التدمير في صنعاء والاستنزاف في عدن !!

> عياش علي محمد

> عدن ليست لديها (معدة) تتحمل تكاليف الحرب المادية والبشرية، والشيطان ليس في صنعاء وحدها، والأخطار السياسية تحوم على مدن اليمن بأسرها.
الحرب في اليمن ليست بين الصرب والكروات ومسلمي البوسنة والألبان، ولا الحرب الدائرة في اليمن ضد الفاشية أو النازية عندما تستهلك الحرب كل هذه الفترة التي تجاوزت فيها مدة هذه الحرب قرابة الأربع سنوات وهي المدة التي تمثل حرباً عالمية كبرى.

الحرب في اليمن هي حرب بالوكالة، سيكتب التاريخ حروفها بالدماء، وسترسم خرائطها بأشلاء الضحايا، يستفيد من هذه الحرب شركات الصناعات الحربية، وكذلك سماسرة الحروب التي فاقت ثرواتهم بسبب هذه الحرب ثروات الطبقات الوسطى في العالم، ورموز الحكومة الشرعية التي فاقت أعدادهم من دخلوا منتدى الثراء في العالم.

الكل صامتون عن هذه الحرب، ومعظم الصامتين هم الذين بأيديهم يمنعون توقف هذه الحرب، وبأيديهم لا يريدون تفعيل البند السابع من ميثاق الامم المتحدة، وبأيديهم تطويل مدة هذه الحرب، ولأن الحرب في اليمن طالت بسبب عدم تدخل الدول المعنية الكبرى لوقف هذه الحرب، ولهذا تدمر اليمن شمالاً وجنوباً في بناها الأساسية وفي مواردها البشرية والمادية والطبيعية والكل ساكت، لكن العويل في صنعاء والبكاء المر في عدن لا يزال مستمراً .

هل هناك إمكانية لنقل اتفاقية دايتون (Dayton) حول يوغسلافيا إلى اليمن، يتحدد فيها مسار الحرب، توضع فيها التوازنات القومية، وتحترم الانقسامات الجغرافية، وتستحدث محاكم لمثيري هذه الحرب، وتحمي النازحين وإرجاعهم إلى بيوتهم ولم شملهم بسلام، وإعادة صياغة يمن جديد خال من الحروب، ومن الفقر والبؤس والتعاسة. الحرب في اليمن بلا هوية، وبلا سياسة، وبلا إيدلوجية، ولكن لها تفسير واحد وهو إذا لم تستطع أن تقضي على خصمك المباشر في ظرف أيام معدودة، دعه يعاني من التدمير لسنوات طويلة، حتى تتجنب ردات فعله المباشرة.

وهل عدمت لغة التخاطب والدبلوماسية في إيجاد أرضية مشتركة تلبي احتياجات ومصالح المتحاربين فيما بينهم، أم أن لغة الكلام معطلة ولا يوجد تفاهم إلا بقوة النيران والتدمير.
وما ذنب أبناء عدن يبكون قتلاهم ويتحسرون على جرحاهم، وفوق ذلك ما يعانونه من سوء الخدمات (الكهرباء والمياه) والرواتب وارتفاع الأسعار والعمران الذي تراه في كل شوارع عدن منفلتاً من عقاله ولم تمتد إليه يد (النباة) لإعادة عمرانه، كل ذلك يجعل عدن تبكي تاريخها وعظمتها وحضارتها، وتحولت عدن بسبب هذه الحرب إلى ثكنات حربية ومليشيات، وميادين حرب، وذهبت عظمة عدن المدنية والتجارية، وذهبت معها الصروح الصحية والثقافية والأدبية والفنية.. لهذا عدن تبكي.. وتبكي ولا أحد يبلل دموعها ويواسيها بسبب العقدة المميتة بأن عدن كانت هي الأفضل شهرة ونقاء وفتنة من بقية بقاع الدنيا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى