مطالبات بالاهتمام بلغة الضاد.. احتفالات باليوم العالمي للغة العربية بالعاصمة عدن

> تغطية/ علاء عادل حنش - علاء بدر

> نظم قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة عدن أمس الأول حفلًا فنيًا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربيَّة، الذي يصادف الـ18 من ديسمبر من كلّ عام.
وتحدث رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب بالعاصمة عدن، د. خالد صالح محمد العزاني في الحفل الذي أُقيم في «قاعة ابن خلدون» بالكلية، عن أهمية اللغة العربيَّة والحفاظ عليها، باعتبارها لغة القرآن، وكذا أهميتها في التاريخ العربي القديم والمعاصر.
واعترف العزاني «بوجود تقصير واضح في الاهتمام بمبادئ اللغة العربية في كل مستوياتها في التعليم الجامعي الأول والعالي، إلى جانب غياب الرقابة على مقررات الدراسة الجامعية، وترك الحبل على الغارب لعدد من المدرسين، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى عدم الالتزام بالمعايير العامة في مركز التطوير الأكاديمي أو بحسب المناهج التي توضع لتدريسها».
وأشار مستشار رئيس جامعة عدن د. أحمد علي الهمداني في كلمة ألقاها بالإنابة عن الكتّاب والمثقفين في الحفل الذي قدمه د. عبد الحكيم باقيس، إلى دور اللغة العربية البارز في التاريخ العربي».
وشهد الحفل الذي حضره وزير الثقافة مروان دماج، ووزير التعليم العالي د. حسين باسلامة، ورئيس جامعة عدن د. الخضر لصور، عرضاً لفيلم مصور عن بدايات اللغة العربية وتطور كتابتها، إلى جانب تقديم عدد من القصائد الشعرية والوصلات الإنشادية».
عدد من الوزراء والأكاديميين المشاركين بالحفل في قاعة ابن خلدون بكلية الاداب
عدد من الوزراء والأكاديميين المشاركين بالحفل في قاعة ابن خلدون بكلية الاداب

إلى ذلك احتفى نادي القراء عصر اليوم نفسه (أمس الأول) في قاعة نخلة عدن بكريتر باليوم العالمي للغة العربية، بحضور لفيف من الأكاديميين والأدباء والمثقفين والشباب، وغياب رسمي.
وتم في الحفل الذي نُظِّم للعام الثاني على التوالي بالمدينة، تكريم عدد من الشخصيات العدنية الداعمة والمهتمة باللغة العربية.
ودعا أحمد عبدالله مسعد المريسي الجهات المعنية والأكاديميين والمتخصصين في مجال اللغة العربية إلى «ضرورة إعادة مجد اللغة العربية في عدن، وكذا الاهتمام بتوفير دعم كافٍ لإنشاء أقسام متخصصة للغة في جميع المراحل الدراسية، وتطويرها في أقسام الكليات، بما يسهم في النهوض بمستوى المحبين لدراستها والتعمق فيها»، مناشداً الحكومة «تقديم الرعاية الكاملة للغويين والشعراء والأدباء والمفكرين والكُتَّاب».
وأرجع رئيس المكتب الفني لتوجيه المكتبات في مكتب التربية والتعليم بالعاصمة عدن ميعاد محمد جُمَّن إهمال اللغة العربية إلى «مشكلات لم تقم الدولة بمعالجتها في المرافق ذات العلاقة بالجانب اللغوي»، داعياً التربويين إلى «الاهتمام بها كونها اللغة الأم».

وأشار مؤسس نادي «اقرأ» للقراءة بعدن الباحث محمد محسن الجميعة، إلى أن «هناك مبادرات شبابية عدنية تهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية من خلال أندية: القراءة، الشعر، السرد»، معيداً الكرة إلى ملعب وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم لإقرار إقامة نشاطات واحتفاليات تختص بالعربية، والتي لا يوجد لجهودهما أي أثر، كما قال، وأن ما هو حاصل هو بفضل جهود دكاترة ومدرسين وشباب مُحبين للقراءة».
وقال الأستاذ في جامعة عدن والجامعة اللبنانية مجيب الرحمن حسين لـ«الأيام»: «إن الغرابة في الأمر هو أن تكون مستويات طلاب متخصصين في اللغة الإنجليزية أرفع من الطلاب المتقدمين لتخصص اللغة العربية، وهو ما يعني بأن تكون المخرجات فيها سيئة كمدخلاتها».
وبيَّن د. عبدالحكيم محمد صالح باقيس أستاذ الأدب والنقد المشارك في كلية الآداب بجامعة عدن بأن «قسم اللغة العربية وآدابها بالكلية حديث النشأة والمؤسس عام 2004م يهدف من خلاله إلى إعطاء الدارسين فيه النحو العربي والتاريخ الأدبي بمفردات أوسع، ونظرية الأدب، والأدب المقارن، وهو ما يميزه عن بقية أقسام اللغة العربية في كليات التربية بجامعة عدن».
الكاتب الفلسطيني طه علي ابو فول اثناء القائه قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش
الكاتب الفلسطيني طه علي ابو فول اثناء القائه قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش

وقال باقيس: «اللغة العربية ليست محصورة في قواعد النحو والإملاء والإعراب أو بوصفها تراكيب فقط، بل هي إناء للتعبير الأدبي، ووعاء للجماليات البلاغية، وتراثها الممتد لمئات السنين»، مشيراً إلى أن «البرنامج الجامعي للدراسات العليا في القسم والذي أُعد قبل نحو 3 أعوام يحاول أن يُوفِّق ما بين دراسة اللغة العربية، وعلم اللغة العام أو ما يُسمى باللسانيات وعلم الخطاب».
وقال لـ«الأيام» أبوبكر محسن الهاشمي، وهو معيد في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، إنه التحق بدارسة اللغة العربية بعد أن أتم دراسته في مجال الصيدلة لحبه للغة ليُبحر ويتعمق فيها، آملاً أن تُصبح العربية هي اللغة الأولى في الدول المتحدثة بها.
وأوضحت المتخرجة من الثانوية العامة القسم الأدبي مرام مختار محمد حسن لـ«الأيام» أنها تُحب الأدب والنصوص، ولكنها كانت وزميلاتها تواجهن صعوبة في فهم دروسهن من قبل المعلمين، الذين - كما قالت - لا يؤدون تدريس تلك المواد بالشكل المطلوب، أو بإيضاح ما لم يفهم، «الأمر الذي يتسبب في نفور الطلاب من المنهج المقرر في اللغة العربية».
جانب من الحفل الذي اقيم بمناسبة يوم اللغة العربية في كريتر
جانب من الحفل الذي اقيم بمناسبة يوم اللغة العربية في كريتر

وقالت انتصار عبدالعزيز عبدالله الحمادي، وهي طالبة (مستوى ثاني) لغة إنجليزية، إنها تهوى كتابة الأشعار والخواطر، وقراءة الكتب العربية والروايات القديمة منذ صغرها، مؤكدة في ذات الوقت بأن تعلم اللغة الإنجليزية لن يؤثر على عشقها للغة العربية.
وأشارت حنان إقبال، خريجة قسم اللغة الإنجليزية، إلى أن «اللغة العربية لم تأخذ حقها من الاهتمام في البلاد».
فيما قال إسلام أسامة فؤاد، طالب جامعي في قسم إدارة الأعمال: «إن اللغة العربية بدأت تتلاشى من مناهج التعليم منذ المرحلة الابتدائية، وأن تكرار الجمل التي جرت العادة في تدريسها بالمناهج (التقليدية) ساهم أيضاً في عزوف الطلاب عن تعلم اللغة العربية».
وتجدر الإشارة إلى أن الاحتفاء باللغة العربيَّة أُقر في هيئة الأمم المتحدة في سبتمبر من عام 2012م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى