تعز.. مشهد عسكري سائد يسمى مجازا "عراب الصرور".. المشهد العسكري في تعز.. طيور تتبادل (اغتصاب) صغار بعضها البعض

> تقرير/ عبدالحليم صبر

> قد تكون فكرة العنوان غير صائبة، لكن شيئا ما يجعلنا نختار هذه الكلمات لنكشف بعض السلوكيات، قد يكون هذا الشيء هو حالة التذمر التي وصلنا لها بسبب انهيار منظومة القيم عند بعض قادة تعز، وما تكونه من شبكة فساد عتيقة وعميقة يتقدمها الكيان الجديد كتائب وسرايا من تجار الحروب، ما جعلنا نتجاوز التفكير في الطريقة التي سنختارها للوقوف ضدهم والكتابة عن الإيقاعات المتناقضة التي يلعبون على أوتارها في سبيل تمرير فسادهم والسكوت عنه.
ونحن إذا أردنا معرفة "عراب الصرور" في صورته الحقيقة فلا بدّ من النظر لحالة الصخب المقزز ضد الإمارات والرضا السامج بغيرها حول إدارتهم للملف اليمني، مع أن المسؤولية مشتركة. فمثلاً نجد هجوماً لاذعًا على الإمارات في تعز، بينما نفس القوى المخذولة جندت آلافا من شباب تعز معظمهم من شريحة الفقراء وأرسلتهم إلى مأرب والجوف، لحوماً طازجة لمدافع المليشيا، وتجسيدا لهذه الصورة الفظيعة والفضيحة تواصل قيادات تعز لقاءاتها بقيادة التحالف العربي عدن، وما أن استلمت الذخيرة والمصروف الشهري، حتى تبدأ الصنافير الإلكترونية والقنوات الإعلامية التابعة لهذا القطيع الكبير تغدق مسامع الناس ضجيجاً.
قد لا يفهم البعض المعنى الفعلي في التصور السائد التي يكونها هذا النوع من الطيور، ليست لشدة تعقيداتها، ولا لأنها علاقة طبيعة كما نعتقد كبقية الطيور، وإنما لشذوذ العلاقة التي لا تنمو على شريك دائم. بالإضافة، وهو الأهم، الممارسة التي تقيمها في (الجو)، وهي علاقة لا تخضع لأي عملية تنظيمية، فضلا عن ذلك؛ فإن المشاع في تفاصيل حياتهم اليومية أنها تتبادل (اغتصاب) صغار بعضها البعض.
هذ المشهد المشوه اليوم هو الذي يدير المرحلة في تعز، ويعزز هذا الأمر تفاهات التقارير في تقديم أبو العباس إرهابياً ـ رغم أنه أحد قيادات تعز الميدانية ـ وما هي إلا فترة قصيرة حتى عادت نفس التفاهات، لتلحق قائمة طويلة أصدرتها لجنة الخبراء بنفس الأسماء التي صفقت للإتهام الأول. ولا ننسى أن من يعيشون في هذه الدائرة المكتظة بالمماحكات اللقيطة هم من نقلوا 1700 مقاتل من أفراد اللواء 35 وشتتهم على الألوية الوهمية الأخرى، وهم من أخذوا 500 فرد من الشرطة العسكرية وشردوهم مرافقين وعسكر بعد مشايخ المؤخرات ووكلاء العانسات، وهم من استلموا ثلاثة مليارات ريال مقابل عملية عسكرية، وذهبوا لتحريك الشارع في المطالبة بالتحرير، وهم من رفعوا أعلام الإمارات والسعودية واليمن لتغطية سرقتهم التي نهبوها، وهم أيضاً من أسقطوا أسماء المقاتلين الحقيقيين من الجبهات واستبدالهم بآخرين من ذوي الحلقات الدائمة.
ونموذج آخر في هذا المعترك المسمى مجازا “عراب الصرور” هو تأييد القوى السياسية بصمتها لكل التجاوزات الحاصلة، ولعل اختطاف المواطن أيوب الصالحي، وأكرم حميد، أحد أفراد اللواء 22 ميكا من قبل بعض المحسوبين على الإصلاح، واقع مشهود لا أحد ينكره. ثم، والكارثة مشاركة هذه القوى في فتح سوق كبير للمافيا داخل المؤسسة العسكرية وإنشاء كتائب من اللصوص والقتلة لحراسة هذا السوق وجعله مقرا دائما لما يسمى محور تعز العسكري.. وهو أمر منافٍ لكل الأهداف التي ضحت من أجله تعز.
كل هذه الحقائق المطروحة والمعروفة لدى كثير من الناشطين والإعلامين والسياسين والقادة، أصبحت عائقه أمام تحرير تعز، ومن الطبيعي أن توضع في دائرة الشكوك أو الاحتمالات عند المتنطعين وعيال الشبكة - مع أنها واضحة للعيان - طالما وطابور الدوحة، وطابور اسطنبول، والطابور الرابع والأهم طابور موقع التواصل الاجتماعي، يعملون على صناعة الأشخاص الذين يقومون بأدوار "الصرور" ، طبعاً مع غياب الفارق في مسألة تحديد أي نوع من الصرور ذلك الذي ترك مخازن إدارة الأمن الممتلئة بالبر والدقيق والرز تتلف وتنتهي، بينما مطابخ الجيش ومطابخ الشرطة العسكرية والقوات الخاصة بأمس الحاجة لهذه المواد الغذائية.
حياتنا ونضالنا لا يقاس بالعمر والقضايا التي نعاصرها، بل بحياة الناس الذين نحاول الانتصار لهم، وطريقة الانتصار وتخفيف معاناتهم، لا يمكن أن يكون إلا من بوابة الوقوف الجاد أمام هذه العصابات التي نرى الفساد ينمو في وجوههم وكشف المنظومات التي تتشكل داخل السلطات الأمنية والعسكرية.
تقرير/ عبدالحليم صبر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى