الحقوق لا توهب بل تُنتزع

> محمد سعيد الزعبلي

>
بفضل الله تعالى، وبدعم قيادة التحالف العربي، وبصمود واستبسال المقاومة الجنوبية وتضحياتها الجسام، تم تحرير عدن وبقية مناطق الجنوب، إلا القليل منها، من جحافل الغزو الحوثعفاشي في العام 2015م، وخلال فترة زمنية وجيزة قياساً بمقاومة الفيد في المناطق الشمالية التي لم تستطع تحرير محافظة كاملة طيلة ثلاثة أعوام من الحرب، وهذا يؤكد صدق ووفاء وإخلاص شعبنا الجنوبي الأبي مع قيادة التحالف العربي باعتبار شعبنا الجنوبي شريكا أساسيا في التحالف العربي لمناهضة التمدد الفارسي في اليمن.

 هكذا كان شعبنا ومازال مشاركاً لقيادة التحالف العربي في المعارك الدائرة اليوم في المناطق الشمالية ومنها الساحل الغربي ضد المتمردين الحوثيين، إلا أن ما يؤسفنا حقاً هو أن شعبنا الجنوبي موجوداً في جميع الجبهات وغير حاظر في المفاوضات.. تضحياته شاهدة في العديد من الألوية العسكرية، وقضيته العادلة والمشروعة منسية، هل هذا هو جزاء الإحسان؟!.

هناك من يعملون اليوم بصورة ممنهجة لزيادة حجم المعاناة لشعبنا في عدن خاصة والجنوب عامة، تلكم المعاناة التي بلغت حداً لا يطاق، اغتيالات وخوف ورعب وغلاء معيشة وغياب للخدمات وتدهور قيمة العملة، والقائمة طويلة.
 الحرب في الشمال والمعاناة في الجنوب لفرض إذلال شعبنا وتركيعه بقبول ما يملأ عليه، ولكن هيهات لأولئك الحاقدين والواهمين وسحقاً لهم. ولكن ماذا بعد؟!

 أعتقد أنه يجب اليوم على المجلس الانتقالي تغيير استراتيجيته الداخلية طالما وجميع المحافظات الجنوبية بأيديهم والشعب الجنوبي باغلبيته الساحقة معهم، والعمل على تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة لتحريك المياه الراكدة إقليمياً ودولياً بدلاً من أن نستمر في التوسل إلى من لا يستجيب لنا، وبهذا سوف تتغير المعادلة داخلياً وخارجياً، وهو ما سيلفت انظار جميع الأطراف اللاعبين إلينا بكل تأكيد، وعلى الأقل يصبح الجنوب حاظراً في أي مفاوضات قادمة، باعتبار الحقوق لا توهب بل تنتزع. هذا ما أراه من منظوري الشخصي ضرورياً عاجلاً غير آجل لاختصار المسافة وإنقاذ شعبنا مما هو فيه اليوم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى