يَومٌ عَادي

> إيمان خالد

> سَماءٌ تُحَاوِلُ أَن تَبكِي
قَمَرٌ خَلفَ الغِيمَاتِ يختبئُ
نَجمَةٌ تَنَازَلَت عَن ضِيائها
أيّ يومٍ هذا؟
يَاصَاح.. إنّهُ يَومٌ عادي
صَوتُ الرَّصَاصِ فِي السَادِسةِ
مُنَبِهٌ لِلدَّوَام
أصَابعُ أُمي الطَاهِرة الَّتِي أحتَرَقَت (بِالتَنورِ)
تَلطمُ وَجهِي بَعدَ سَمَاعِهَا المُنبه
الشَّمسُ غَاضِبة
مَازَالَ الشّعرَاءُ
يَتَغَزَّلُونَ بِالقَمرِ إلى هَذهِ اللحظَة
فَتحرِقنا بِأشعتِها
فِي السَّاعةِ السَّابِعة
يَنقَسِمُ الشَّعبُ..
مِنهم مَن يَذهَبُ للدوام
وَمِنهم مَن يَذهب إلى اللَّه
وَمِنهم مِن يفضّلُ البكاءَ فِي مَنزلهِ
مَاهَذَا؟؟
أيّ يَومٍ هَذَا؟؟
يَاصاح.. قُلتُ لَك إنَّهُ يومٌ عَادي
المَوتُ يَأكلُ وَجبَاتِهِ بِانتِظَام
مَاتَت الطَالِبة (يَمامَة)
مَوعِدُ وُقوفِ الحِداد
قِف كَما نَقفُ كُلَّ يَوم
لَعَلكَ تَمُوتُ وَاقِفًا
بِربكَ أيّ يومٍ هذا؟
عَلَى رَسلك.. إنَّهُ يوم عادي
يُصلُونَ فِي المَسجِد
فِي السَّاعَةِ الثَانيةِ ظُهرا
لا.. لا يَعمَلُونَ (بروفا) لِصلاةِ العَصر
إنَّها صَلاةٌ عَلَى الميت يَاصَديقِي
إحدَى فُروضنا اليومِيّة
لَيسَ لَهَا وَقتٌ مُحَدد
لَن يَتَوقَفوا
لأنَّ القَتل لايَتَوقَف
يا اللَّه مَاهَذا اليوم!
لَاتَبتَئِس.. إنَّهُ يومٌ عادي
يَجِيءُ الليّل
وَكُلّ النَّاسِ تَسألُ
مَتَى نَرَى القَمر؟
رَتِب وِسَادتَك
وَضَع رَأسك المُثقل بِالهُمومِ عَليّها
أغمض عَينيك والرّصَاص يَتَكفل بإيقاظِك
يَاعَزيزي لاتَسأل
فإنَّهُ..
يومٌ عادي!
إيمان خالد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى