> رصد/ وئـام نجيب

تطورت الاتصالات السلكية واللاسلكية وقطاعات تكنولوجيا المعلومات في اليمن من عام 2000 إلى عام 2005، وبلغ حجم الاستثمارات في تطوير البنية التحتية لنظم التكنولوجيا والاتصالات خلال سنة أكثر من 80 مليار ريال، بالإضافة إلى قروض بـ31 مليون دولار من حكومة كوريا الجنوبية.
كنا قد تناولنا، في عدد 11 فبراير 2015، واقع الإنترنت في اليمن وعلى مدار ثلاث حلقات متواصلة، أشركنا فيها الجهات المختصة في هذا الشأن، إضافةً إلى تقديم نبذة مختصرة عن تاريخ الإنترنت في اليمن، ومقارنتها بالدول الأخرى.
ويعاني الإنترنت من رداءة الخدمة في اليمن مقارنة بالدول الأخرى، ومما زاد الطين بلة هو سيطرة جماعة الحوثي على شبكة (يمن نت) وفرعها الأساسي الكائن في صنعاء، وقيامها مؤخرا بتوقيف الخدمة بشكل كامل.
وفي هذا الجانب كثرت التساؤلات عن دور الجهات الحكومية المختصة وإمكانية الحل.. وعليه قامت «الأيام» بتناول واقع المشكلة المترتبة على خدمتي الاتصالات والإنترنت من خلال لقاء مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات في عدن عبدالباسط الفقيه، والذي أفاد بمعلومات عن وضع الاتصالات والإنترنت في الحديث الآتي:
قال عبدالباسط الفقيه: "إن جماعة الحوثيين، والتي تعد المتحكم الأول بخدمة الإنترنت في اليمن، تعمدت تعطيل هذه الخدمة، وما أقدمت عليه مؤخرا هو إيقاف التحكم بخدمة الإنترنت كوسيلة انتقامية وسلوك حربي تنتهجه هذه الجماعات الهمجية، وهي تخشى من الإعلام بدرجة رئيسية، وتخشى أن تفضح أعمالها للرأي العام، وتتوجس من التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي واستهدافها إعلاميا من خلال التعبئة المجتمعية بمواقع التواصل الاجتماعي ضد الخروقات والانتهاكات التي تمارسها هذه الجماعة بحق الإنسانية".
*مشروع ضخم بمجال الإنترنت بتمويل حكومي
وأكد الفقيه أن “إدارة مؤسسة الاتصالات بالعاصمة عدن تعكف حاليا على تأسيس أرضية واسعة لإنشاء خدمة الإنترنت من الصفر، وهناك جهود تُبذل لتحسين وتطوير هذه الخدمة في اليمن، حيث إن الحكومة قامت بتنفيذ جزء كبير في هذا الشأن، ومولت مشروعا بمبلغ 14 مليون دولار، بشكل يجعل العاصمة عدن هي المتحكم الرئيسي بخدمتي الاتصالات والإنترنت في جميع محافظات اليمن، وسحب البساط من تحت الحوثيين، كون هذه الخدمة لها نفع ومردود يخدم الاقتصاد الوطني”.
وأوضح الفقيه بأن “إيرادات خدمتي الاتصالات والإنترنت من شهر يناير حتى يوليو من هذا العام بلغت بـ98 مليار ريال يمني في صنعاء وما جاورها، حيث قال رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر إنه كان من اللازم صرف مرتبات الموظفين في القطاع الحكومي بصنعاء لمدة شهرين فقط من تلك الإيرادات”.
وأشار إلى أن “إيرادات الاتصالات والإنترنت في عدن قدرت بـ70 مليون ريال في الشهر، ومرتبات الموظفين في قطاع الاتصالات تصل إلى 134 مليون ريال، وقبل استيلاء الحوثيين في الفترة الأخيرة كادت المؤسسة العامة للاتصالات أن تكون مؤسسة مستقلة، وكانت هي من تعمل على تعزيزنا لاستكمال مرتبات الموظفين في قطاع الاتصالات”.
*كلفة الكابل البحري 50 مليون دولار
وبخصوص الكابل البحري، والذي ذاع صيته مؤخراً، أكد الفقيه بأن “فكرة هذا الكابل قديمة، حيث وضعت عندما كان باسندوة رئيس الوزراء آنذاك، وأحمد عبيد بن دغر، وزير الاتصالات سابقاً، عندما قاموا بوضع حجر الأساس للكابل البحري، بكلفة 50 مليون دولار، ونستطيع أن نقول بأن هذا الكابل جاهز وبالأخص في المعلا، وهذا الكابل يمتد من فرنسا حتى هونج كونج، ويقدر طوله بـ750 ألف كيلومتر، ويمر بعدة دول منها اليمن”.
رسم توضيحي للكيبل البحري
رسم توضيحي للكيبل البحري

وأكد بأن “مؤسسة الاتصالات بعدن تبذل جهودا كبيرة للوصول بخدمة الانترنت إلى الأفضل، ولكن الأمور تسير بصعوبة كبيرة جدا، ناهيك عن الوضع الذي تمر به البلد، كونه سببا رئيسيا في رفض أغلب الشركات الاستثمار بهذا المجال”.
وأردف مدير الاتصالات: “إن الحوثيين سيطروا بقوة على شبكة الاتصالات والإنترنت قبل حوالي شهر، لاسيما وهم لا يفقهون شيئاً في هذا المجال، وكيف لهم أن يتحكموا ويعملوا أخيرا على حجب المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بهذه التقنية، وفي رأيي أعتقد أن هناك من يساعدهم على ذلك وهم خبراء إيرانيون يتقنون هذه الأمور من التقنيات وعملية الاحتكار وتوقيف الخدمة”.
وتابع حديثه: “إلا أنه قبل سيطرة جماعة الحوثيين على الشبكة فإن رداءة الإنترنت بشكل عام كان نتيجة أن بنية الشبكة هشة وأسلاكها غير جيدة وضعيفة للغاية”.
*45 جيجا لجميع المحافظات
ويشير الفقيه إلى أن “الدولة بأكملها لديها 45 جيجا فقط، وتُخصص لليمن ككل، والضعف يأتي نتيجة لتردي الوضع الاقتصادي للبلد، ومن المستحيل أن تأتي بإنترنت كالذي تمتلكه كوريا الجنوبية”، منوها بأن “دخل الفرد لا يسمح بأن ترتفع رسوم الإنترنت، لا بد أن نعمل على مواكبة الحالة الاقتصادية للبلد، ناهيك عن القدرة الاقتصادية للبلد ذاتها، نسعى إلى أن تكون بداية العام الجديد بداية جديدة للإنترنت ونشهد تحسنا ملحوظا في الخدمة، كون الإنترنت أصبح من الضروريات ويعتاده الناس في كل الأماكن للاطلاع على الأحداث الجارية والترفيه عن أنفسهم”، مضيفا: “إن مؤسسة الاتصالات في العاصمة عدن لديها خطط مستقبلية وسوف يتم الإعلان عنها في حينها”.
واختتم الفقيه حديثه بالقول: “أمنياتي في العام القادم بدرجة رئيسية السلم، ولا نحلم بأن نكون أفضل، وإنما على الأقل أن نعود لما كنا عليه قبل حرب 2015، نريد أن يُطبق قول الله تعالى: “الذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف”.