قائد لواء العصبة بتعز لـ«الأيام»: قيادة المحور تتعامل معنا كمليشيات وتعيق الحسم ودمج المقاومة بالجيش

> حاوره / صلاح الجندي

> حمّل قائد لواء العصبة بتعز العميد رضوان محمد عبده العديني قائد محور تعز خالد فاضل مسئولية إعاقة تحرير المحافظة ودمج المقاومة بالجيش.
وأوضح العديني في حوار مع «الأيام» أن اللواءين 145 و17 لم يشاركا في عملية التحرير الأخيرة، وفقاً للخطة المرسومة من قبل التحالف العربي، وعمدا إلى إفشال التقدم، واستغرب مما تقوم به قناتا «سهيل» و«يمن شباب» من نسب انتصاراته إلى قيادات أخرى.
كما كشف عن سبب المواجهات بين قواته والقوات التابعة لنجل قائد محور تعز بمكتب التربية في ليلة عيد الأضحى، والتي أسفرت عن جرحى واعتقالات من الطرفين.
فإلى نص الحوار:
* حبذا لو تطلعنا في البدء عن كيفية تحولك من رجل أعمال إلى قائد عسكري في تعز؟
- بعد الاعتداء على محافظة تعز من قبل الانقلابيين نزلت إليها استجابة للنداء الديني والوطني تاركاً كل ما أملك في صنعاء من شركات ومقاولات وتجارة عامة ومستشفيات ومصانع وخرسانة وبيوت جاهزة.
* من أين بدأت المقاومة؟
- بدأنا بالقتال من شارع الستين بعد قوات اللواء 35 مدرع، وبعد محاصرة اللواء واستهدافه، بدأت المقاومة في جبهة الجمهوري وحررنا الاستخبارات العسكرية وشاركت في القتال مع المرحوم عز الدين المخلافي بمجاميعي الخاصة في سوق القات بالجهيم.
* كيف تمت عملية انضمامك لكتائب أبو العباس؟
- التقيت بالشيخ أبو العباس واتفقنا معًا على الجهاد ضد الروافص، وتوليت مهمة جبهة المؤتمر بشارع 26 والنقطة الرابعة، وصولًا إلى منزل علي صالح، وحررنا قلعة القاهرة، ومن ثم الجبهة الغربية ابتداء بالأمن السياسي ومنطقة صينة، وبعد ذلك التخطيط والتنفيذ لمعركة كسر معبر الدحي والجامعة، وصولًا إلى الضباب وجبل هان، وبإشراف مباشر من قوات التحالف العربي بعدن، وتمكنا من الالتحام بمجاميع أبو العباس، وكان عدد المقاتلين التابعين لي في البداية نحو 30 مقاتلا، تحملت نفقاتهم من حسابي الشخصي، وحينما توسعت المجاميع لم أستطع تحمل النفقات المتزايدة، وتمت عملية الدمج بمجاميع الشيخ.
* أين تركز دوركم في المعارك بعد عملية الدمج؟
- بدأنا معاً من الجبهة الغربية حيث نفذنا ثلاث هجمات، تمثلت الأولى باقتحام عدة تلال محيطة بجامعة تعز غربًا، إلا أننا خُذلنا أثناء اقتحام الجامعة من بعض الفصائل المتمركزة في الجبل المطل على الجامعة، وتمكنت المليشيات من السيطرة عليه، ودارت عملية ملاحقة داخل الحرم الجامعي منذ العاشرة صباحًا حتى الخامسة مساء، وقتها قررنا التراجع التكتيكي برفقة جثة الشهيد مبارك هزاع الذي استشهد حوالي الساعة الوحدة ظهرا، قطعنا خلالها جبال منطقة أدود المطلة على الجامعة مشياً على الأقدام لمسافة 6 كيلو مترات، ومن ثم إلى منطقة عدنة فمنطقة الكشار في مشرعة وحدنان جنوبي المدينة، ومنها نزلنا إلى منطقة صينة في الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل.
أما الهجمة الثانية فبدأنا هجومنا فيها بالتحرير، وقد حققنا ناجحاً، غير أني تعرضت لإصابة بشظية في عيني وسكنت في الدماغ، واستمرت الهجمة، ولكن خطة التحرير توقفت، لعدم وجود القائد البديل، ثم سافرت للعلاج في الأردن، وفور عودتي عدت للمواجهة بقيادة الهجمة الثالثة، وحققنا تقدما كبيرًا، ووصلنا إلى موقع مخازن شركة النفط وشركة الجبلين، ومؤسسة المسارة، والسجن المركزي، ومبنى رعاية المعاقين بمنطقة الضباب، وكانت هذه المنشآت تحت سيطرتنا باسم كتائب أبو العباس وسلمت له بعضا منها بشكل رسمي، وأخرى سلمتها لعبده حمود الصغير رسمياً.
* هل تعرضت هذه المؤسسات لعمليات نهب؟
- نعم نُهبت للأسف وأمام مرأى الجميع، ففي الوقت الذي كنا نقاتل كان غيرنا يقوم بالنهب بواسطة (دينات)، وهذه الممارسات كانت باسم المقاومة، ونُهبت بعض الأشياء من داخل منشأة مؤسسة الجبلين التابعة لشركة النفط، والتي استلمها منّا عبده الصغير، ولدينا ما يُثبت من وثائق باستلامها كالقلابات والقواطر، وأيضًا لدينا استلامات بما يخص قطع الغيار في جبل هان في الضباب، والذي خسرنا في سبيل تحريره أعز رجالنا، كما سلمت جامعة تعز لأبو العباس وبأوراق رسمية، وبسبب خلافي مع بعض قادة كتائبه حول بعض الأمور التى كانت تسيء لنا ولأبو العباس تركته وعدت إلى البيت وقعدت لفترة معينة.

* هل تم ترقيم أفرادك أثناء تأسيس الجيش الوطني؟
- حاولنا أن نبدأ بالترقيم وسعينا لذلك بكل جهد، وبصعوبة كنا نرقم في اليوم من 10 إلى 12 فردا، وفي المقابل كنا ندفع للجنة المختصة نحو 25 ألف ريال يوميا، وكانت هناك وعود لنا بأن عملية الترقيم ستتم عبر الحاسوب لكافة أفرادي، وحينما جاءت اللجنة ومعها الأرقام الجديدة لعدد عشرة آلاف رقم لم يفوا بوعدهم، ورفضوا ترقيم حتى فرد واحد لنا، وعلى إثرها حررت مذكرة للمحافظ علي المعمري، ولكنه تهرب من المذكرة، وقال إن هذا الأمر من اختصاص قائد المحور، وبذات الصيغة وجهت المذكرة مرة أخرى لقائد المنطقة الرابعة اللواء فضل حسن، وتفاعل معنا بصورة إيجابية ووجه رسميًا بترقيم أفرادنا عبر أرقام خاصة ارسِلت لنا بواسطة مدير دائرة شئون الأفراد، وتم ترقيم نحو 400 فرد، ووصل قوام أفرادي في تلك الفترة الى 700، جميعهم مرقمون.
* ماذا عن التعزيز المالي، ولأي ألوية انضم أفرادك المرقمون؟
- بخصوص التعزيز المالي في تلك الأيام وقع لنا رئيس لجنة الدفاع الجوي العقيد عبدالعزيز المحيا على مذكرة بموجب توجيهات رئيس اللجنة الإشرافية لصرف مرتبات المنطقة الرابعة أحمد الميسري، ولكن عرقلنا توقيع قائد المحور خالد فاضل، ولعلم قيادة المحور باعتماد تعزيز مالي لـ25 إلى 27 ألف فرد، تعمدوا المماطلة بترقيم الأفراد التابعين لنا حتى تنفد كمية الأرقام التي لديها تعزيز مالي، وبعدها سيتم التوقيع لي.
وطلب مني حينها خالد فاضل أن أختار لواء للانضمام إليه، ليكون لديه مبرر بالتنصل بمنح أفرادي التعزيز المالي، وكان الميسري على اطلاع تام بالموضوع بحكم معرفتي الشخصية به، وقد طلب مني اختيار لواء، فاخترت اللواء 170 لدى الشيخ حمود، وحصلنا على موافقة خطية، وأبلغ الميسري المحور بضمنا لهذا اللواء، غير أن فاضل حاول الفصل بين الدفعتين من أفرادي الأولى والثانية كمبرر لرفض التوجيهات مرة أخرى، وقتها فهم الميسري اللعبة وتجاوزه، واستخرج توجيه بتعزيز مالي مباشرة للواء 170، وكل هذه الوثائق موجودة لدينا، واستمر الوضع هكذا، بل بدأ المحور يستخدم موّال الانقلابيين بالتعامل معنا كمليشيات وهم الجيش فقط، وحينما بدأ توزيع مرتبات الجيش، اشترطنا بأن يتم صرف أولاًَ مرتبات الشهداء والجرحى، احترامًا لهم، وتشكلت لجنة بذلك، وعندما ذهب الجرحى وأسر الشهداء لاستلام مرتباتهم تم الاعتداء عليهم ودفعهم بالقوة من قبل نجل قائد المحور، ليعودوا ويخبرونني بما جرى لهم وهم يبكون.

وحاولت وقتها التواصل مع خالد فاضل عبر أحد أفراده ولكنه عاد لي وأخبرني بأن فاضل في القيادة وهو مشغول، وطلبت منه تذكيره بالاتفاق، وظل أفراد الطقم التابع لنا بانتظاره، ليتفاجؤوا بمدرعة عسكرية وطقمين بقيادة نجل فاضل (شكيب) تصطدم بطقمهم مباشرة واعتدوا عليهم بالرصاص، وجرح اثنان من أفرادي، بالإضافة إلى سلب الطقم وكل العتاد الموجود عليه، ووضع أفرادنا في السجن، وعاد بعض الجرحى إلينا وعليهم دماء، الأمر الذي دفع بزملائهم للنفير ضد فاضل، ولم أتمكن من التعامل معهم، حيث اصطحب كل منهم سلاحه وتوجه نحو مكتب التربية، وحصل ما سمعتم به من الاشتباكات في ليلة عيد الأضحى، وتدخل الوسطاء لحل الموضوع، فوافقنا على ذلك، وأطلقتُ 17 أسيرا من أتباعهم، غير أنهم رفضوا إطلاق 4 أفراد تابعين لنا، واحد منهم تعرض للتعذيب والمعاملة غير الإنسانية.
* كيف تم تشكيل لواء العصبة ؟
- بدأت الإجراءات من الرئيس هادي ورئيس الوزراء وقيادة المنطقة الرابعة، وبعد إتمام الإجراءات الخاصة باللواء بشكل رسمي ومكتمل، قمت بفصل القوة التابعة لي عن طريق دائرة شئون الأفراد والدائرة المالية بالقوام الذي معي، كما تم فصل اللواء ماليًا وإداريًا عن محور تعز، وبتمويل وتسليح منفصل أيضاً، كما تم عمل بلاغات تُثبت بالقوة المطابقة لكل الجهات بوثائق رسمية عبر كشف الراتب، الأمر الذي تفاجأت به بعض القيادات المحاربة لنا. ويصل قوام اللواء 2200 فرد، منهم 1078 مثبتا رسميًا عبر شؤون الأفراد، وهناك 400 تحت الترقيم.
* كيف بدأت عملية التحرير الأخيرة، وما الذي اتفقتم عليه أثناء اجتماعكم بالتحالف؟
- قابلنا قيادة التحالف في عدن، ثم ذهبنا إلى الرياض، وهناك وقعنا اتفاقيات والتزامات، ومنها الاتفاق على خطة يتم تنفيذها من قبل لوائنا واللواءين 17 و145، واستلمنا قطاعات على محاور، المحور الأول: تتحرك فيه قواتنا من جهة الدفاع الجوي والسيطرة على تلال القارع والمدرجات والزبية وجبل غراب، وصولاً إلى شارع الخمسين شمالا، كمهمة مباشرة، ومن ثم التحرك باتجاه مفرق شرعب غربًا، ومنفذ هذه المهمة اللواء 17 مع لواء العصبة، ومن المحور الثاني تقوم قواتنا بالتحرك من مقر معسكر المطار القديم ومدارات وتلة ياسين باتجاه الخط العام والتخلص من حقول الألغام والسيطرة على مدخل الثلاثين ومدارات، وصولًا إلى مصنع السمن والصابون، كمهمة مباشرة، والتقدم نحو مفرق شرعب عبر الخط العام، ومنفذ هذه المهمة اللواء 17 مشاة بالاشتراك مع اللواء 145 مشاة ولواء العصبة في خمسة محاور.

* ما أبرز الإنجازات المحققة على الأرض؟
- كانت مهمتنا نحن في لواء العصبة من محورين، ونفذنا مهمتنا، وللأسف لم يشارك معنا اللواءان 17 و145، وكان دعمنا مباشرا من قوات التحالف العربي التي كانت حريصة على عملية التحرير.
وتمكنت قواتنا من تحرير عدة مواقع في شارع الخمسين وتبة المدرجات، وحينما هممنا بتحرير المحور الثاني جاء إلينا العميد عدنان رزيق، وطالبنا بعدم التقدم بذريعة أن التقدم فيه سيشتت قواتي، وهنا أتساءل لما لم يقاتل معنا اللواءان 17 و145 بحسب الخطة المرسومة، ولماذا لم يكن هدفهم التحرير؟ ليتركونا نقاتل لوحدنا في الجبهة الغربية، بل رفضوا طلبنا بتعزيزنا بدبابة وبعد تدخل قوات التحالف للمرة الأولى، أعطاهم توجيهات بتحريك الدبابة لمساندتنا، ولكن بعد فوات الأوان، وفي المرة الثانية حضرت دبابة تابعة للعميد عدنان رزيق، ورفض سائق الدبابة التقدم واعتلاء تبة الزبية لقطع خط الستين، وبعد أن تمت السيطرة من قبل أفرادنا على الخمسين تقدمت الدبابة، غير أن سائقها انسحب بعد ساعة بدون إشعارنا، في الوقت الذي كنت منشغلا بشؤون جرحانا الذين لم يتم استقبالهم في مستشفى البريهي.
* هل نفذت توجيهات قائد اللواء الخامس حماية رئاسية العميد عدنان رزيق؟
- نعم نفذت ورجعت إلى المحور الأول وكان همي التحرير.
* أين كانت ستنتهي خطة التحرير وكيف تم عرقلتكم؟
- خطة التحرير الأخيرة كانت كبيرة، وكنت سأتوجه أنا وأفرادي إلى الستين ثم نقطة مفرق شرعب كمرحلة أولى، وأبلغت التحالف بذلك، لكن تم منعنا من التقدم وأمرنا العميد عدنان رزيق بتسليم مواقع تقدمنا فيها بشارع الخمسين للواء 17، وأظن أن رزيق كان ينفذ سياسة فرضت عليه، وأتمنى من اللواءين 17 و145 إن لم يستطيعا التقدم فعليهم السكوت لا إعاقتنا منه، وكان لدي في هذه المعركة ستة أطقم فوق التباب الخلفية التابعة للواء 17 و 45 حماية لإسنادنا ولتمكين فرق المشاة التابعة لنا من التقدم، وللأسف تم إجبارهم على النزول، بل إن جنودا يتبعون لواء 17 وضعوا مطبات كثيرة في الطرق لكي لا نتمكن من إسعاف جرحانا بسرعة ولتكون أطقمنا سهلة لاستهداف قناصة الحوثي، ومع ذلك لم ندخل بصراع معهم احترامًا لتعز.
* برأيك.. من وقف عائقا أمام دمج المقاومة بالجيش؟
- المعيق الرئيس هو قائد المحور خالد فاضل، والذي قام بالعملية بطريقة خاصة تتناسب مع مصالحه فقط، الأمر الذي جعلنا نخرج من مليشيات إلى مليشيات باسم جيش، وجعل أيضاً كل فصيل في الجيش يبني ترسانته ضد الآخر.
* ماذا عن اللواء التابع لكم؟
- لواءنا رسميًا ضمن هيكلة وزارة الدفاع بكشف مستقل مالياً وادارياً وتموينه عبر مخصصات قيادة المنطقة الرابعة مباشرة كباقي الألوية الأخرى لمحور تعز والذي عمله عملياتي فقط.
* لماذا لم نسمع في الإعلام عن الانتصارات التي حققها لواء العصبة؟
- نحن في الميدان، وأتابع أحيانًا قناتي «سهيل» و«يمن شباب» تتحدثان عن انتصارات لبعض القيادات، وفي الصورة تطلع الأطقم التابعة لنا، ولا أحد يشير لدورنا في عملية التحرير، هم يتصورون من أماكن بعيدة ويتحدثون عن تقدمهم وانتصاراتهم الوهمية.
والحقيقة قواتنا هي من تتقدم وضحت بالشهداء والجرحى وصولًا إلى شارع الخمسين وقدمت 35 ما بين شهيد وجريح خلال معارك شهر فبراير الماضي، نحن هدفنا تحرير تعز، ولو ذهبت هذه الفرصة لن نلقاها من بعد، ونحن متفائلون بالمحافظ الجديد د. أمين محمود، ونتمنى أن تكون له نظرة جديدة بما يخدم مصلحة المحافظة، وسنكون تحت أمره بما يخدم مشروع الدولة.
* هل من رسالة تود إيصالها عبر «الأيام»؟
- نريد نظاما وأمنا، وأن تعود تعز كما كانت، حالمة، وأدعو الشرعية ممثلة بالرئيس هادي إلى إعادة النظر في وضع القيادات وأخذ مبدأ الثواب والعقاب لكل من تخاذل في مشروع استكمال تحرير المحافظة، كما أدعو القادة ومنتسبي القوات المسلحة للأخذ بعين الاعتبار والرحمة بآلام ومعاناة أبناء تعز، والمسارعة إلى توحيد الصف وجمع الكلمة والسير نحو استكمال التحرير بأسرع وقت ممكن، بعيدا عن المماحكات والمناكفات.
حاوره / صلاح الجندي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى