الحوثيون يتحصنّون في الحديدة ومقتل 54 شخصا بغارات

> الخوخة «الأيام» أ ف ب

>  عزّز الحوثيون تحصيناتهم في مدينة الحديدة، مستغلين تعليق القوات الحكومية هجومها بانتظار نتائج محادثات مبعوث الأمم المتحدة في صنعاء.
وبالتزامن قتل 54 شخصا بينهم 11 مدنيا في غارات جوية جنوب المدينة المطلة على البحر الأحمر.

وقال سكان في مدينة الحديدة لوكالة فرانس برس إن الحوثيين حفروا عشرات الخنادق الجديدة وسط شوارع رئيسية وفرعية، وحولوا حاويات نفايات ومجسمات خرسانية إضافية إلى عوائق.. وأكد السكان الذين تحدثت اليهم فرانس برس عبر الهاتف أن حفر الخنادق وإقامة العوائق امتد من مدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، الى المديريات والطرق الرئيسية المحاذية.

وذكرت مصادر في القوات الحكومية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، أن تعزيزات عسكرية للمتمردين الحوثيين وصلت إلى مدينة الحديدة، كما استقدمت القوات الحكومية تعزيزات إضافية الى مواقعها عند الأطراف الجنوبية للمدينة.
وأوضحت المصادر أن الطرفين يستعدان لخوض مواجهات جديدة بعد أيام من الهدوء.

وكانت الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف والتي تقود عمليات القوات الحكومية عند الساحل الغربي لليمن باتجاه مدينة الحديدة، أعلنت الأحد أنها أوقفت “مؤقتا” العملية العسكرية من اجل افساح المجال امام جهود مبعوث الامم المتحدة مارتن جريفيثس لتسهيل عملية تسليم مدينة الحديدة “دون شروط”.

وتضم الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة انسانية كبيرة، ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه لكن التحالف يعتبره ممرا لتهريب الأسلحة ولمهاجمة سفن في البحر الأحمر.
ويقود جريفيثس، الذي يزور صنعاء حاليا، جهودا لإقناع الحوثيين بتسليم الميناء والمدينة لتجنب حرب شوارع فيها.
 
54 قتيلا
وبدأت القوات الموالية للحكومة هجومها في 12 يونيو الماضي بمساندة الامارات، وتمكنت من السيطرة على مطار الحديدة، الواقع في جنوب المدينة، بعد نحو اسبوع من المعارك، قبل أن يتوقف الهجوم مع بدء المبعوث الدولي جولات مكوكية بين صنعاء وعواصم مجاورة، سعيا للتوصل إلى حل سياسي.

وتضم القوة التي وحدتها الامارات لشن الهجوم على ساحل البحر الأحمر "ألوية العمالقة" التي ينخرط فيها آلاف المقاتلين الجنوبيين الذين كانوا في السابق عناصر في قوة النخبة في الجيش اليمني، و “المقاومة التهامية” التي تضم عسكريين من أبناء الحديدة موالين لسلطة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

وثالث هذه القوى هي “المقاومة الوطنية” التي يقودها طارق محمد عبد الله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قتله حلفاؤه السابقون الحوثيون في ديسمبر 2017.
ألوية العمالقة الجنوبية
ألوية العمالقة الجنوبية

وأدى النزاع منذ التدخل السعودي الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.

ورغم تراجع حدة المعارك منذ سيطرة القوات الموالية للحكومة على مطار مدينة الحديدة، نفذ التحالف العسكري غارات متواصلة على مواقع المتمردين في مناطق أخرى من المحافظة.
وقالت مصادر طبية في محافظة الحديدة لفرانس برس إن 54 شخصا قتلوا في غارات جوية في مناطق زبيد والتحيتا وبيت الفقية الواقعة جنوب مدينة الحديدة في اليومين الماضيين.
وبهذا يرتفع عدد القتلى منذ بدء الهجوم نحو المدينة إلى 483 قتيلا.

2200 طفل
وأمس الثلاثاء، نشرت منظمة الامم المتحدة للطفولة “يونيسف” إحصائيات جديدة من الاطفال حيال ضحايا النزاع.
وقالت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية للمنظمة، في بيان عقب زيارة إلى اليمن: “رأيت ما أمكن لثلاث سنوات من الحرب المستعرة، بعد عقود من التخلف الإنمائي والتجاهل العالمي المُزمن، أن تفعله بالأطفال”.
وأوضحت “أُخرجوا من المدارس، وأُجبروا على القتال، وزُوّجوا، وجُوّعوا، وهلكوا بفعل أمراض يمكن الوقاية منها”.

وذكرت “فور” أنه منذ عام 2015 “قُتل ما لا يقل عن 2,200 طفل وأُصيب 3,400 طفل بجروح”، محذرة من أن “ثمة 11 مليون طفل في اليمن- أكثر من سكان سويسرا بأجمعهم - بحاجة إلى مساعدة”.
وأكدت ان “يونيسف” تحققت من هذه الأرقام، لكن “من الممكن أن تكون الأرقام الفعلية أكبر من ذلك”. وتابعت “لا يمكن تبرير هذه المذبحة”.

وكانت “يونيسف” أعلنت في يناير الماضي مقتل وإصابة نحو خمسة آلاف طفل منذ التدخل السعودي. وفي مارس 2017، بلغ عدد القتلى من الأطفال بحسب المنظمة 1546 طفلا، بينما بلغ عدد الجرحى من الأطفال 2450 طفلا.
ووفقا للمنظمة، تضررت أكثر من 1500 مدرسة بسبب الغارات الجوية والقصف، ودفع النزاع منذ التدخل السعودي نحو نصف مليون طفل يمني لترك الدراسة.

وكان التحالف العربي رفض ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من بيانات ومعلومات بشأن الأطفال الذين فقدوا حياتهم في النزاع المسلح باليمن.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي: “تطرق التقرير إلى ذكر العديد من الأرقام ونسبها للتحالف، بالإضافة إلى معلومات مغلوطة لم تستق في رصدها على أسس أو معايير وتوثيق لهذه البيانات، وذلك من خلال منظمات محلية دُعمت من الرئيس السابق، عملت على تزويد الموظفين الأممين بهذه البيانات غير الصحيحة”، مؤكداً “عدم وجود حالات لتوثيق مثل هذه الادعاءات سواء كان بالصور أو كان بالمكان أو بالتوقيت الزماني”.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى