خلال عام واحد أعاد الهلال الأحمر الإماراتي تأهيل عشرات المستشفيات

> تقرير / رعد الريمي - تصوير / نجيب المحبوبي

> للإمارات العربية المتحدة دور بارز في إعادة الشرعية في اليمن بعد أن سقطت هذه الشرعية في أيدي جماعة الحوثيين المدعومة عسكريا ولوجستيا من إيران ونظام الملالي.
زإلى جانب الدور العسكري للإمارات كان لهذه الدولة الشقيقة اليد الطولى في الجانب الإنساني وإغاثة الشعب اليمني الذي يعاني ويلات الحرب.
الجهود الإنسانية للإمارات العربية جعل الأمم المتحدة تصنفها في المرتبة الأولى عالميا من حيث الدعم الإنساني المقدم للشعب اليمني خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وتنوعت الأعمال الإنسانية والإغاثية للإمارات بين مجال الصحة والتعليم والكساء والتغذية، وإعادة الإعمار، غير أن مجال الصحة هو الأكثر أهمية والأبرز دعما؛ إذ عملت الإمارات على إنشاء المستشفيات وإعادة تأهيل ما دمرته الحرب ونهبته المليشيا الحوثية، وقدمت آلاف الأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية واللقاحات، وأقامت المخيمات الطبية المجانية وبعثت آلافا من جرحى المقاومة والمواطنين للعلاج في الخارج.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة (العرب) اللندنية في مايو الفائت فإن الإمارات “حرصت على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات التي تضررت من جراء المواجهات، وتعهدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بصيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية منها خمس مستشفيات كبيرة وتسع عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة إجمالية بلغت 48 مليونا و500 ألف درهم”.
ورصدت الهيئة أربعة ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى، إضافة إلى مستلزمات طبية أخرى إلى جانب مبلغ خمسة ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف ونقل الأدوية وسيارات نقل. واستقبلت مستشفيات الإمارات عددا كبيرا من الجرحى اليمنيين لتلقي العلاج.
ويأتي الدور الإنساني في اليمن انطلاقا من إيمان رسّخه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في قلوب الإماراتيين، قولا وفعلا، بشأن ضرورة الاهتمام باليمن، في عسره ويسره؛ وهي الوصية التي يسير على نهجها أبناء الإمارات اليوم، وتترجمها المساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية وإعادة تأهيل المستشفيات وعمليات إجلاء الجرحى للعلاج في الخارج، وإعادة بناء المقرات والمراكز الحكومية.
وصباح أمس (18 ديسمبر 2017) عقدت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان بمديرية خورمكسر بالعاصمة عدن مؤتمراً صحفياً حول اتفاق الشراكة المبرم بين المنظمة وهيئة الهلال الأحمر الاماراتي، لتسليط الضوء على الدعم المقدم من الهلال الأحمر الإماراتي البالغ 12 مليون دولار لدعم مشروع الخدمات الصحية والطوارئ في 9 محافظات يمنية.
الدعم السخي من الهلال الأحمر الإماراتي الذي تنفذه منظمة الصحة العالمية مع وزارة الصحة والسكان يهدف إلى دعم لوجستي وتجهيز غرف عمليات وأدوية كاملة وتدريب الكادر الصحي ودعمهم بحوافز بالإضافة إلى تزويد المستشفيات بالوقود وترميم المستشفيات وتأسيس مراكز معالجة مضاعفات سوء التغذية؛ وذلك استجابة للوضع الطارئ في البلاد في 20 مستشفى تنوعت هذه المستشفيات بين رئيسية ومستشفيات جراحية.
مواد طبية
مواد طبية

*الإمارات أنقذت الوضع الصحي من الانهيار
وخلال المؤتمر أشاد وزير الصحة الدكتور ناصر باعوم بالدور الكبير والبارز لهيئة الهلال الأحمر الاماراتي في المحافظات المحررة وغير المحررة في كل القطاعات، لا سيما القطاع الصحي، كون ما يقدمه الهلال الأحمر الإماراتي لفتة إنسانية تجاوزت إسهاماته مساحة المحافظات المحررة ليشمل عددا من المحافظات غير المحررة نظرا لما تعانيه هذه المحافظات من تردٍ.
وأضاف: “لولا وقوف أشقائنا في دول التحالف وعلى رأسهم دولة الإمارات المتمثلة بالهلال الأحمر الاماراتي بالإضافة إلى غيرها من دول مجلس التعاون لما استطعنا الحفاظ على الوضع الصحي بعد أن كان على حافة الانهيار، إذ كان لهذا الوقوف أثر كبير”.
وقال: “إن دعم الهلال الإماراتي أنعش القطاع الصحي من خلال عودة المستشفيات للعمل وزيادة قدرتها على استيعاب المرضى، ورفع قدرات الترقيد فيها من 300 سرير إلى 1000 سرير في عدن فقط، والأمر ينطبق على بقية المحافظات التي شملتها جهود الهلال الاماراتي.
اثناء زيارت الهلال لإحدى المستشفيات
اثناء زيارت الهلال لإحدى المستشفيات

وأضاف خلال كلمته “ان الأشقاء في الامارات قبل ان يقدموا الدعم للقطاعات المختلفة بما فيها القطاع الصحي، كان رجالهم في مقدمة الصفوف لتحرير هذه المحافظات، وقدموا أرواحهم ودماءهم، وهو أغلى ما يملكه الإنسان، ومن يقدم ذلك لأشقائه لا يتوانى في تقديم غيره مهما كان غاليا”.
وذكر ان الدعم الذي قدم لم يقتصر على المحافظات المحررة بل وصل حتى المحافظات التي تقع تحت سيطرة الانقلابسين والتي اختيرت بعناية بالغة كمحافظة الحديدة التي تعاني من انتشار أمراض كثيرة بالإضافة إلى سوء التغذية.
وأكد باعوم ان قوافل أدوية تحركت (صباح أمس) الى المناطق المحررة حديثاً وهي مدينة الخوخة و منطقة بيحان، وذلك للمساهمة في تطبيع الحياة بهذه المحافظات ، وحث باعوم كافة المستشفيات والقطاعات الصحية في المحافظات والمستفيدة من هذا الدعم ان تستخدم الدعم المقدم لها الاستخدام الأمثل.
مواد مقدمة لمركز الاطراف
مواد مقدمة لمركز الاطراف

وقال الوزير باعوم “نامل من منظمة الصحة العالمية ان تنتهي من البرنامج في الوقت المحدد له ووفق ما هو مخطط له، والدعم من الاشقاء في دولة الأمارات لم يقتصر على هذه المنحة ومن ضمنها الجائحات، سواء جائحة الإسهامات المائية الحادة أوالكوليرا او حمى الضنك، وقد استطعنا ان ندفع هذه الأمراض وبالذات الإسهالات المائية الحادة التي انحسرت وبقيت بعض الحالات في المناطق التي لازالت تحت سيطرة الانقلابيين ونتمنى ان تنحسر”.
واختتم “نحن نتعافى تدريجيا بفضل دول الاشقاء، بمقدمتهم دولة الإمارات، والجهود المبذولة منهم، ولكن لا توجد لدينا أي خطط طوارئ مدنيا أو عسكريا لمواجهة الجائحات كالإسهالات وغيرها بما فيها الدفتيريا، ولدينا توجه بأن كلما تحررت مديرية ان يتوجه لها الدعم الصحي أولا”.
*المشروع بالأرقام
المشروع المقدم من الهلال الأحمر الاماراتي يهدف إلى صيانة بعض أقسام المتشفيات المتضررة من الحرب في تسع محافظات بالإضافة إلى تأهيل المستشفيات المجهزة بغرف عمليات وغرف العناية المركزة بالإضافة إلى الامداد الدوائي لتمكين هذه المستشفيات من العمل والعودة في المحافظات التسع.
وشمل المشروع المدعوم من الهلال الأحمر الاماراتي التعاقد - بدفع حوافز- مع عدد من الطواقم الطبية يتراوح من 5 إلى 7 مختصين لمدة ستة أشهر في كل مستشفى وذلك لاستمرارية العمل في غرف العمليات والعناية الخاصة في المستشفيات.
بالإضافة إلى تزويد المستشفيات بالوقود اللازم لعملها حيث يلتزم المشروع بدعم كل مستشفى بـ 7500 إلى 15000 الف لتر من الوقود.
*دور منظمة الصحة
وشكر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بعدن حسين يونس دولة الامارات على الدعم المستمر للقطاع الصحي، وقال ان منظمة الصحة العالمية عقدت اتفاق شراكة مع هيئة الهلال الأحمر الاماراتي بمبلغ 12 مليون دولار لدعم القطاع الصحي في اليمن.
المواد التنظيف المقدمة من المنظمة
المواد التنظيف المقدمة من المنظمة

وأكد ان هذا الدعم كان له الأثر الكبير في الحد من انتشار مرض الكوليرا والقضاء عليه في عدد من المحافظات، بالإضافة الى القضاء على مرض الدفتيريا ولا سيما في محافظة الحديدة.
وأضاف ان هذه الشراكة بين منظمة الصحة العالمية وهيئة الهلال الأحمر الاماراتي، أثمرت عن تحسن كبير في القطاع الصحي في اليمن رغم الظروف الصعبة التي تعيشها.
وقال انه جرى خلال الفترة الماضية استهداف 9 محافظات يمنية ودعم 20 مستشفى في عموم الجمهورية، وذلك بحزمة مشروعات متكاملة تشمل الدعم اللوجستي بتجهيز غرف عمليات وأدوية كاملة بالإضافة الى تدريب الكوادر الصحية ودعمها بالحوافز وتزويد المستشفيات بالوقود وترميمها وتأسيس مراكز معالجة مضاعفة استجابة للوضع الطارئ في البلاد.
وقال انه وخلال عام تم توزيع 20 سيارة إسعاف في المستشفيات المستهدفة على دفعتين، بالإضافة الى ترميم بعض أقسام المستشفيات التي تضررت من الحرب في 9 محافظات.
سيارات الاسعاف المقدمة من الاهلي الاحمر الاماراتي
سيارات الاسعاف المقدمة من الاهلي الاحمر الاماراتي

واضاف ان المشروع ايضاً يهدف الى تجهيز المستشفيات بكافة أجهزة غرف العلميات والعناية بالإضافة الى الإمداد بالأدوية الشاملة والمهمة لعمل المستشفيات كمرجعيات في المحافظات المستهدفة.
وقال ان المشروع تعاقد مع 5 - 7 طواقم طبية في كل مستشفى ولمدة ستة أشهر وذلك لضمان استمرارية العمل في الغرف المجهزة.
وأردف: “ان المشروع استهدف بناء وإعادة تأهيل 11 مركزا لمعالجة مضاعفات سوء التغذية في المحافظات المستهدفة بالإضافة الى برنامج تدريبي تضمن 800 فرد من الكادر الصحي في التعامل مع الإصابات الجماعية والطوارئ التوليدية خلال 40 دورة تم تنفيذ 40 % منها حتى الآن.
وتحدث وكيل محافظة عدن محمد نصر شاذلي في الكلمة التي القيت نيابة عن المحافظات المستهدفة: “لا يسعنا إلا ان نشكر وزير الصحة ونائب وزير الادارة المحلية كما نشكر باسم المحافظات المستفيدة منظمة الصحة العالمية لمساعدة بلدنا وبالذات في القطاع الصحي، ونيابة عن جميع المحافظات المستفيدة يسعدنا ان نوجه شكرنا الجزيل والعميق لدولة الامارات العربية المتحدة الممثلة بالهلال الاحمر الاماراتي على هذا الدعم السخي الذي تقدمه لقطاع الصحة في المحافظات المحررة وغيرها، كما ذكر الوزير، كون ما يقدمه الهلال الاماراتي عمل انساني بحت”.
وأضاف شاذلي: “ان دور الهلال الأحمر الامارتي لم يقتصر على القطاع الصحي بل شمل جميع القطاعات الخدمية وأن الدور الذي قدمه الهلال في القطاع الصحي سوف ينعكس بشكل كبير من خلال حجم المستفيدين من المستشفيات التي تم دعمها وترميمها وامدادها بالدواء”.
تقرير/ رعد الريمي - تصوير/ نجيب المحبوبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى