الـجنـوب الـى أيـن؟ الحوثيون يستولون على السجل الانتخابي خشية الاستفتاء

> كتب / المراقب السياسي

> الاحداث المتسارعة التي شهدتها البلاد في الاسبوعين الماضيين لا تنذر بخير للجنوب والجنوبيين على الرغم من الانتصارات التي يحققها الجنوبيين يوما بعد يوم إلا ان الرؤية الواضحة للمستقبل لاتزال غائبة.
ومن الشواهد التي تؤكد كل ما نشرته هذه الصحيفة من تحليلات عن الوضع العام والمستقبل قيام الحوثيون يوم أمس بنهب مقر اللجنة العليا للانتخابات ومصادرة اجهزة الكمبيوتر والسجلات العامة للناخبين في الجمهورية وهي نفس السجلات التي تفنن النظام السابق في تزويرها ونقل ناخبين من مناطق في الشمال الى مناطق اخرى في الجنوب وضم مديريات أهلة بالسكان من الشمال الى الجنوب وكذا ضم قوات الحرس الجمهوري والامن المركزي في الجنوب الى سجلات الناخبين فيه لضمان النتيجة التي يريدها النظام في اي انتخابات تشهدها البلاد، واليوم يكمل الحوثيون المسيرة بنفس اساليب النظام السابق. وتأتي هذه الخطوة من الحوثيون احتياطاً لأي انتخابات قادمة او عملية استفتاء فهم لا يتركون اي احتمال بدون تسخيره لهم.
وتجد المملكة العربية السعودية اليوم في موقف لا تحسد عليه فمن الرجال الذين صعدوا الى قمة السلطة في نهاية السبعينيات في شمال اليمن لم يتبقى سوى الجنرال علي محسن الاحمر وهو نائب رئيس الجمهورية ويتبعه حزب التجمع اليمني للإصلاح وهما الأن غير قادران على حسم المعركة لصالح الشرعية في الشمال الواقع تحت سيطرة الحوثيين.
فعلى الرغم من التمويل والتسليح السخي من المملكة والتحالف للقوات اليمنية في مأرب فأنها لاتزال تراوح مكانها ولم تترك باتجاه صنعاء لأكثر من عامين بينما لاتزال اموال المملكة تتدفق الى هذا الفصيل بدون توقف من مرتبات وتسليح وغيره.
بالمقابل فأن قوات المقاومة الجنوبية والتي تحرز انتصارات متتالية في جبهة شبوة وطهرت كافة اراض الجنوب بنجاح منقطع النظير وامتدت انتصاراتها الى جبهة الساحل الغربي في شمال اليمن وتبعد الان 64 كيلومتراً عن الحديدة تواجه التجاهل من المملكة حيث تحرص وسائل الاعلام التابعة لها على تصوير انتصارات المقاومة الجنوبية على انها انتصارات الجيش الوطني اليمني وهو نفس الجيش القابع في مأرب لأكثر من سنتان لا يحرك ساكناً.
وسط كل هذا فان السلطات الشرعية لا تسعى لتطبيع الحياة العامة في المناطق المحررة فنقل العاصمة الى عدن يستدعي بالضرورة نقل كل شيء الى عدن بما في ذلك سفارات الدول الغربية التي تعمل حالياً من اراضي المملكة العربية السعودية والعذر على لسان الجميع عربي واجنبي ان النقل الى عدن سيشجع انفصال الجنوب عن الشمال.. الانفصال الواقع اصلاً على الارض وفي العقول والقلوب.
على الجنوبيين اليوم سؤال أنفسهم ما الذي خططوا له للمستقبل؟ فالحوثيون باقون لا يوجد ما يخسروه فهم بالأصل جماعه فقيرة لا تملك شيء سوى عقيده يؤمنون بها ومهما اختلفنا معهم فان الحروب العقائدية تطول لعقود.. ولن يجد الشماليون بداً من لاتفاق مع الحوثيون في نهاية المطاف وعند تلك النقطة سيجد الجنوبيون أنفسهم في مواجهة جيش جرار آت إليهم من مأرب يتحالف معه القبائل والحوثيون في هدفهم الرئيسي "الجنوب".
وسط كل ذلك يقف المجلس الانتقالي الجنوبي ساكتاً بينما يتطلب الوضع ان يقوم المجلس الان بانتزاع تنازلات سياسية من الشرعية تضمن مشاركته في السلطة التنفيذية من جهة وفي عملية بناء الجيش من جهة اخرى فتضحيات الجنوبيين في السواحل الغربية لا يجب ان تكون مجانية وبدون ضمانات لمستقبل الجنوب.
إن هذا التحرك هو ضمان للرئيس عبدربه منصور هادي الذي هو في نهاية الامر جنوبي والذي لا يمكن ان يعود الى صنعاء بل سيعود الى عدن كرئيس او كمواطن في نهاية الامر.
على رئاسة المجلس البدء بمفاوضة الرئيس عبدربه منصور هادي ونائب الرئيس علي محسن الاحمر لضمان انتزاع حق الجنوبيين في دخولهم الى السلطة التنفيذية في الجنوب وعلى التحالف دعم السلطات الجديدة في الجنوب بميزانيات تمر عبر بنك مستقل وليس عبر المركزي اليمني بآليات تضمان التنفيذ على الارض والبدء في اعادة اعمار الجنوب فقد طال انتظار ابناءه. واستقرار الجنوب هو مربط الفرس فأمن الجنوب هو جزء لا يتجزأ من امن السعودية والخليج بل والعالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى