصال رسالة سياسية موحدة للداخل والخارج، بتمسكه بمواقفه الوطنية المتعلقة باستقلال الجنوب، والتفافه حول قيادة المجلس الانتقالي كقيادة وطنية شرعية وحيدة مخولة شعبيًا بتمثيله داخليًا وخارجيًا».
وقال عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وأمين عام المجلس التنسيقي لقوى الحراك الجنوبي بمحافظة سقطرى محمد علي العوش إن «أبناء الجنوب أرسلوا رسالة للعالم أجمع بأن الجنوب حق يأبى النسيان، وإنه لن يتنازل عن استقلال دولته الناجز التام، فكما أخرجنا أكبر أمبرطورية في العالم (الأمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس) سننتزع استقلالنا الثاني بالبسط على الأرض وبناء مؤسسات الدولة الجنوبية، ولا مجال للعودة إلى باب اليمن مرةً أخرى».
وأكد العوش لـ«الأيام» أن «أبناء الجنوب جسد واحد وهدفهم واحد، فرغم تعدد الساحات إلا أن الجميع يجمع على استعادة الدولة الجنوبية، وإن اختلفت الطرق والأساليب لكن التوحد في الهدف واللحمة الجنوبية موجودة».
وأشار إلى أن «الانتقالي يعتبر إطارا جامعا لكل الجنوبيين، وإن وجد خلل يجب تصحيحه وليس هدم بناء أساس متين انتظرناه سنين طويلة».
وقال نائب قائد سرية بالحزام الأمني قطاع يافع/ رصد، العقيد محمد عبد الله الميسري، إن «الشعب الجنوبي خرج ليؤكد أنهُ خلف قيادته الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وليؤكد لحكومة الشرعية ولدول الجوار والعالم أن الشعب مسيطر على أرضه، وأن لديه قيادة اختارها ولن يسمح بأن تفرض عليه أي مساومة على وطنه أيّا كان نوع تلك المساومة، وأن الشعب قادر اليوم على حماية قيادته الممثلة بالانتقالي ورئيسه اللواء عيدروس الزُبيدي».
وأضاف: «نعرف ويعرف الشعب الجنوبي كافة أن الأحزاب اليمنية تسعى دائمًا إلى تشتيت الجنوب وتقسيمه، بحيث لا تقوم له دولة، ولهذا يحاولون زراعة الفتن بين الشعب الجنوبي ويدعمون القاعدة وأخواتها، فترى شعبنا اليوم يعرف عدوه ومن يقف خلفه».
وأردف: «إن شعب الجنوب يحترم الرأي الآخر، ولكن ليس في شق الصف، فالذين يقومون اليوم بشق الصف مدسوسون من قبل النظام السابق لتدمير الجنوب».
وشهد عام 2017 أحداثًا عديدة في الساحة الجنوبية، بدأت بإقالة محافظ عدن السابق اللواء عيدروس الزُبيدي، أعقبها إعلان عدن التاريخي في 4 مايو، والذي جاء بعده الاحتفال بذكرى (فك الارتباط) الـ23 تأييدًا للمجلس الانتقالي والذي صادف 21 مايو 2017.
وكان الانتقالي أجرى خلال الفترة المنصرمة زيارات لعدد من المحافظات الجنوبية، تمخض عنها تشكيل الجمعية العمومية في عدد من المحافظات الجنوبية، ليعلن في احتفالية نوفمبر، أمس الأول، أسماء أعضاء الجمعية العمومية الـ303، بمختلف المحافظات الجنوبية، في خطوة اعتبرها كثيرون نقطة فاصلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى