عسل حضرموت.. ثروة تضاهي النفط.. طوائف النحل في اليمن تنتج سنويا أكثر من 5 آلاف طن من العسل

> تقرير/ علوي بن سميط

> في القرن العاشر قبل الميلاد كانت تجارة العسل تأتي رابعا في ترتيب اقتصاديات دولة حضرموت القديمة، وحضرموت، التي تشتهر بالنفط وثروات معدنية أخرى، لديها العسل الذي يعد نفطا آخر، وهو يضاهي لدى الأهالي هناك في أهميته الثروات النفطية.
في ثلاثينات القرن الماضي كان العسل هو المنتج الثاني اقتصاديا في حضرموت المحافظة التي تشتهر بالنفط، لكن العسل يبدو نفطا آخر لسكان المحافظة الكبيرة، والعسل الحضرمي الذي تنتشر شهرته على نطاق واسع خارج المحافظة في أنحاء متفرقة من العالم، يدر أموالا طائلة على المنخرطين في تجارته.
*الأجود عالميا
يتغذى النحل من أشجار السدر (العلْب) الذي يثمر بعدها النبق أو (الدوم)، إضافة إلى الأشجار الأخرى كـ(السمر)، ومع أن شجرة السدر تتواجد في مناطق يمنية أخرى وعربية أيضا، يندهش البعض من التميز اللافت للعسل في حضرموت، لكن دراسة أجرتها مراكز دولية ومركز نحل العسل في سيئون أثبتت أن النحل إذا جمع من العلب فقط تكون جودته أفضل بكثير، فيما إذا جمع من العلب ونباتات أخرى تبدو الجودة في تراجع، ولهذا فإن ظروف المناخ، إضافة إلى تواجد العلب في وادي حضرموت تحديدا مع حرارة مرتفعة ورطوبة منخفضة تنعكس على إنتاج العسل الذي يبدو سميكا وثخينا إلى جانب أن لزوجته ترتفع فيما لونه يميل إلى السمرة، وهذا هو النوع الأفضل للاستهلاك داخليا وخارجيا، هذا بالإضافة إلى أن تجارته رائجة.
والدراسات التي أجراها خبراء دوليون بينهم د. محمد خنبش، رئيس جامعة حضرموت حاليا، وهو مدير مركز تطوير نحل العسل سابقا، في حديث سابق معه، فإن تعريف العسل وجودته عالميا محدد بنسبة رطوبته من 15 إلى 16 إلى 22 %، وبالتالي يبدو العسل الحضرمي مقارنة مع أنواع العسل الأخرى أفضل بكثير كما أنه أكثر جودة.
تقارير دولية كانت قدرت عدد طوائف النحل في اليمن أي (الخلايا) بأكثر من مليون طائفة، تنتج جميعها أكثر من 5 آلاف طن سنويا من العسل، أي ما قيمته 7 مليارات ريال يمني.
تشكل حضرموت ما نسبته 88 % من طوائف العسل أو الخلايا في اليمن قاطبة، في حين أن ما تصدره للخارج تصل قيمته إلى أكثر من 5 ملايين دولار، وهذا يفسر الإقبال على حضرموت من قبل النحالين اليمنيين الذين يأتون إلى المحافظة بغية رعي نحلهم، حيث تتوفر مراعي منتجة للعسل الأجود كالسدر أو السمر، وهذه هي المراعي الأفضل والأنسب في العالم لإنتاج العسل، بحسب ما أكدته دراسات أوروبية وأمريكية.
وكثرة النحالين القادمين من مناطق مختلفة في البلاد تدفع البعض إلى الترويج أن العسل دوعني حضرمي أو جرداني شبواني دونما معايير واضحة، وتبدو الحاجة إلى وجود تشريع وقوانين لتجارة العسل، حيث إن العسل يمثل ثروة اقتصادية تدر مبالغ هائلة.
*مصدر دخل ورافد مالي
وعدا عن كونه مصدر دخل لبعض الأسر التي يعمل بعض أبنائها في تجارة العسل، إلا أن هذا الأخير يعد علاجا مهما، كما أنه يستخدم في التغذية والوصفات الطبية، وثمة آيات قرآنية ذكر فيها النحل والعسل، وبالتالي هذا يعطي تأكيدا على مدى أهميته كعلاج وغذاء على حد سواء.
لكن دراسات أجراها (ميرثو لوجيه) وهو أحد علماء النحل وعلماء آخرون أظهرت أن النحل الأصلي الصافي يتواجد في جزيرة سقطرى التي صارت محافظة منذ فترة، وهذه النتائج ذكرت أنه نحل أصلي 100 %. وهذا النحل يمثل الاحتياطي الرئيس للنحل في اليمن بعد أن تدخلت سلالات نحل أخرى جراء استيراد طوائف أخرى من النحل خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الفائت.
النحل في حضرموت يمثل رافدا ماليا مهما، وهو يوازي الثروات النفطية، لكن ثمة مخاوف يبديها البعض تتعلق بغياب الاهتمام، لاسيما بالأشجار التي ينتج منها العسل.
تقرير/ علوي بن سميط

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى