(متعة القراءة).. علموا أولادكم أن في الكتب حياة

> * فؤاد بالضياف

> «لقد فتحنا عينيه على التنوع اللا نهائي للأشياء الخيالية، وعرّفناه على فرح السفر العمودي، وزودناه بالقدرة على أن يكون في كل مكان، وخلصناه من سلطة الزمان على أن يكون في كل مكان، وخلصناه من سلطة، وجعلناه يغطس في عزلة القارئ المسكونة بتعدد عجيب»، دانيال بناك (كاتب فرنسي).
عندما أكملت قراءة كتاب «متعة القراءة» للكاتب الفرنسي دنيال بناك تساءلت: لماذا ضيعنا أبناءنا في عتمة هذا العصر المادي وتركناهم لجاذبية التكنولوجيا بينما في الغرب ينشأ الأطفال في رحاب الكتب والمكتبات؟
هل يرجع ذلك لافتقارنا ثقافة القراءة؟ هل نلوم الدولة لعدم تشجيعها على المطالعة خصوصا النظام التعليمي؟ وأين وظيفة الأسرة الساهرة على تنشئة جيل واع وراق؟
كثيرة هي الأسئلة التي رسخت ببالي حتى اني لم أصب بحالة من الدهشة ولكن شعرت بخوف على أولادنا من فقدانهم لماهيتهم واختزال ذواتهم ضمن الحياة المادية.
في كتاب «متعة القراءة» يدعونا دانيال بناك للغوص في أعماق السطور، للبحث في ماهيّة القراءة، وأهمّيتها ودورها في البناء الفكري والعقلي والروحي.. هكذا هم يعلمون أبناءهم، يقرؤون عليهم القصص من يوم ولادتهم مرفوقة بالموسيقى، يوسعون ملكة الخيال لديهم حتى ينشأ على حب الكتاب والنهل منه، بينما نحن نفتح لهم جهاز التلفزيون ونعلمهم استعمال الهاتف (الجوال)، نعوّدهم على مشاهدة الصور المتحركة والبرامج المسطّحة للعقل البشري حتى ينشأ ذا شخصية نافرة من الكتب والقراءة، والأبشع من ذلك هاربة من حصص الدرس.
علّموا أولادكم أن في الكتب حياة، أنّ تلك القصة التي سيقرأها وهو بسنّ الخامسة أو السادسة ستكون في نظره عالم واسع وعجيب.
إقرؤوا لهم قصصا قبل النوم فالقراءة المسائية تمحو عنهم صخب اليوم، تريح عقولهم وتجدّد خيالاتهم.. إنّ في تشجيع أبنائنا على القراءة هو خلق لجيل من الكتاب والفلاسفة والعلماء والموسيقيين والشعراء والرسامين.. جيل نهضة فكريّة.
علموا أولادكم أن في الكتب حياة، حياة يستمدون منها شخصيتهم القويمة، المكتنزة بالأفكار البناءة، الحاملة لعالم تسوده الأخلاق الفاضلة.
*نقلا عن موقع إيلاف
* فؤاد بالضياف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى