«الأيام».. تاريخ من العطاء والإبداع

> جهاد عوض

> هلت قبل أيام ذكرى مرور 60 عاما على تأسيس صحيفة «الأيام» تحت راية مؤسسها الراحل محمد علي باشراحيل، رحمة الله عليه، في 7 أغسطس 1958م.
صدرت عددها الأول في تحدٍّ واضح لنقص الإمكانيات والاعتمادات التي بين يدي مؤسسها آنذاك، إلا أنه كان يحمل هدفا ومبدأ ثابتا يراد تحقيقه من خلالها، ووضعها نصب عينيه لأن تكون «الأيام» منبرا حرا وصوتا لأصحاب الفكر المستنير، وصوت المظلومين والمقهورين.

أراد أن تكون لها رسالة وحضور فعال في المشهد السياسي والثقافي في المجتمع اليمني، كانت عدن حينها حاضرة اليمن والجزيرة العربية بشكل عام، وتتشكل فيها إرهاصات وبدايات الحركات العمالية والوطنية.
وكان لـ«الأيام» دورها الريادي والتنويري في تبني وتصدر المشهد، سواء سياسيا أو ثقافيا، في عدن وما جاورها.

وفي مسيرتها الحافلة المضيئة مرت بمحطات ومنعطفات وأحداث محبوكة ومدفوعة من جهات وشخصيات للتأثير عليها وخفض صوتها العالي، وحرفها عن مبدأها ورسوخها الثابت من قول الحق والحقيقة للناس والمجتمع.
وتحملت جراء ذلك مختلف الحملات والمتاعب لترويضها وإخراجها عن الخط والطريق الذي أسست من أجله، وهذه ضريبة متوقعة وفاتورة يدفعها الكثيرون ممن يعملون في عالم الصحافة.

مرت 60 عاما، أصبحت «الأيام» مؤسسة إعلامية بذاتها ومقامها وفي مصداقيتها وتوجهها الوطني، تعتمد على تحقيقاتها وحواراتها المباشرة مع أصحاب القرار، وتقوم بطرح مختلف القضايا وتغطيتها للأحداث ذات التأثير المباشر على المواطن من مصدرها وفي أثناء حدوثها بمضمون الحقيقة ولا سواها، دون تلميع أو انحياز لطرف او جهة حاكمة أو نافذة. 

اليوم، «الأيام» أضحت مرآة وصفحة مفتوحة لمن يحمل فكرا مفيداً ووعيا بناءً، ولمن يحمل هماً وقضية سياسية واجتماعية تهم المجتمع ككل، ولسان حال لمن لا يملك منصباً أو جاهاً.
فـ«الأيام» اسم بارز لما تحمله من مصداقية الكلمة والخبر وعنوان كبير تقف خلفه تجارب ومجهودات السنين الماضية، إنها اسم يشار له بالبنان في عالم الصحافة والإعلام اليمني، تربى وتخرج من مدرستها وثناياها الكثير من الكتاب والصحفيين الذين شقوا طريقهم في عالم الصحافة والأدب، منهم من مازال حيا وموجودا بيننا ومنهم من هو تحت الثرى، ولها قراؤها ومعجبوها من كل مكان وزمان الذين ينتظرون بشغف صدورها ووصول عددها اليومي إليهم.

الكلام عنها يطول ويطول، فمشوار ستين عاما لا يمكن أن نختصره أو نختزله في مقال أو عمود صحفي، بل يحتاج لصفحات وأوقات كثيرة، وكتاب وباحثين يستخلصون جواهر الكلمات من مواضعيها، من تاريخها ومسيرتها الحافلة بالعطاء والإبداع. 
وبهذه المناسبة العزيزة لا يسعنا إلا أن نتمنى التوفيق والنجاح للقائمين عليها والعاملين فيها وللسادة القراء الذين هم الكنز الحقيقي والدافع الرئيسي لديمومتها واستمرارها.   

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى