استكمالا للتحقيقات حول أوضاع مديريات العاصمة عدن.. مدير عام مديرية البريـقـة هانـــي اليزيدي لــ«الأيام»: شركة مصافي عدن والمنطقة الحرة أبرز المعرقلين لأعمالنا

> التقته / وئـام نجيب

> أكد مدير عام مديرية البريقة هاني محمد اليزيدي أن إدارته أنهت الهيمنة المطلقة لمصافي عدن على المديرية في الفترة الماضية.
وأوضح اليزيدي، في حوار مع «الأيام» أن "المصافي أضحت في الوقت الحاضر هي المعرقل لأي استثمار تنوي السلطة المحلية في المديرية إنجازه، إلى جانب امتناعها عن دفع قيمة الواجبات والضرائب التي عليها.
كما أشار إلى أن المنطقة الحرة هي من تقف وراء الكثير من أعمال البناء العشوائي والبسط على أراضي الدولة.
هذه المعلومة وغيرها تقرؤونها في سياق الحوار الآتي:
* هل لك أن تطلعنا في البدء عن الوضع العام للمديرية خلال الفترة الماضية؟
- كان هناك فراغ كبير في المديرية في فترة ما بعد الحرب، واستطعت برفقة مجموعة من أعضاء مجلس المقاومة ترتيب الوضع الأمني فيها، وبعد فترة من العمل غاب بعض منهم سواء بالانتقال إلى خارج البلد أو بتعرض بعضهم للقتل.
وكنا أربعة من القادة نتولى قيادة المجلس العسكري والمجلس المدني في المديرية، ومن ثم عرض عليّ المحافظ السابق اللواء عيدروس الزُبيدي تولي منصب مدير عام للمديرية، نتيجة لتزكية تقدم بها أفراد الحراك الجنوبي، وبعض من الإخوة السلفيين، ولم أستجب حينها للعرض إلا بعد تشاور مع الإخوة الذين كنت أعمل معهم، حيث كان الوضع متوترًا آنذاك.
وتسلمت مهام قيادة المديرية في 16/1/2016م، وكانت أفضل حال مقارنةً ببقية المديريات لعدم تعرضها للدمار أثناء الحرب الأخيرة على عدن، وتميزت المديرية عن بقية المديريات بتماسك الكل فيها، فضلاً عن خلوها من جرائم الاغتيالات، غير أنها في المقابل كانت مهملة من قبل المحافظة، وهنا نشير إلى أن محكمة البريقة تعرضت للدمار والخراب بسبب فعل النازحين فيها، ولا ننسى بأن شركة المصافي هي من كانت تُسيطر على البريقة في الفترة الماضية.
* ما أبرز العراقيل والصعوبات التي تواجهكم؟
- في السابق كانت مصافي عدن هي المتكفل بكافة شؤون المديرية، وكانت هي مركز قيادة السياسيين، وهي المُهيمنة على الجميع في المديرية آنذاك، ناهيك عن أن المدير العام السابق للمديرية لم يكن له أي موقف حيال ذلك، وفي فترة ما بعد الحرب وإلى يومنا باتت المصافي عاجزة عن تقديم أي شيء للمديرية، إلى جانب أنها لم تلتزم بدفع أي دخل للمديرية، بل إنها أضحت هي المعرقل لأي استثمار ننوي إنجازه، ولم تدفع قيادتها لنا قيمة الواجبات والضرائب، ولا تمدنا بالوقود عند توقف المضخات، غير أن هناك جهودا فردية لخدمتنا من قِبل بعض الموظفين في المصافي، بل إن المصافي أصبحت عبئا علينا في الوقت الذي نحن من نقوم بحل مشكلاتها، كإضرابات موظفيها وخلافاتها مع شركة النفط، فضلاً عن غياب التفاهمات بين مرافق كبيرة ومهمة في المديرية.
جانب من مصافي عدن
جانب من مصافي عدن

إلى جانب تعاملات المنطقة الحرة المشبوهة والمخالفة للقانون، كصرفها عشر مدن في المديرية، بدون عقود من هيئة أراضي الدولة، وجميع عقودها باسم الشيخ الهمامي والشيخ النُقيلي.
* هل لكَ أن توضح أكثر حول مصافي عدن وتدخلاتها وإذا كانت هناك أي عرقلة من قبلها في أعمالكم؟
- نحن لا يحق لنا التدخل في شؤون المصافي كونها مستقلة، وكان تدخلنا لغرض الوقوف إلى جانبهم، وفي المقابل تتعامل إدارة المصافي بسلبية مع السلطة المحلية للمديرية، ومع أن الحكومة تدفع لهم مبلغ وقدره مليار ومئتي مليون ريال يمني شهرياَ إلا أنهم عاجزون عن خدمة المديرية بأي شيء، حيث إنهم لم يقوموا بتسليم الضرائب والواجبات، ووصل الأمر بهم إلى إيقاف صرفيات تُنفق من وقود وبترول بدون سبب، وما خرجنا به من ذلك هو مزاجيتهم في التعامل.
الأرضية الواقعة بين مسجد الرحمة وسوق بانافع
الأرضية الواقعة بين مسجد الرحمة وسوق بانافع

وكانت هناك أيضاً أرضية تقع بين مسجد الرحمة وسوق بانافع تسود فيها عشوائيات، وعملنا على إخراج الباسطين بود وتفاهم، لكي نعمل على استغلالها بنقل البائعين في السوق إلى هذه الأرضية، إلا أننا واجهنا اعتراضا من مدير المصافي والذي قال إن الأرض تابعة لهم، وهو ما عرقل عملنا في عملية نقل وترتيب السوق إلى هذه الأرضية والتي تُركت للبسط.. ومن المؤسف أنه عندما أتت الدولة لاستغلالها لنقل البائعين فيها قُوبل ذلك بالرفض من قبل إدارة المصافي، على الرغم من تقدمي بعرض للمصافي بتحصيل إيجارات البائعين".
سوق بانافع
سوق بانافع

* هل سبق لكم أن رفعتم تقارير إلى مكتب المحافظة عن وضع المديرية؟
- سأرد عن سؤالك بسؤال آخر: وهل توجد محافظة من الأساس؟!.. المحافظة ليس لها أي دور يُذكر.
* هناك من يقول إن الأراضي التابعة للجمعية السكنية الخاصة بموظفي شركة مصافي عدن تتعرض للبسط.. ما ردكم؟
- نزلنا إلى الموقع وعملنا على إزالة الكثير منها، وفي القريب سنعمل على إزالتها بالكامل، مع العلم أن إدارة المصافي قد أخلت مسئوليتها في الحد من هذا البسط على أراضي موظفيها”.
* ما أبرز الأعمال التي قمتم بإنجازها منذ توليكم قيادة المديرية؟
- من وجهة نظري أن أهم الإنجازات هي إعادة الهيكلة، حيث قمنا بإعادة الموظفين إلى مرافقهم، والإدارات إلى أقسامها، وذلك من خلال الضغط عليهم، وفي مجال التربية والتعليم أوقفنا البدل وألزمنا المعلمين بالحضور أو توقيف راتبهم، حيث تمكنا من إعادة 160متغيبا من المعلمين إلى مدارسهم، وكذا تشييد فصول في مدرسة مشهور، وتدوير الإدارات المدرسية، إلى جانب تشكيل لجان أهلية رقابية أثناء استلام المتقاعدين معاشاتهم من البريد، بشكل شهري، أيضاً قمنا بترميم المحكمة بتكلفة 17 مليون ريال.
أما فيما يتعلق بالجانب الصحي فقد أعدنا فتح قسم التوليد وإضافة فترة مسائية في مجمع البريقة الصحي، وهو ما ساعد على تحسن الوضع الصحي في المديرية، وصولاً إلى حملة إزالة العشوائيات والأبنية المستحدثة".

* يشكوا أبناء البريقة من ضعف المياه وعدم وصولها إليهم.. ما أسباب ذلك؟ وهل لكم من معالجات؟
- في الحقيقة لا توجد عملية الضخ المباشر للمياه نتيجة لتفرق أحياء المديرية وكذا لِقِدَم الأنابيب التي قد تنفجر في أي لحظة.
وتفاقمت مشكلة المياه مؤخرًا في المديرية بسبب الكثافة السكانية فيها وخاصة بعد قدوم نازحين إليها من مناطق مختلفة، فضلاً عن قيام البعض بعمل خزانات ومضخات خاصة بهم لشفط المياه.
أما المعالجات فتتطلب وجود خزانات ومضخات جديدة بدلاً عن القديمة، وكذا تأهيل المولد الكهربائي الخاص بالمياه والمقدرة قيمته 30 مليون ريال، وهذه المعالجات تتطلب دعما كبيرا، ومع هذا نفذنا بعض المعالجات الإسعافية كتغيير الأنابيب التي تعرضت للصدأ، وبعض الشبكات الفرعية في مناطق عدة”.
* هل من تعاون بينكم وبين المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي؟
- نحن في السلطة المحلية نصرف لعمال المياه مليون ريال شهرياً كميزانية تشغيلية، أيضا نقوم بشراء أنابيب صرف صحي ومياه لكون المؤسسة العامة للمياه أصبحت منهارة”.
* ما موقفكم من طفح المجاري المستمر في شارع الصديق؟
- كانت المجاري قبل سنتين تفيض بشكل يومي، وقمنا بعمل معالجة لتلك المشكلة، وحالياً أصبحت نسبة فيضانها قليلة وفي فترات متباعدة.. ونتيجة لأن البريقة كبيرة وشارع الصديق منخفض فقد ساعد ذلك على الإنسدادات وطفح المجـاري.
* توجد في المديرية الكثير من المناطق العشوائية وغير المخططة كالدكة ومنطقة الكسارة.. هل لكم من دور تجاهها؟
- هذه أحياء شعبية بُنيت منذ عام 90م، ويصعب تخطيطها.. أما بالنسبة لعملية الرصف فيتم حالياً رصف الطرقات في الكسارة والسي كلاس ومنطقة الجامع الكبير، وسنبدأ بعد ذلك بإصلاح العشوائي، ونشير هنا إلى أن أعمال الرصف تُعد إحدى مشاريع صندوق الأشغال، ولا يمكن أن يقوم به إلا بإشراك السلطة المحلية بسبب البلطجة الحاصلة، وجهل البعض ورغبتهم في النمط القديم السائد في تخطيط الطرقات".
* هل من صعوبات تواجهكم عند تنفيذ المشاريع؟
- نعم، حدثت عدة تجاوزات في مبالغ المشاريع، كمشروع سور صلاح الدين الذي تم إنجازه بمبلغ خيالي بما يقدر 45 مليون ريال يمني، نتيجة لاستغلال عدم تواجدي في البلد حينها، وعدم علمي بذلك، ولم أقم بالتوقيع على هذا المشروع.. وهذا نعده من اختلالات بعد الحرب، وفي العام الماضي تداركنا هذا التجاوز، ويعد ذلك سببا من أسباب استعداء البريقة من قِبل البعض من قادة المحافظة، إضافة إلى المكايدات التي تُحاك ضد المديرية كوننا عملنا على توقيف أي عروض تتم مباشرة من المحافظة لوجود لوبي فيها، إضافة إلى ذلك حماية العاملين في مجال الرصف من البلاطجة، ونحن في المديرية واجبنا توفير الحماية الأمنية لأولئك العاملين.
* هل لكم من مشاريع في مجال الطرقات؟
- يوجد لدينا خمسة مشاريع في مجال رصف الطرقات، بإجمالي 600 ألف دولار من صندوق الأشغال العامة.
* وهل من مشاريع متعثرة؟
- نعم، مشروع الإنارة، ونفذنا فيه بنسبة الثلثين فقط، وتعثر لانتقال المقاول إلى صنعاء، وبدورنا سنعمل على حث المقاول على استكمال العمل، أو تحويل المقاول للتحقيق، إضافة إلى مشروع الهلال الأحمر الإماراتي وهو توصيل المياه إلى منطقة قعوة، وقمنا بإبلاغ الهلال بضرورة إجراء إصلاحات للمشروع وهو تعميق البئر وتقوية الطاقة الكهربائية في المنطقة ذاتها، وكذا تركيب طاقة شمسية أو إيجاد مولد كهربائي.
* تمتاز البريقة بكثرة السواحل.. لماذا لم يتم استغلال ذلك بإنشاء المتنفسات؟
- لدينا أربعة مشاريع استثمارية على ساحل الكورنيش، وهي جاهزة، ولكن إدارة المصافي هي من تعرقلنا على إقامة ذلك، كما إن المحافظة بنفسها لا تتعاون معنا، ومتى ما فرضت الدولة هيبتها سيشجع ذلك على مجيء المستثمرين وحمايتهم.
* هل من تعاون أو تنسيق بينكم وبين جهات أخرى؟
- نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري هو من يتعاون معنا ويستجيب لمطالبنا، وباعتقادي أنه أمل المديرية وعدن بأكملها.
* وهل من تعاون وتنسيق من قبلكم مع صندوق النظافة؟
- نعم، فصندوق النظافة يُعد من أفضل الإدارات الخدماتية الموجودة في المديرية والذي يقوم بتأدية عمله بالشكل المطلوب، ولكن هذا لا يمنع من وجود مشكلة والمتمثلة في أن إيرادات الصندوق لاتزال مهدورة، ونحن بدورنا نحاول مساعدتهم، وعند تواجد القوة الأمنية سوف تعمل على ضبط إيرادات الصندوق.
* ماذا عن الأفارقة القاطنين في الأحياء البحرية؟
- تم إخراجهم قبل ثلاثة أسابيع، وسُلّم المبنى إلى الأحياء البحرية.
* المناطق الواقعة بعد منطقة فُقم تخلو من الخدمات الأساسية.. أين دوركم؟
- تم إيصال المياه إلى منطقة رأس عمران من خلال المشروع الكويتي، أما عن مناطق مشهور وما بعده، فتلك تُعد مناطق البدو الرحل، وكان قد حرص المحافظ السابق الشهيد جعفر محمد سعد على إدخال الكهرباء إليها ووجه بذلك، ولكن المشروع توقف بعد استشهاده، أما بالنسبة إلى المياه فتوجد في بئر (مُخنُق).
* جمعية المعاقين نشرت شكوى في الصحف ومواقع إخبارية تشكو فيها البسط على أراضيها وبتوجيه من قبلكم.. ما صحة هذا؟
- أحب في البدء أن أوضح بأن هذه الجمعية واسمها (أنا وليس إعاقتي) جمعية وهمية، وتم إيقافها، وقد قامت في وقت سابق بخداع أجهزة الدولة في فترة ما قبل الحرب، مدعية بأنها تحوي على معاقين، وأنه لا حاجة لوجود مدرسة النشء الحديث، وكان ذلك من أجل السيطرة على مبنى المدرسة، وبالفعل تمكنت مديرة الجمعية من تملك المدرسة من خلال حصولها على حكم قضائي، مستغلة بذلك عملها في القضاء، ولا نعلم كيف حدث ذلك بأن يجري تسليم مدرسة تابعة للمديرية لجمعية وهمية، بل إن الجمعية لا يوجد فيها معاقون، ولكن من تقوم على الجمعية لديها ابن معاق، وتم إنشاؤها لغرض الاستيلاء على مدرسة النشء الحديث، وللنصب والاحتيال، وتعمل على أخذ المعونات باسم المعاقين ولا تسلمهم حقوقهم، ولهذا نأمل بأن يعمل القضاء على استردادها، كما أننا قمنا بتوجيه الشؤون الاجتماعية بالعمل على إيقاف تصريح الجمعية.
* ما تقييمك لحملة إزالة العشوائيات في المديرية؟ وما هي مدى جاهزيتكم لها؟
- نفذت هذه الحملة نتيجة لمطالبي المستمرة بإزالة العشوائيات في البريقة، كما إننا نقوم بحملات إزالة مستمرة، على الرغم من العجز وضعف الإمكانات، وبدأت الحملة في المديرية يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، وخصص اليوم الثاني منها للأبنية العشوائية بالمساحة التابعة للمنطقة الحرة الواقعة على الطريق العام المؤدي إلى مركز المديرية، حيث تم البدء بإزالة الأساسات والأحواش ومن ثم الانتقال إلى المباني.. يوجد لدينا أيضاً ترتيب للبدء في ملف العشوائي المستمر.
* هل من بدائل لأصحاب العشوائيات؟
- متى ما وجدت الدولة ستوجد البدائل، أما حالياً فالفوضى أصبحت هي البديل، ومتى ما بحثنا عن البدائل قبل عملية الإزالة فلن تتم هذه الحملة، وباعتقادي أنه من غير الصحيح أن تتم عملية التعويضات وإيجاد البدائل منذ البداية، وبدورنا نطالب بإيجاد بدائل لكافة الشباب العاطلين عن العمل.
* باعتقادك، هل هناك من يدعم بعض الباسطين وأصحاب العشوائيات؟
- المنطقة الحرة لهم مصلحة في ذلك، وعند إعادة هيبة الدولة سيتم مساءلتهم، كونهم متورطين في ذلك، وحاليًا لا يتمكنوا من عرقلتنا في عملية الإزالة لأن وزير الداخلية هو الراعي لهذه الحملة.
* جسر البريقة يُعد مشروعًا فاشلا بكل المقاييس.. هل من حلول أو معالجات لتأهيله؟
- نعم المشروع فاشل نتيجة لتنفيذه وفقا لمواصفات مدن جبلية، ولا توجد له أي ميزة، وفي السابق قام فريق مختص بالنزول وأفاد بأنه يمكن تأهيله والبعض قال لا يمكن ذلك، ولكن يوجد تأهيل للجسر القديم.
جسر البريقة
جسر البريقة

* يُقال بأن شرطة البريقة ضعيفة وهو ما حوّل رجال الأمن إلى قبائل.. ما تعليقكم؟
- نسعى إلى تغيير قيادة الشرط في المديرية، وقد رفعنا طلبا بخصوص ذلك إلى إدارة الأمن منذ سنة وحتى الآن ليس هناك أي تجاوب.
* كم تبلغ إيرادات المديرية؟
- في اعتقادي أن المديرية تُعد أقل إيرادا مقارنةً بالمديريات الأخرى، فإيرادها السنوي لا يتجاوز الـ 150 مليون ريال يمني، وقد حاولنا رفعها في السنة الماضية إلى 200 مليون ريال سنويا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى