مدير عام ماوية بتعز لـ«الأيام»: المديرية تنتهك وتهجر من المليشيات والشرعية لم تحرك ساكنا

> تقرير/ صلاح الجندي

> نحو أربع سنوات من عمر الحرب التي تشنها المليشيات الانقلابية على محافظة تعز، خلفت الكثير من المآسي والقصص الإنسانية جراء الجرائم التي ارتكبتها ومازالت بحق المدنيين.
عزلة حوامرة بمديرية ماوية تُعد أبرز المناطق الأكثر تضررا بالمحافظة من الحرب الدائرة فيها.

وزاد تجاهلها من قِبل حكومة الشرعية والمنظمات الإغاثية ووسائل الإعلام من معاناة أهلها، بل وجعلها عزلة منسية من كل شيء.
 وتقع منطقة حوامرة، وهي إحدى عزل مديرية ماوية بالمحافظة، إلى الجنوب من المديرية، ويحدها من الشمال عزلة أساودة، وجنوباً مديريتا كرش والمسيمير بمحافظة لحج، ومن الغرب دمنة خدير،  وشرقًا سلسلة جبال أشجور والشميرة وهي جبال تتبع المديرية.

وأوضح مدير عام المديرية عبدالجبار الصراري أن «له مجاميع قتالية بمنطقة حوامرة على الحدود مع كرش بعضها على تنسيق محدود مع قيادة جبهات كرش وأخرى يقاتل أفرادها بدون أي تنسيق، متمركزين على قمم الجبال بعد أن وفر لهم بعض الأسلحة، وقد تمكنوا من تحرير أجزاء من العزلة بتغطية ودعم مدفعي كامل من جبهات كرش».

وأكد الصرار أن «أفراده المتمركزين في كل من جبال: ثمران، والمكاحلة، حوامرة، والجوش الشميرة، يعملون على مساندة إخوانهم من أبطال الجيش والمقاومة الجنوبية، وهو ما يتطلب من قيادة محور تعز وقيادة التحالف العربي دعمهم ليتمكنوا من تحرير المنطقة كاملًا، مع ضرورة إيجاد غرفة عمليات مشتركة بين قيادات محور تعز، والعند بلحج للتنسيق وتوفير الدعم اللازم، لأفراد المنطقة البالغ عددهم 200 فرد وعسكري، يقاتلون بأسلحتهم وجعبهم الشخصية، وغيرهم الكثير ممن هم على أتم الاستعداد لتحرير المنطقة والمديرية من المليشيات إذا ما توفر الدعم لهم»، مؤكداً أن «تحرير ماوية من شأنه أن يُسهم بتحرير محافظة تعز بشكل كبير جدًا، لاسيما بعد تحرير كرش وتقدم المقامة الجنوبية نحو مدينة الراهدة، وتزايد حقد الأهالي الرافض لتواجد المليشيات التي أوغلت فيهم بالانتهاكات وصلت لحد القتل للنساء، وإحراق الأطفال بمنازلهم، واقتحام منازل المواطنين في هذه العزلة المنسية».

ضرورة المشاركة
وأوضح مدير عام المديرية بأن «مشاركة المقاومين والعسكريين من أبناء ماوية باتت ضرورياً؛ نظرًا لعدم معرفة الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية القادمة من كرش لتضاريس المنطقة ومناطق تمركز المليشيات».

وأضاف: «هناك العديد من المواطنين ممن يسقطون ضحايا وهم في منازلهم جراء القصف العشوائي بالقذائف من الطرفين، وهذا ما يوجب على أبنائها المشاركة في المعارك الخاصة بها والتي من شأنها أن تحرر المنطقة بأقل تكلفة وبأسرع وقت، وسيعمل أيضاً على التخفيف من معاناة المواطنين بسبب هذا القصف وكذا النزوح، ولينال في المقابل أبناء  المنطقة شرف التحرير لمنطقتهم كون هذه المعركة مسؤولية تاريخية متعلقة بالشرف والكرامة».
تهجير ونزوح
وأكد عبدالجبار الصراري في تصريحه لـ «الأيام» أن المليشيات أُصيبت بالانهيار وحالة من الاستنفار بعد تقدم الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية القادمة من جبهات كرش، وتمكن أبناء حوامرة من السيطرة على الجبال والتباب في العزلة، الأمر الذي دفعها إلى ممارسة جرائم بشكل أوسع بحق المواطنين والتي تسببت بتهجير المئات من المواطنين إلى مناطق مديرية المسيمير، والهشم، وأشجور، وزريق، وكذا مدينة عدن، والمؤسف هنا أننا لم نشهد أي هتمام بهؤلاء النازحين من قبل المنظمات المعنية، فضلاً عن غياب دور الإعلام برصد وتغطية الانتهاكات التي مارستها ومازالت مليشيات الحوثي»، مشيداً في ذات الوقت بـ«الدور البارز والأخلاقي الذي قدمه أبناء المناطق الجنوبية في التعامل مع النازحين وإيوائهم وتقديم العون لهم بالشكل الذي يجب».

ودعا الصراري عبر «الأيام» كل المعنين من الجهات الرسمية، والمؤسسات الإغاثية والخيرين، والتحالف العربي، إلى «ضرورة الالتفات لعُزلة حوامرة المنسية، ولبقية عُزل المديرية التي تُعاني من قساوة التهجير والنزوح،  والمعاناة التي تسببت بها المليشيات الانقلابية».
انتهاكات بحق المدنيين
انتهجت المليشيات وسائل متعددة لانتهاك المدنيين في العزلة خاصة والمديرية بشكل عام، توزعت ما بين اختطاف واعتداء وترهيب، كان آخرها قتل الشاب سمير سعيد بعد مداهمة منزله، بتهمة وقوفه مع المقاومة.
وأفادت مصادر محلية لـ«الأيام» أن «المليشيات قام بقتله بذريعة وجود في جواله أناشيد خاصة بالمقاومة»، مؤكدين بأن «سمير كان أبرز المقاتلين في جبهات المدينة منذ بداية المقاومة».

جريمة الشاب سعيد ليست وحدها التي هزت المديرية، بل إن المليشيات أقدمت في وقت سابق لهذه الحادثة بقتل أم وجرح أبنائها وامرأة كانت بجوارها. وأوضح مصدر محلي  أن «القتيلة زوجة المواطن عبده عبدالله سيف، وتدعى مليون يوسف محمد حمود، بقرية قفار الدرب بالعزلة، وجرح الطفلين ريدان وسلمان، إلى جانب امرأة أخرى تدعى أميرة محمد السهمري دون أي سبب».

وأوضح المدير عبدالجبار الصراري لـ«الأيام» بأنه «قام بزيارتهم بتوجيه من المحافظ، مع تكفل مركز الملك سلمان بتسفير أحدهم، فيما تحمّلت المقاومة الجنوبية، وفق الصراري، بتكاليف الكثير من الجرحى، بالإضافة إلى مستشفى أطباء بلا حدود»، مقدمًا شكره للقائمين على المشفى ومركز الملك سلمان بعلاجهم للجرحى ومساندتهم لنازحي المديرية.
أهمية تحرير المنطقة
وتُعد عُزلة حوامرة من مناطق المديرية المهمة التي سيسهم تحريرها بطرد المليشيات الانقلابية في فتح جبهات ماوية والالتقاء بجبهة دمنة خدير، والالتقاء بمقاومة جبهات كرش وجبهة الصلو التابعة للواء 35 مدرع.
بدوره توجه قائد مقاومة المديرية برسالة شكر إلى الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية القادمة من مديرية كرش، والتي باتت تُشكل قوة جوهرية في سبيل تحرير مديريات تعز.

كما طالب من قائد محور تعز بإيلاء الاهتمام للعزلة وأبنائها المقاومين، لوقوعها ضمن المحور الذي يقوده، والذي من شأنه أن يُسهم في تحريريها والالتحام بالجبهة الشرقية، معتبراً صمته الحالي بأنه خذلان ليس للمنطقة فقط بل لتعز بشكل عام.
حصار وتعسفات
وأوضح المدير العام بأن سكان المديرية باتوا يُعانون الاستبداد والحصار  والانتهاكات وكذا الجبايات التعسفية أو ما تسميها المليشيات بـ«الخمس».

وأكد في تصريحه لـ«الأيام» أن «الانقلابين مازالوا يقومون بعمليات التدريب لمجنديهم في معسكرهم الجديد في منطقة (شعوب بني علي وسط الشرمان)، لرفد جبهاتها في ريف المحافظة»، مناشدًا قوات التحالف العربي وقيادة الشرعية «الإسراع في عملية تحرير المديرية من قبضتهم».
حياة شبه متوقفة
وأصبحت الحياة في عزلة حوامرة شبه معطلة، كتوقف الكثير من المدارس فيها منذ ثلاث سنوات، وتوقف المستوصف الوحيد في المنطقة، مع غياب لمقومات الحياة الأساسية فيها، الأمر الذي جعلها تعيش خارج التغطية لكل الخدمات.
وخلفت المليشيات الانقلابية الكثير من الماسي في المنطقة وما تزال تُعاني من قذائفها العشوائية المتساقطة بشكل متواصل حتى اليوم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى