اتحدوا يا أبناء الجنوب

> سعد ناجي أحمد

>
إن الشعب الجنوبي العظيم الذي مر بمراحل ومنعطفات سياسية واحتلالات عسكرية ومؤامرات دولية ومحلية منذ الوحدة العقيمة والفاشلة التي نحن اليوم نعيش نتائجها الوخيمة ونكتوي بنارها، ونتحمل مصائبها الدامية، ولكن ورغم كل ذلك فقد استطاع الشعب الجنوبي وقياداته المناضلة التعامل مع كل الأحداث والمنعطفات والمؤامرات بكل عقلانية وحكمة.. فانطلاق ثورة الجنوب السلمية شكلت نقلة نوعية في حياة الجنوب وشعبه، وحققت نتائج سياسية واجتماعية، ومثلت رقما قياسيا يصعب تجاوزه محلياً وإقليمياً ودولياً.

هاهي الطامة الكبرى حركة التمرد الحوثي وتحالفه مع المد الإيراني وانقلابه العسكري على شرعية الرئيس هادي، مثّل ذلك تآمرا خطيرا أستهدف الرئيس هادي واحتلال الساحة الجنوبية عسكرياً، وهذا المنعطف الخطير الذي يديره التمرد الحوثي والمد الفارسي يهدف للقضاء على السيادة العربية وفرض النفوذ الإيراني بالتحكم على باب المندب والملاحة الدولية. هذا الوضع التآمري استطاع المناضل البطل والزعيم العربي الأصيل الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وكذلك الإمارات العربية الأصيلة، التصدي له بكل شجاعة وعزيمة وقوة، وإعلان قرار التحالف العربي بانطلاق «عاصفة الحزم» لمواجهة التمرد الحوثي والمد الفارسي، وبهذا كان شعب الجنوب السباق في إعلان موقفه الواضح والمبدئي مع قوات التحالف العربي، وشكلوا موقفا واحدا وروحا وجسدا واحدا، واختلط الدم الجنوبي بدماء شهداء التحالف العربي معا في مختلف ساحات القتال في الجنوب، حتى تحقق النصر العظيم في الساحة الجنوبية التي مثلت البوابة الأولى لانتصار السيادة العربية، رغم الصراعات الدولية التي حاولت فرض النفوذ وطول أمد الحرب بالساحة اليمنية لغرض تحقيق بعض الأهداف والمصالح السياسية الدولية.

ورغم كل تلك المؤامرات إلا أن الجنوب الذي مثل بوابة الانتصار الأولى للسيادة العربية لايزال يؤدي دوره النضالي جنباً إلى جنب مع قوات التحالف العربي.. وبهذا أصبح شريكا حقيقيا للتحالف العربي، وبات الجنوب وقضيته العادلة تناقش وتتبلور على المستوى الدولي، وبات الجنوب وشعبه ومجلسه الانتقالي طرفا في الحوارات والمعادلات  السياسية.

فدولة الجنوب قادمة قادمة لا محالة بإذن الله تعالى.. ويا أبناء الجنوب العظيم، اتحدوا وتعاونوا أكثر من أي وقت مضى.. كلا ولن يتحول الجنوب إلى غابة!
هناك أمل كبير يتطلع إليه الجميع بإعلان الحكومة الجديدة وقمة الكويت القادمة التي منها نتفاءل بالأمل من كل ذلك خيراً، بانفراج للأزمة وكسر حواجز عقدة المماحكات والخلافات والمؤامرات التي تستهدف الجنوب ومجلسه الانتقالي والرئيس هادي والتحالف العربي والملاحة الدولية في هذه الظروف الدقيقة والحساسة، والتي يتربص من خلالها الأعداء لزعزعة الأوضاع، وخاصة بالساحة الجنوبية، وتحويل الانتصارات العظيمة إلى هزيمة.. وهنا ستكون الجريمة التاريحية، فاحذروا تربص الأعداء والمتآمرين، فالظروف قد بلغت ذروتها، لا تحتمل النكاية والأوجاع، فالناس جياع والحالة المعيشية صعبة والخدمات متردية لا تتحمل تلك الأعباء
والتراكمات الهائلة، فاتقوا الله يا أصحاب القيادة، وارحموا من في الأرض يرحمكم وينصركم من في السماء.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى