المحطة الأخيرة

> أعياد عامر

> (1)
استيقظي
إنها السابعة صباحا
استيقظي.. أنا أناديك..
فتحت عيني بصعوبة
كان سقف غرفتي أمامي
تلفت ببطء لكن لا أحد
ما كان ذلك إذن
ومن ناداني..
ربما حُلم
أم هيَ جامعتي؟
اشتاقت إلي فنادتني
(2)
ها أنا جاهزة الآن
أنزل السلالم بهرولة كعادتي لكن فرحة الوصل اختفت
ما يهم هو أن أصل
وأن أكمل المسير..
فجأة وأنا أمشي عاد الصوت مجددا
تلفت حولي بذعر
لكن لم يكن ثمة أحد
ثقلت خطاي
توقفت قائلة
«صباح الخير يا عدن
هل أنتِ من ناداني..؟
لماذا أنتِ صامتة..؟
هل كنت أنت؟
أنت؟»
(3)
لا جواب
كنت أعلم
أنت لا تنادين أمثالي
وما الذي تريدينه ممن هم مثلي
فاعذريني
(4)
صباحٌ كغيره من الصباحات المملة
يحمل من التكرار مالم يأتِ به صباح من قبل
السماء لا تتغير
مازالت تلك الغبية تنعي الشمس
الغيوم أيضا مازالت تنجب غيوما عقيمة لترث غباء السماء
الهواء خانق مثل كل صباح
الرجل البائس يحملق في الجريدة كالعادة يعد النكبات تارة وتارة يداعب الكلمات المتقاطعة
الموظف المسكين يجر سيل ديونه
سبحان الله في بلادي ذاك السيل الوحيد الدائم الجريان
الجامعي المتأخر مازال متأخرا
مازال يركض خلف الحافلة واليأس يكبل كل مافيه
يختار حافلته بعناية
لكن ما إن يصعد عليها
يكتشف أنها مليئة بأشباهه البائسين وبأن النوافذ الواسعة لم تكن سوى رسم متقن لجذب أمثالنا
حسناً لن أتوقف سأكمل الطريق أنا أيضا خدعت مثلهم
كنت أجلس في المقعد الأخير وكنت ممّن ظنوا بأنهم يملكون النافذة الوحيدة التي تطل على البحر
وممّن ظنوا بأنهم.. ليسوا تكرارا
كنت أتلو طوال الطريق تعويذتي التي تعلمتها في صغري من سلحفاتي العجوز (خذي نفسا عميقا تذكري بأنك جميلة دعي غمازاتك تلقي التحية للشمس تبسمي وامنحيها الحياة)
لم أكن أصدق كل ما تقوله سلحفاتي لكنني كنت أهواها...
(5)
ينادي سائق الحافلة
إنها المحطة الأخيرة
هتفت مرددة: إنها محطتنا الأخيرة
لكن أين ذهب الجميع!!
الحافلة خاوية الآن
أم هيَ خاوية منذ البداية
لا أعلم.. لا أعلم
كفي عن التساؤلات وامضي
قلت: أمهلني لحظة أيها السائق
لألملم كل أشيائي المكررة
لن تمانع المحطة بتكراري اليوم
لن تمانع فهي من ناداني
لن تمانع كونها المحطة الأخيرة.
أعياد عامر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى