رسالة من جبهة الحرب

> ريـم وليـد

> زوجتي الحبية أمُ طفلي.. طفلي الذي أتمنى لو أنني من سيمتهن لأجله قبّالة، وأشهد مثلُها يوم مولده، وتطوف حوله عينيّ وألُمُّه بذراعيّ إلى صدري فتُسكِن رائحة رأسه الوجود من حولي.
أقسم لكما، إن عمري بأكمله لا يساوي لحظة تأمل إرضاعك له.. أنا بخير طالما أن سمائي ذاتها تعلو رأسي ونجمتيها الآسرتين تنظران إلي بشوق مألوف ولا تكفان عن إرسال دعوات حبها كلما وجدتُ فرصة لأخذ موعد معها.
الحال هنا لا تتغير مثلك تمامًا ومع كل الاختلاف عنك.. فنبضات صورتكِ التي بجوف قبعتي لا تشبه دقات ما يحدث معي ولا تماثله، كل شيء هنا مضطرب والموت لا يمل من تهديده ولا يستحي، إلا أنه عادل إذ لا يفرق أحدًا عن أحد.. ألم أقل لكِ من قبل (السيىء جيد مهما بدا سيئًا)..
أما ساعة منبه النوم هنا فهي تعمل على عدد الهزات الأرضية، فلا أشد أنانة من الحرب يا عزيزتي، إنها تندلع بعد قيلولة من الراحة متى ما اشتهت ومن دون سابق إنذار، وعلى الأفواه أن تجيد مضغها أو تختنق بلقيماتها المختلفة والمصوبة من كل اتجاه وتموت.
قبّلي لي ولدي، واعتذري له عني إن لم يلقَ نصيبه في أبيه، ولن أُحرصك عليه، فلن يجد قلبًا أقوى من قلب أمه ولا أحن منه.
أبلغيه أن يبقى فخورًا بكِ أنتِ.. قولي له، يقول لك أبوك (يكفي أن استشهدتُ وأمك على رأسي).. أما أنتِ فستسمعينني جيدًا حين لن أقول شيئًا، فابقي ثابتة كالسماء.
ريـم وليـد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى