> همام عبدالرحمن باعباد
تبقى «الأيام» الصحيفة الأولى في الوطن رغم عدم حصولها على إمكانيات غيرها من الصحف التي بحكم تعبيرها عن الحكومة أو الأحزاب السياسية وجدت دعما أكثر وتسهيلات أكبر فانعكست فيها تلك الميزات في شكلها دون مضمونها، إذ لا تجد التناسب حاصلا فيها بسبب تبنيها لوجهة واحدة تصل أحيانا لدرجة الرفض من القراء الذين يحرصون على مطالعة وجهات النظر المختلفة بما يظهر الحدث في قالب مقبول بحكم شمولية الطرح وسيادته على المضمون وهو ما يفتقر للصحف ذوات التوجه الواحد بحيث يبرز الحدث من زاوية واحدة وبما يناسب سياسة التوجه السائرة عليه لا أقل ولا أكثر.
ولا أخفي هنا إعجابي بطريقة عرض «الأيام» للأحداث والمشكلات في الوطن منذ إن تابعتها في سن مبكرة، وكانت تستهويني قراءتها بدءا من مطالعة العناوين البارزة أعلى صفحتها الأولى ثم ولوجاً إلى الصفحات الداخلية، وصولا إلى الصفحة الأخيرة التي تضم الأقلام الكبيرة، ومنها: نجيب يابلي، عبدالرحمن خبارة، عبده حسين أحمد، محمد سالم قطن، فضلا عما ينشر في صفحة (شكاوى وتظلمات)، ومرورا على الاستطلاعات والتحقيقات و(الأدب الجديد)، (أنت تكتب ونحن ننشر)، (الأستاد الرياضي)، وأخبار المحافظات والمديريات التي يرصدها أسطول من المحررين الذين لا يتركون شاردة ولا واردة إلا وضمنوها في هذه الصحيفة اليومية، وهي التي تواكب تطورات الساحة الوطنية بالنقد والتحليل.
ولا يغيب عن نظري الآن أن أصف تهافت المواطنين على شراء الصحيفة، فبعضهم يسارع في اقتنائها فور وصولها ولربما أتى بعضهم من مناطق أخرى لشرائها، فيما كان بعضهم خصوصا أصحاب المحلات التجارية تحجز نسخهم بناء على اتفاق شبيه بطريقة الاشتراك في الصحف والمجلات، ومنهم من يشتري الصحيفة عندما يشاهد البائع يتجول بالصحيفة كما إني أتذكر ذلك البائع المتجول الذي يلفت الأنظار بندائه: (أخبار اليوم.. أخبار اليوم)، ولا تفوت الإشارة هنا إلى أن للسعر دوره في الإقبال على الشراء من عدمه؛ إذ كانت الصحيفة تباع بعشرين ريالا ومع علمي بتكاليف الطباعة والشحن إلا إن القارئ العادي لا يعد التكاليف في حسبانه أو اهتماماته وإنما ينظر من ناحية ما يناسب حالته المادية فقط.