الحكم في قضية اغتصاب طفل المعلا بين مرحب به وممتعض ومطالب بتعديل القانون

> عدن «الأيام» رعد الريمي

>
 عقدت أمس الأول الخميس محكمة الميناء (التواهي) بالمجمع القضائي بمديرية خور مكسر بالعاصمة عدن آخر جلساتها العنلية والمستعجلة بقضية اغتصاب طفل المعلا (حي الكبسة).

وبدأت الجلسة في غياب المتهمين، الأمر الذي استدعى سؤال القاضي للنيابة عن المتهمين والتي أجابت انهم في طريقهم للمحكمة، وعزت سبب تأخرهم الى الأجواء التي شهدتها عدن من أمطار ورياح صبيحة الخميس. وقرر القاضي رفع الجلسة وإعلان استراحة لمدة عشرين دقيقة إلى حين حضور المتهمين وذلك لغرض سماع الحكم.

وباستراحة الجلسة أبلغت الشرطة القضائية القاضي قيام شخصين بتصوير الطفل الحدث تربطهما صلة بالمتهمين، ما استدعى احضارهما والتحقيق معهما.

وسأل القاضي من قاما بتصوير المجني عليه قائلا: هل صورتم المجني عليه؟ فأجابا بنعم، وشهد أحد الحاضرين أن واحدا ممن قاما بتصوير الحدث قذف وتلفط بألفاظ نابية وسوقية بحق المجني عليه، حينها أمر القاضي بالتحفظ عليه ومصادرة تلفونه.
وبرغم الأجواء والأمطار والرياح التي شهدتها عدن صباح الخميس والمتزامنة مع انعقاد الجلسة غير أن قاعة المحكمة شهدت اكتظاظا شديدا من قبل مواطنين وناشطين وحقوقيين وصحفيين، رفعوا أثناء تواجدهم لوحات وعبارات طالبوا فيها بالقصاص من المتهمين إنصافا للطفل.

وعقب الاستراحة أُحضر المتهمون الثلاثة الذين مثلوا إلى يسار القاضي بغير قفص وهم يرتدون بزة السجن وتحيط بهم الحراسة الأمنية المشددة.
وعقدت المحكمة جلستها حيث تلا رئيس المحكمة القاضي علي صالح القحيف الحكم والذي جاء في ديباجة الحكم انه «وبعد الاطلاع والتأمل بكل ما حوى ملف القضية الجنائية وعلى ما جاء بتحقيقات النيابة العامة فقد توصلت المحكمة إلى عقيدة وقناعة تامة لهذه الجلسة العلنية.

وأن المحكمة مقيدة بالأدلة وبعيدة كل البعد عن الاحكام العاطفية لكون الأحكام تخضع لميزان العدالة من حيث ترجيح الحكم بالعدل بالبراءة او الإدانة.
وعليه فقد حكمت المحكمة بإدانة المتهمين الأول (عمار جعبل عبد الله) والمتهم الثالث (صالح بن صالح عبيدان) بجريمة التعدي بالاغتصاب على الحدث الطفل (س.ع) وقضت بمعاقبتهما بالحبس عشرة سنوات لكل منهما مع النفاذ، على أن تحسب مدة حبسهما من بداية القبض عليهما.

وقضت المحكمة ببراءة المتهم الثاني (منيف ناجي عاطف) من التهمة المنسوبة إليه لعدم كفاية الأدلة.
وأمرت المحكمة بمصادرة تلفوني المدانين الأول والثالث والمحددة أوصاف التلفون بالحكم لصالح خزينة الدولة، كما أمرت بإتلاف الصور الإباحية وتكلف النيابة بذلك.

وقضى الحكم برفض الدعوى المدنية من المدعي الطفل الحدث ضد المدعى عليه الثاني منيف ناجي المطالبة بالتعويض وفقا لما بينته حيثيات الحكم.
كما قضى منطوق الحكم بقبول الدعوى من المدعي الطفل الحدث والمقدمة من والده بوكالة محاميه ضد المدعى عليهم عمار وصالح بشان التعويض شكلا وإلزام المدانين الأول والثالث بدفع مبلغ وقدره عشرة ملايين مناصفة بينهما تعويضا عما لحق بالمجني عليه من ضرر مادي ومعنوي.

وأمرت المحكمة بمنطوقها إلزام المدعى عليهما الأول والثالث بدفع (200.000) ريال يمني مخاسير التقاضي واتعاب المحامين.
وعقب النطق بالحكم سألت المحكمة النيابة العامة عما إذا كان لديها شيء فردت بأنها تحتفظ بحق الاستئناف.

كما تقدم محامو المجني عليه ومحاميا المتهمين الأول والثالث بالاستئناف.
وشهدت القاعة سخطا مجتمعيا من قبل الحضور الشعبي والحقوقي الذين عبروا عن استنكارهم للأحكام الصادرة واعتبرها الكثيرون مخيبة للآمال.

فيما اعتبر محامون وحقوقيون وناشطون مدنيون الحكم سليما، منوهين إلى أن عقوبة الاغتصاب في المشرع اليمني تحتاج إلى تعديل لتتناسب مع ما جاءت به الشريعة الغراء.​​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى