في اجتماع استثنائي عقدته إدارة تربية مديرية صيرة بأكاديميين.. مشروع أكاديمي لمحاربة الظواهر السلبية بين الطلاب

> عدن «الأيام» علاء بدر

> مشكلات كثيرة باتت تُعاني منها معظم إدارات المدارس في العاصمة عدن، وإن كان أبرزها العزوف عن الأخلاق والسلوكات الحميدة من قِبل الطلاب تجاه معلميهم، بل إن الأمر زاد استفحالاً بعد الحرب التي شهدتها عدن في مارس عام 2015م، حيث وصل إلى التعدي بالضرب على المعلمين من قِبل الطلاب وأولياء أمورهم في ظاهرة تُنذر بسلبيات كارثية لمستقبل الأجيال.
وللتخلص من هذه المشكلة المدمرة طالب مديرو مدارس مديرية صيرة (عدن القديمة) بضرورة الإسراع بتفعيل مشروع المؤسسة الأكاديمية المجتمعية بالعاصمة عدن لمحاربة كافة الظواهر السلبية بين أوساط الطلاب والطالبات.
وأكدت رئيسة المشروع د. رضية باصمد في الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته إدارة تربية صيرة بأكاديميين من جامعة عدن أمس الأول، لوضع برنامج مزمن للنزول للمدارس والبدء بتنفيذ المشروع، أكدت بأن الأكاديمية المجتمعية ستعمل على تفعيل الصحة المدرسية، وصيانة الجسد من الآفات المضرة، وكذا الاحتفال بالأيام العالمية المعتمدة من منظمة الأمم المتحدة داخل المدارس، والعمل على تعزيز العلاقة بين أولياء أمور الطلاب، والمجالس المحلية، ووزارتي الصحة العامة والسكان، والشباب والرياضة، في الجانب التربوي والتعليمي، بالإضافة إلى دراسة الظواهر الاجتماعية التي ظهرت بعد حرب عام 2015م والتي أثرت على التحصيل العلمي، واستفحال ظاهرة الغش في الامتحانات، وتزايد أساليب التهديد والعنف ضد المعلمين والطلاب على حدٍّ سواء.
وأشارت باصمد إلى أن «وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. حسين باسلامة سيتبنى هذا المشروع الوطني المجتمعي لِما له من مصلحة عامة على المستويين الأكاديمي والتربوي».
*سلبيات ما بعد الحرب
مدير مدرسة عقبة بن نافع عارف جعفر علي أوضح لـ«الأيام» أن «الحرب التي شهدتها عدن وما أعقبها من أعوام أنتجت عدم ثقة، وفراغاً نفسياً بين الطالب ومعلمه، الأمر الذي يوجب على الدولة أن تتحمل مسؤليتها تجاه تلك التبعات السلبية التي ظهرت في المدارس والثانويات».
فيما أرجع مدير إدارة التربية والتعليم بصيرة، رائد طه صالح، تردِّي الوضع التربوي إلى تداخل المشكلات النفسية بالقضايا التربوية، والتي اجبرت الإدارة المدرسية على الاهتمام بها وأبعدتها عن تنفيذ خططها بالشكل المطلوب، ولهذا فالمشروع الأكاديمي المجتمعي سيخفف كثيراً من العبء الذي أثقل كاهل المعلم.
وطالب صالح الأكاديميين بالجلوس مع أولياء أمور الطلاب لتوصيل فكرة مشروع المؤسسة اختصاراً للوقت والجهد، باعتبار أن الأسرة هي نواة نجاح هذا المشروع».
*يجب إنهاء الظواهر السلبية
وأشار نائب عميد كلية الآداب لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة عدن د. سند السعدي لـ«الأيام» إلى أن الوضع التربوي في العاصمة عدن بحاجة ماسة إلى وقفة جادة ومسؤولة من قِبل الأكاديميين؛ لإنهاء الظواهر السلبية التي أثَّرت على أخلاق الطالب مع معلمه وإدارة مدرسته وحتى مع والديه، وكذا بين أولياء الأمور مع المعلمين والمعلمات، حيث يقوم بعض أولياء الأمور بتهديد معلمين ومعلمات بل والتعدي عليهم بالضرب داخل الفصل الدراسي وأمام الطلاب، وهو ما أدى إلى انتفاء القيم الأخلاقية في المجتمع، ولذلك ينوي الأكاديميون النزول إلى المدارس للالتقاء بالطلاب والمعلمين والإدارات المدرسية لبدء تنفيذ مشروع المؤسسة فوراً».
فيما بيّنت د. رضية عبدالله أن «الهدف من هذه الشراكة بين الأكاديميين والتربويين هو إيجاد أمن نفسي قبل الأمن الفكري، لإنشاء جيل صالح في العاصمة عدن».
*محاربة الظواهر السلبية بالمدارس
من جهته أوضح مدير مدرسة شمسان في شعب العيدروس خالد مقبل علي مقبل «أن مدرسته عملت مع المنظمة البريطانية غير الحكومية (SAVE THE CHILDREN) ومنظمة الهجرة الدولية حول الدعم النفسي والآثار الاجتماعية بعد الحروب»، مؤكداً أن «مجيء الأكاديميين إلى المدرسة سيكون له دور واسع في محاربة الظواهر المدرسية السلبية التي تعاني منها معظم مدارس عدن.
واعترفت مديرة التعليم العام في إدارة التربية بصيرة ميرفت حميد ياسين بأن «هناك فجوة واسعة بين أسرة الطالب ومعلميه»، مطالبة أولياء الأمور بدعم أهداف هذا المشروع الأكاديمي المجتمعي لكونه يمثل مفتاحا لإنجاح هذه الحملة الوطنية، والضابط الاجتماعي الأول للطالب قبل المعلم والإدارة».
فيما انتقدت مديرة مدرسة البيحاني للتعليم الأساسي بالقطيع فائزة علي عليوة توقيف إنشاء العيادة المدرسية التي كان مقررا أن تحتضنها المدرسة بالتنسيق مع كلية الطب في جامعة عدن، مطالبة بأن يتم اعتماد المشروع الأكاديمي المدرسي كجزء من العمل اليومي التربوي في مدرسة البيحاني أسوة بغرفة الإشراف الصحي، والاجتماعي».
وأشارت لـ«الأيام» مديرة ثانوية باكثير النموذجية للبنات انتصار أحمد عمر السقاف إلى «أن المدرسة تُعاني من آثار تدمير تعرضت لها أثناء حرب عام 2015م لقربها من منطقة معاشيق، بالإضافة إلى تعرض معظم الأثاث فيها للسرقة».
وأضافت: «مدرستها لا توجد فيها عيادة صحية بالرغم من أنها ثانوية»، مطالبة في الوقت ذاته «بتفعيل الدعم النفسي للمعلمات أولاً ومن ثم الطالبات».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى