في وقفة تضامنية.. طلاب الآداب بجامعة عدن: «لا لقرارات ترامب.. القدس عاصمتنا الأبدية»

> رصد / علاء عادل حنش

> نظم طلاب كلية الآداب بجامعة عدن أمس وقفةً تضامنيةً مع الشعب الفلسطيني، وتنديدًا بقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتحويلها عاصمة لإسرائيل.
ورفع الطلاب والطالبات علم دولة فلسطين وشعارات قالوا فيها "قرارات ترامب لا تعنينا، والقدس عاصمتنا العربيَّة، وأبناء الجنوب لن يتخلوا عن عاصمتهم القدس، واصحوا يا عرب القدس استلب، وسئمنا بيانات.. إدانات.. استنكارات.. ولن نعرب عن قلقنا!، والقدس عاصمتنا الأبدية".
وردد الطلاب خلال الوقفة التي حضرها أمين الهيئة الشعبية الفلسطينية د. طه أبو فول شعارات استنكرت قرار الرئيس الأمريكي ترامب.
وقال ممثل مكتب فلسطين بعدن د. محمد أبو جرادة: "نحنُ سعداء بهذه اللفتة التي نحن بأمس الحاجة إليها لنتضامن مع شعبنا الفلسطيني والقضية الفلسطينية التي تتعرض للتصفية".
وأضاف: "نلتقي معكم اليوم (أمس) في الوقفة التضامنية ليس تكليفًا بل للتعبير بأن فلسطين عربيَّة شاء من شاء وأبى من أبى، فكلّ من يعرف التاريخ ويفقهه يعرف أن فلسطين عربيَّة ولسنا بحاجة لأن نثبت أن فلسطين عربيَّة، ولكننا بحاجة لإثبات أن فلسطين قضية العصر وتتعرض للتصفية".
وأردف: "لسنا بحاجة لأن نتحدث عن أهمية الأقصى، لأن الكل يعرف أهمية الأقصى، وليس الشعب الفلسطيني وحده مسؤولا عن الدفاع عن الأقصى، لأن الأقصى ليس ملكًا للفلسطينين فحسب، فقد خص الله تعالى أن تكون هذه الأرض المباركة فيه، وقال الله تعالى: "سبحان من أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله".
وأكد أن "حماية المسجد الأقصى وفلسطين هي مسؤولية كلّ عربيّ ومسلم، وأن الفلسطينيين اليوم هم من يقومون بهذا الواجب المقدس".
وقال: "قبل أيام - وتحديدًا في نوفمبر - وقفنا أمام ذكرى (وعد بلفور)، الذي مر عليه أكثر من مائة عام، يوم أعطت بريطانيا أرضا لا تملكها لليهود لإقامة دولة، وتعهدت بإقامة وطن قوي لليهود".
وأضاف أبو جرادة: "اليوم - بقرار ترامب - نحن أمام بلفور جديد، فإذا كانت بريطانيا أعطت عام 1917 وعد بلفور بإقامة دولة يهودية، فاليوم ترامب يعطي وعدا بأن القدس عاصمة لإسرائيل".
وأكد بأنهم "يعرفون مغزى التوقيت الذي أصدر به ترامب قراره وتجرأ بقوله الآن"، متسائلًا "لماذا لم يأخذ ترامب هذا القرار من قبل؟".
وأشار إلى أن "ترامب في كلمته قال إن "القرار أُخذ منذُ عشرين عامًا ولم ينفذه الرؤساء السابقين لأمريكا" فلماذا الآن ينفذه ترامب؟ لأن الوضع العربيَّ اليوم يسمح لذلك في حين كان الوضع العربيّ السابق لا يسمح بهذا القرار".

وقال متحسرًا: "إن العرب أصبحوا اليوم في أسوأ حالة، فسمحوا لترامب لأن يتبجح ويتجرأ ويصدر مثل هذا القرار، لأنهُ يعرف أنهُ لن تكون هناك ردود فعل من العرب".
واختتم ممثل مكتب فلسطين بقوله: "إنهم كانوا يتمنون أن يخرج الشعب العربيّ مع القدس كما خرجوا في ليبيا والمغرب وسورية، وأن قوة العالم العربيّ هو في الحفاظ على القدس".
وخرجت في اليوميين الماضيين مظاهرات مشابهة في عدد من الدول العربيَّة احتجاجًا على قرار ترامب.
بدوره قال نائب العميد للشؤون الأكاديمية د. قاسم عبد المحبشي: "نحييّ إخواننا في القدس ونقول لهم نحن معكم والقدس لنا فهي محور التاريخ".
وأضاف: "لا لقرار ترامب، ولا يمكن لترامب ولأمريكا - رعاة البقر الذين وصلوا للحضارة الأن - أن يمسحوا تاريخ سبع آلاف سنة قبل أن تكون هناك أوروبا وأمريكا وغيرها، وهذا القرار قرار عابر".
وأشار إلى أن "القدس ستظل عربيَّة وعاصمةً لفلسطين وللعرب جميعًا، وأن عدن واليمن كلها تقف مع القدس".
وأكد بقوله: "هناك تخاذل من قبل بعض العرب، لكن لا يمكن السكوت عنه، ونتمنى أن ينهض العرب أجمع نحو إنقاذ القدس، ولن نتخلى عنها مهما حدث ومهما كان".
وأردف: "نقول لإخواننا الفلسطينيين الصامدين هناك اصمدوا فنحن معكم قلبًا وقالبًا، ولن نخذلكم أبدًا، وستظل القدس الرمز الذي لا يمكن لأحد أن يطمسه".
من جانبه أكد الأستاذ بكلية الآداب ورئيس نادي السرد د. عبد الحكيم باقيس أنهُ "لا يمكن لترامب - أو ترامب بلفور - أن يعيد هذه الهمجية على أمتنا - الممتدة جذورها في التاريخ الإنسانية والحضارة الإنسانية منذُ القدم - وأن ينهي بقطرات من الحبر الأسود هوية هذه المدينة الضاربة في التاريخ منذُ آلاف السنين قبل الميلاد".

وأضاف: "لا يمكن لطارئ، على الحضارة الإنسانية وعلى زمننا هذا، لدولة أو كيان، لم يزد عمرهُ على مائتيّ عام، أن يقرر أو يهدد أو يزول تاريخ فلسطين والقدس العربيَّة وهو الطارئ على الحضارة الإنسانية على الرغم مما يمكن أن تكون قدمته هذه الدولة ومؤسساتها على مستوى التقنيات والوسائل العصرية، لكن أن تحدثنا عن التاريخ فلا يحق لهؤلاء أن يعبثوا في تاريخ أو مسيرة التاريخ الإنساني لمدينةٍ ولهويةٍ ضاربة في التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام قبل الميلاد".
وأكد باقيس أن "الهوية العربيَّة مكون أساسي وقومية من مكونات القومية العربيَّة ولا يمكن لهؤلاء أن يقللوا من جهودنا، وهذه الوقفة البسيطة لها دلالتها العميقة والكبرى، ونتمنى أن تتواصل هذه الفعاليات".
وقال رئيس المجلس الطلابي أحمد اليافعي: "ندين ونتسنكر بشده قرار ترامب بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل؛ فالقدس عاصمتنا الأبدية لكل البلدان العربيَّة".
وأضاف: "بالرغم من الظروف القاسية الذي يعانيها الشعب العربيَّ من صراعات وأزمات إلا إننا لن ننسى قضيتنا الأولى (القضية الفلسطينية).. قضية العزة والكرامة".
واختتم اليافعي بأبيات شعرية "علمني أبي عزة نفس الأبي.. وحكى لي حكاية شاب عربي.. علمني أبي شموخ الشمس قبل قراءة الكتبِ.. والقدس أرض جدي وأبي وأرضي.. فلن نرضى ولن نقبل.. فالقدس لا تستبدل.. القدس أرضنا.. القدس عرضنا".
واعتبر مراقبون أن هذه الوقفة تعتبر الأولى في العاصمة عدن.
وقرر الطلاب تصعيد احتجاجاتهم المناوئة لقرار ترامب في الأسابيع القادمة وجعلها وقفات شاملة على مستوى طلاب وطالبات كليات جامعة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى