إني لكم من الناصحين

> مازن الشحيري

>
نعيدها ونكررها إذا لم تبحثوا عن مصالح شعبكم وتعملوا على تحقيق أهدافه بعد كل هذه التضحيات مستغلين هذه الفرصة التاريخية التي لن تتكرر مرة أخرى في الزمن القريب على الأقل فلا تلوموا إلا أنفسكم، والتاريخ سوف يذكركم كما ذكر آخر ملوك الأندلس الذي خرج منها بعد حكم تجاوز 800 سنة وبكى عند خروجه من مملكة أجداده وآبائه، فقالت له أمه المقولة الشهيرة (ابكِ كما تبكى النساء على ملك لم تحافظ عليه كما يحافظ عليه الرجال).. فأنا شخصيا لا ألوم أي طرف بغض النظر أكان حليفا أو معاديا لنا (إصلاح - إخوان مسلمين - شرعية - إمارات - سعودية - إيران - حوثي - أمريكا - أمم متحدة...الخ)، فكل دولة أو فصيل أو منظمة تبحث عن تحقيق أهدافها ومصالحها بغض النظر عن أهدافها أكانت تخدمك أو تضرك، لكن اللوم يقع على قيادتنا الجنوبية التي يعول عليها الشعب الجنوبي الذي ضحى بالغالي والنفيس حتى يصل لما وصل إليه اليوم، وبفضل تضحياته تلك صرتم قادة لهذا الشعب بغض النظر عن وجود من يعارضكم أو من يتفق معكم فأنتم الآن فى موقع المسؤولية، وأنتم الآن أمام مفترق طرق في ظل الصراع بين كل الأطراف داخليا وإقليميا ودوليا. أما أن تكونوا على مستوى المسؤولية وتكونوا قولا وفعلا ممثلا لهذا الشعب أو أنكم تتحولون إلى أداة من أدوات الصراع الحالي وتجرون خلفكم الشعب بكامله إلى هذا الصراع الذي في آخر المطاف سوف نخرج منه بخفي حنين، كما يقول المثل.

 ماذا تريدون أكثر مما هو موجود حتى نلمس أن فعلا تضحياتنا لم تذهب هدرا، الأرض بحوزتكم والسلاح معكم، وأهم من هذا كله الشعب معكم، فماذا أنتم فاعلون؟!.. فعلى سبيل المثال إلى الآن ونحن داخلون على السنة الرابعة منذ التحرير ولم تستطيعوا حتى فتح قناة فضائية واحدة جنوبية رغم أننا قبل الحرب وأيام الاحتلال اليمني كان لدينا قناتان فضائيتان. تحالفوا مع من تشاؤون لكن تحت سقف تحقيق أهداف الشعب الجنوبي.. هل العرادة محافظ مأرب يمتلك ما تمتلكون من أرض وشعب وقضية حتى يفرض على سبيل المثال بيع الدبة البترول بالسعر القديم 3500 ريال نظرا لظروف الناس وأن البلاد بحالة حرب ويضرب بالحائط قرار الشرعية ومأرب جزء منها أم هي الشجاعة أم ماذا؟

هل هو أقوى منكم عندما شغل مصفاة النفط في مأرب؟، هل هو أقوى منكم عندما يجمع إيرادات الغاز والنفط والمنافذ في مأرب ويستخدمها لتنمية بلاده وتثبيت حكمه، هل هو وطني وأنتم لا أم ماذا؟
لماذ الحوثي فرض الأمن والأمان في صنعاء رغم وجود آلاف الإصلاحيين ومصالحهم هناك تعمل والكل يعرف ولم يتحجج بشماعة الإخوان المسلمين.. هل هو رجل دولة وأنتم لا.. أم ماذا؟ وغيرها الكثير الكثير من الأمور التي تؤسس للدولة يفعلها غيركم وأنتم في سبات عميق!

خلاصة الموضوع، الجنوب ودولته لن تأتي بشعارات ورفع أعلام والرضوخ لكل ما يملأ علينا. الدولة سوف تأتي إذا أصلحتم أنفسكم أولا وحاسبتم الفاسدين منكم أو ممن يتبعكم وبفرض إرادة الشعب على أرض الواقع فعلا وقولا في كل نواحي الحياة، بغير ذلك لن تحققوا شيئا، وستبكون يوما مثل النساء على وطن لم تحافظوا عليه كما يحافظ عليه الرجال!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى