توصيات:الحوار الجنوبي يجب ألا يتعارض مع إرادة الشعب

> عدن «الأيام» خاص

> عدن «الأيام» خاص:
أشارت ورشة عمل نظمتها مؤسسة خليج عدن للتنمية البشرية الأسبوع الماضي على هامش دعوة المجلس الانتقالي لحور جنوبي جنوبي إلى «أن بعض الأطراف قد تقبل الحوار تكتيكا وبعضها الآخر تمويها أو استحياء حتى لا تفقد ما تبقى لها من ماء الوجه».
*أطراف الحوار
وخلصت الورشة من خلال أربع أورق عمل لباحثين وسياسيين جنوبين إلى تصنيف الأطراف الجنوبية المعنية بالحوارات إلى خمسة اتجاهات على النحو الآتي:
أولا: أطراف قد يقود الحوار معها إلى التوافق والتطابق الكلي، وهذا يشكل نواة وحدة نشاط القيادة الجنوبية على كل المستويات (هؤلاء هم من يتفقون مع المجلس في المبدأ والهدف، إلا أنه لم يتم استيعابهم في إطار المجلس).
ثانيا: أطراف قد يقود الحوار معها إلى التوافق والتطابق (وهذه هي الأطراف التي تتفق مع المجلس في المبدأ والهدف، وترغب في الاحتفاظ باستقلاليتها)، وهذه الأطراف يمكن أن تكون أقرب إلى تحالف جبهوي.
ثالثا: أطراف قد يقود الحوار معها إلى التوافق الجزئي حول بعض القضايا والتوجهات السياسية والتباين في البعض الآخر (وهؤلاء هم من يتفقون مع المجلس بالهدف ويختلفون معه بالآليات والوسائل) مثل هذه القوى يمكن العمل معها ضمن قواسم مشتركة لتحقيق قدر من التوافق في الأهداف، وفق تفاهمات لا تتعارض أو تضر العليا للجنوب.
رابعا: أطراف قد يقود الحوار معها إلى التوتر والتنافر والتباعد، وهذا يتطلب من المجلس سرعة معالجة الأسباب والخلفيات وتضييق هوة الخلاف، واختيار بدائل تضمن استمرار التواصل، حتى وإن كان ذلك على مستوى ثنائي أو هيئات منفردة بصفاتهم الشخصية مع التركيز على استمالة القيادات الوسطى والدنيا التي تظهر ميلاً نحو أفكار ورؤى المجلس وتبدي تعاطفا مع فكرة الحوار ومنطلقاته وغاياته النهائية، وهذا يساعد في إضعاف أو تحييد الأطراف المتشددة التي قد تهدف لإفشال الحوار.
خامسا: حوارات مع قوى غير جنوبية، وهذه الحوارات يجب أن تركز على إضعاف القوى التقليدية الشمالية الأشد عداء للقضية الجنوبية، بهدف إقصائها أو تحييدها في محاولة للتأثير وخلق تكتلات سياسيا يمكن أن تصبح طرفا على طاولة التفاوض لإقرار الحق الجنوبي في استعادة دولته وحتى لو كان ذلك من باب المناورة.
*فلسفة الحوار وإدارته
وأوصت الورشة بتشكيل قيادة لإدارة وتوجيه الحوار في كل مستوى تتوسطه تنسيقيات تعمل على خلق بيئة ومناخات داعمه وملائمة لتسير وتسهيل الحوار.
واعتبرت الحوار عملية ديناميكية قد تتعرض لنكسات وانسحابات وربما الفشل أيضا لذا قد تستدعي بعض الإجراءات الناعمة أو الداعمة من خلال وضع الرأي العام الجنوبي بالصورة عن نتائج الحوار كضامن للضغط على أي طرف يخل أو يعيق تقدم الحوار.
وشكلت الورشة خلاصة منهجية مدروسة تبسط المشكلة وتعالج آثارها ومترتباتها وتضع الحلول الممكنة من منطلقات فهم الواقع وتعقيداته في ظل التداخل القائم والمخاوف التي تبديها بعض القوى الجنوبية من المالات المجهولة بسبب القراءة والفهم الناقص لمكونات الخارطة السياسية الجنوبية وحالة الخصومة التي لا تستدعي القطيعة مطلقا، بل يجب ترويض العقل الجنوبي على تقبل الآخر كما هو والتعايش معه برغم الخصومة.

وشدد النتائج والتوصيات على أن الحوار ضرورة ومصلحة وطنية عليا لا يجب تجاوزه بأي حال من الأحوال، وأن الحوار لا يجب أن تتعارض أهدافه ومبادؤه ومنطلقاته وتوجهاته مع أهداف إرادة شعب الجنوب وحقه المشروع في استعادة دولته الوطنية الحرة المستقلة على كامل جغرافيا ترابه الوطني بحدودها المتعارف عليها دوليا قبل 22 مايو 1990م.
*أوراق عمل ومحاور
وقدمت في الورشة 4 أوراق رئيسية على النحو الآتي:
الورقة الأولى بعنوان: «الحوار الجنوبي- الأولويات والمسارات» أعدها الأخ قاسم داود – رئيس مركز عدن للرصد والدراسات والتدريب.
الورقة الثانية بعنوان: «دور المجلس الانتقالي في الحوار الجنوبي» أعدها د.عبداللاه صالح مثنى.
الورقة الثالثة بعنوان: «الشراكة والتوافق ضرورة لإنجاز وضمان جنوب مستقر» أعدها الأخ محمد عبدالله الموس.
الورقة الرابعة بعنوان: «التصالح والتسامح» أعدها الأخ عبود ناجي.
أما محاور الورشة فتمثلت بـالآتي:
- أهمية الحوار كضرورة وطنية تمليها المصلحة العليا للجنوب. - أهداف ومبادئ وأسس ومنطلقات الحوار.
- محددات ومعايير إجراء الحوار وآليات تنفيذه.
*أهداف الحوار:
- تعزيز مبدأ الحوار والمشاركة والتواصل بين المجلس وقوى ومكونات المجتمع الجنوبي.
- إنضاج أفكار وصياغة آليات ومعايير مقبولة وممكنة لإنجاح الحوار.
- تعميق التصالح والتسامح والقبول بالآخر، وإعلاء قيم السلام والعيش المشترك.
- التوصل إلى رؤية مشتركة لتعزيز وحدة الصف والموقف الجنوبي في ضوء نتائج الورشة.
وأكد المشاركون أن الدعوة للحوار جاءت لتلبي نبض الشارع الجنوبي وتبطل كل التجاذبات والمراهنات التي حاولت التشكيك بالمجلس الانتقالي وإظهاره كطرف لا يكترث ولا يعير وزنا لأهمية وقيمة الحوار، تلك المراهنات تم دحضها وتفنيدها، من خلال الدعوة التي وجهها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي للحوار مع مختلف القوى والمكونات الجنوبية في الداخل والخارج، بأفق مفتوح على كل احتمالات التوافق، محدد الأهداف والمسار والوسائل والأدوات التي يجب أن تخدم استعادة السيادة الجنوبية على التراب الوطني بكل مقومات بنائها المؤسسي والتشريعي والاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي والعسكري.
وشددوا على ضرورة إعلاء قيم الحوار بين الجنوبيين، باعتباره السبيل الوحيد لحل كل الخلافات البينية، وإزالة عوامل الاحتقان والصراع وتفويت الفرصة على كل المحاولات التي تسعى إلى دق اسفين بين قوى ومكونات المجتمع الجنوبي، ومحاولة إشغالها عن العدو الحقيقي الذي يستهدف الجميع.
كما أوصى المشاركون على أن الحوار الذي يجب أن يتبناه المجلس الانتقالي ينبغي أن يكون حوارا لملمة الجهود والإمكانات الجنوبية واكتشاف قدراتها وتجميع طاقاتها المبعثرة الواقعة وكشف القوى التي تختفي تحت وهم زيف تجاهل الانتماءات لأسباب بينة المغزى أو مبهمة الغايات، وثالثة قد تحاول استغلال وتوظيف بعض الهفوات والصعوبات أو الإخفاقات أو ضعف أداء وإدارة الصراع بقدرات قيادية ضعيفة أو ضبابية الرؤية في بعض الأحيان، وأنه في مثل هكذا وضع يحتاج إلى توجيه الحوار نحو تدارك الحالات وإصلاح أدوات الفعل السياسي في الميدان.
ويرى المشاركون أن الحوار بقدر ما تجمع عليه كثير من القوى إلا أن فهم أصول الحوار وثقافته ومتطلباته وغاياته ليس موحدا عند كثير من الإخوة الجنوبيين وهذا يعتمد على درجة الإيمان بالقضية والمكتسب الثقافي، وفي حالات أخرى الوقوع في وضع المراوحة بين القناعة الوطنية والمصلحة الشخصية، وهذا يزيد من وطئة الأثر البطيء في سرعة الاستجابة لمحددات الحوار وتبعاته السياسية والاجتماعية، لذا فإن على المجلس الانتقالي أن يتبنى بمزيد من التسامح والصبر مع العناية والاهتمام الفائق بمسار الحوار وعدم الرضوخ للحيل السياسية والمناكفات المبيتة التي تختفي خلف ذرائع غير مفهومة تدفع إلى توتير وتأزيم العلاقة البينية الجنوبية. وان مواجهة حالات كهذه تستدعي يقضة سياسية وحنكة قيادية تستهدف تعرية القوى المستفيدة التي قد تدفع إلى تعطيل الحوار دون المساس المباشر بالعناصر الجنوبية المنضوية لشخصها في دائرة الحوار، وهذا يفوت الفرصة على أعداء القضية الجنوبية في إطار ممكنات التوافق معها وإن بعد حين.
ويرى المشاركون أن الدور القيادي للمجلس الانتقالي في إدارة الحوار لا يجب أن يظهر على شكل سلطة التوجيه والقبول والرفض والنقض والإلزام، بل يجب أن يقبل المشاركون في الحوار على الاستجابة لريادية المجلس وقدرته على تذليل الصعاب ومساعدة الأطراف المتحاورة على تقبل المساعدة أولا، وإتاحة الفرصة للمشاركين في الحوار على تبني رؤية المجلس من خارج المجلس، وهذه الطريقة تقرب المتحاورين من الاعتراف بالدور القيادي للمجلس في التمثيل الإقليمي والدولي وإدارة الصراع مع القوى المعادية بكتلة جنوبية مؤتلفة إن لم تكن متوافقة توافقا كليا أو جزئيا، وهذا يستدعي من الانتقالي خلق مناخ وبيئة ملائمة لهذا الحوار مع مختلف القوى والمكونات الجنوبية، سواء كأطر وهيئات أو كشخصيات ورموز سياسية واجتماعية لها قدر من الاحترام والمكانة بقدر ثقلها في مكونها وليس مقارنة بحجمها وأثرها القيادي في مكون آخر.
وأكدت الورشة أن بيان عدن التاريخي تعبير عن الإرادة الشعبية الجنوبية، وأنه يمثل المنطلق الأساس للحوار، وعلى أساسه يتم تصنيف القوى الجنوبية المستهدفة من الحوار والمشاركة فيه، وأنه في حال واجه المجلس تعنتا من بعض القيادات التي قد تقلل من أهمية الدور القيادي للمجلس بقصد لفت النظر أو محاولة اختطاف الأضواء أو رفع قيمتها وسقف موقفها التفاوضي، فمن المؤكد أن مثل هذه الأطراف أو العناصر قد لا تستطيع تبرير هذه المواقف، كما لا تستطيع المحاججة أو رفض الحوار، وقد تقبل الحوار على مضض حتى لا تفقد ما تبقى لها من ماء الوجه. وأمام هكذا وضع يجب توظيف مثل هذا الضعف أو التذبذب لتقوية موقف المتحاورين الآخرين بكثير من الشرح والتوضيح، واستخدام وسائل الإعلام المختلفة لزيادة تسليط الضوء على بيان عدن التاريخي وربطه بمبادرة إطلاق دعوة رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي للحوار بأبعاده السياسية وطنيا وإقليميا ودوليا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى