الإهمال والأخطاء الطبية زادت من معاناة الجرحى

> عدن «الأيام» كيان علي شجون

>  لا يزال جرحى الحرب يعانون الأمرين، فبعد تسفيرهم إلى الخارج لتلقي العلاج لم يجدوا الاهتمام والعناية اللازمة، ناهيك عن الأخطاء الطبية الفضيعة، فلم يكن لهم خيار آخر إلا العودة إلى أرض الوطن.
«الأيام» بدورها تناولت أوضاعهم الصعبة، والتقت بالجرحى العائدين من السودان المتواجدين في مستشفى البريهي بالعاصمة عدن.

يقول نبيل عبد القوي، عسكري في اللواء 35 مدرع: «أصبت بشظية من دبابة بقدمي اليمنى في بداية الحرب عام 2015 في الجبهة الشرقية بتعز، حيث أُسعفت إلى مستشفى الروضة بتعز، وهناك أقروا بأن أتلقى العلاج خارج البلاد، لأن إصابتي كانت بليغة وتحتاج لمستشفى متقدم».

وأضاف نبيل «انتظرت حوالي سنة ونصف كي أسافر إلى الخارج لتلقي العلاج، حتى سافرت في يناير 2017 إلى السودان».
وتابع «قبل السفر طالبت اللجنة الطبية والجهات المسؤولة أن يتم سفري إلى دولة أخرى، نظرا لما كنت أسمع من زملائي الذين كانوا يتلقون العلاج في السودان عن الإهمال الموجود فيها، ولكن المسؤولين واللجنة الطبية أخبروني أن سفري سيكون للخرطوم بعكس زملائي من الدفع السابقة الذين كانوا في مناطق نائية، وعند وصولنا تفاجأت من نقلنا إلى منطقة نائية في الخرطوم».

وأوضح الجريح نبيل أنه «على الرغم من حداثة وضخامة المستشفى وما تملكه من أجهزة حديثها ومتطورة إلا أنها لا تمتلك كادرا طبيا، وهي تعتبر مستشفى تعليميا».
وتابع «كان هناك إهمال كبير من الأطباء السودانيين، حيث أني لم استفد شيئا منهم، بل على العكس تضررت أكثر وعانيت كثيرا خلال السنة والستة الأشهر التي قضيتُها هناك».

وأضاف «عانيت كثيرا من الأخطاء الطبية، ما تسبب بقصر في قدمي على الرغم من أنني عندما سافرت كانت قدماي متساويتين، كما أنني وصلت إلى حد الموت نتيجة إعطائي جرعات زائدة من التخدير».
بدوره، قال الجريح فهمي مشتاق، وهو مهندس دبابات في العقد الرابع من العمر، «سافرت إلى السودان في شهر أبريل 2017، بعد أن أُصبت إصابة بالغة في قدمي وأنا أقاوم الحوثيين في الجبهة الشرقية بتعز في ديسمبر 2016».

وأضاف «من المحتمل بتر قدمي، بحسب قول الأطباء في مستشفى البريهي بعدن، بسبب الإهمال الذي تعرضت له في الخرطوم، وقالوا بأنه يستم تركيب مفصل صناعي للركبة».
وأردف «أُجريت عملية في قدمي بمستشفى آخر في الخرطوم، حيث نُقلت إلى مستشفى في مدينة مروي الطبية بعد إجراء العملية، وبقيت في مستشفى حوالي 8 أشهر، فطالبتهم بأن أعود إلى المستشفى التي أجريت لي العملية، حيث يُفترض أن أعود إلى الطبيب الذي أجرى العملية لي لكن دون جدوى».

وناشد فهمي «جميع الجهات المختصة والسفارة اليمنية في السودان (لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي)، ولا جدوى الآن من عمل مفصل صناعي، بحسب قول الأطباء، كما أن التقارير الطبية التي كتبها لي أطباء السودان كلها خاطئة».

وناشد الجرحى ومرافقوهم العائدون من السودان المتواجدون في مستشفى البريهي بالعاصمة عدن رئيس الجمهورية عبد ربه منصور ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر والجهات المختصة وفاعلي الخير «سرعة علاجهم في مستشفيات متقدمة ومتطورة سواء في اليمن أو خارجها، نظرا لحالاتهم الصحية وإصابتهم البالغة والظروف الصعبة التي يمرون بها وعدم قدرتهم على دفع تكاليف العلاج الباهظة».
وطالبوا بـ«سرعة التدخل السريع في إنقاذ ما تبقى من جرحانا وصرف مرتباتهم المتوقفة منذ عام 2017م، لأسباب لا يعلمونها»، شاكرين مركز الملك سلمان على «تعاونهم ومساعدتهم في علاجهم».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى