رسالة إلى أشقائنا في الشمال

> عادل المدوري

>
ليس كل الشمال أعني ولكن شمال الشمال تحديداً صنعاء وصعدة، معقل أئمة الزيود، فهي مناطق لهواة الفوضى والاستيلاء والسيطرة والطامعين في خيراتنا منذ القدم.. المتآمرون في الماضي هم أنفسهم المتآمرون اليوم على بلادنا «الجنوب العربي»، أو كما كان يسميه في الماضي المؤرخون اليمنيون «بلاد المشرق»، فلدينا تجارب قديمة وتاريخية لم ولن تنسى مع حكام صنعاء وصعدة وعنجهيتهم وفسادهم وبطشهم وجهلهم بالتاريخ.

تعرضنا لأذى أنظمة صنعاء السابقة، واكتوينا بنار الحروب التي فرقت بيننا وحجبت بين الخلة، ووسعت الهوة حتى أصبح الاجتماع شؤما بعد أن كان قوة، وصار الالتحام لعنة بعد أن كان رحمة، حُقَّ لنا أن نحمل كل هذا الحقد، وأن تلتهب صدورنا كلما تذكرنا تلك المآسي، التي تتقزز منها الأنفس وتقشعر لها الأبدان، لأن من سامنا كل هذا الهوان كانوا إخوتنا في الدين واللغة والجيران.

قُتل منا الآلاف، ونزح الآلاف، وسجن الآلاف، وفقد الآلاف في حرب غير متكافئة وغير مبررة، لم نتلقَ التكريم المطلوب بأن كنا أول من نادي بالوحدة فعلا، حين كنتم لا تفكرون إلا بحسابات الربح والخسارة، ودخلتموها على مضض، بينما أتيناكم هرولة إلى صنعاء، وضحينا بمناصبنا وحظوظنا في الحكم من أجل قيام «الجمهورية اليمنية» التي كان لها ثقلها في الوطن العربي وصداها في دول العالم اجمع. كنا صرحاء في أقوالنا، أنقياء في ألبابنا وقلوبنا، مخلصين لكم، ولكن جزينا جزاء سنمار.

أشقاؤنا في الشمال.. يجب أن تدركوا جيداً أن المعادلة اختلفت والوضع اليوم مختلف تماما عما كان عليه في التسعينات على كافة الأصعدة، نحن وانتم بحاجة إلى فك الارتباط الفاشل الذي جلب لنا الدمار والفقر والأمراض والعودة إلى ما كنا عليه قبل عام 1990م، دولتين مستقلتين وبلدين وعاصمتين بالطرق السلمية بدون عنف أو إراقة مزيد من الدماء، وهذا الخيار هو الأفضل والأصلح لنا ولكم، فأنتم أشقاؤنا وإخواننا ومن الأفضل والأجمل أن نكون أشقاء جيرانا متحابين ولا نكون موحدين متباغضين متناحرين.

بعد اجتياح الجنوب في عام 1994م واحتلالها وتكرار الاجتياح عام 2015م وتدميرها من الصعب جدا لنا كجنوبيين أن نناقش معكم حلا سياسيا والبقاء في الوحدة.. وبالتالي من الحكمة أن نضمن قيام دولة مستقرة بالجنوب وتأمين عدن وباب المندب.. فهذا الوضع يعطي المشروعية لقيام دولتنا وعامل مساعد للأمن والاستقرار في المنطقة.. دولتنا التي كانت إلى وقت قريب في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، ولديها اتفاقية حدود مع سلطنة عمان الشقيق والمملكة العربية السعودية الشقيقة قبل الوحدة.. وهذا هو رأي الصقور في قيادة التحالف ودول الخليج العربي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى