«الأيام» الحلوة..!

> محمد العولقي

> * لماذا تبقى صحيفة «الأيام» هي الأصل في الريادة والفصل في القيادة..؟
سؤال من قارئ طار إلى (جوالي) بنفس سرعة طيران (زين العابدين) إلى السعودية، فتوجب عليّ الإجابة بما قلّ ودلّ..
* نعم، «الأيام»، وبكل تواضع، هي الرائدة في دنيا الإعلام  والأصل في التناول، هذا لأنها طوال ستين عاما (قيادة) ظلت لسان وحنجرة وقلب وضمير كل قارئ متعطش للخبر اليقين والتحليل الرصين، وكشف مستور السر الدفين..
* الانتماء الوطني لـ«الأيام» نقطة ارتكاز  توازن في الطرح وفي التناول وفي قراءة ما بين السطور، ولعل هذا الحياد المهني في قراءة خريطة العلل جعلها المطلوب رقم واحد عند المواطن طوال ستين عاما من الركض في مختلف الميادين..
* حاولت بعض الصحف الانتهازية تقليد «الأيام» ومزاحمتها في الساحة وخلخلة مبادئها الوطنية عند محبيها، لكن إنتاجها (الأصفر) كشف عن بطون تقتات على فتات النظام، فالبيضة الرديئة من الغراب الرديء..
* ولدت صحف أخرى وماتت في المهد، خرجت المتشبهات بـ«الأيام» من بين كهوف الأنظمة وصالونات الأكواخ، خرجت بلا حياة، بلا صدق ولا مصداقية، لم تهتز «الأيام»، بقيت شامخة لأنها الأصل ودونها التقليد، لأنها خط الدفاع الأول عن مصالح الفقير والمعدم والمظلوم المرغم، لم تبتز سياسيا، ولم تدخل جيب الحاكم، ولم تساوم على أمانتها ورسالتها تجاه قضايا الأمة مهما كانت المغريات..
* مشكلة «الأيام» مع صحفيي (الكوكوت) وكتّاب (الساندويتش) وطرشان الزفة السياسية أنها لسان المواطن، منبره الحر، صوته في الساحات، وملاذه في النائبات، لم يفهم ماسحو أجواخ السياسة أنها صحيفة شعب أصلها ثابت وفرعها في السماء، فليس بين صفحاتها تواجد للصحفي (العاق) والكاتب (المعاق)، و آخرون (مفسبكون) لا نرى في كتاباتهم لا مهنة ولا صحافة ولا فحوى، باستثناء غباء ممل وتناقض في الرأي مع من يدفع أكثر..
* لم تكن «الأيام» مجرد صحيفة قرطاسية تداوم على الحضور في الأكشاك والمكتبات مع طلوع الفجر فقط، بل كانت ولا زالت الأم التي تعد شعبا طيب الأعراقِ..
* تتراقص أرقام التوزيع التي لا تكذب ولا تتجمل وهي تؤكد العلاقة الحميمية بين «الأيام» ومحبيها، فهي المصدر الموثوق حيث تلتقي فنون الطرح الموضوعي مع التناول المحايد الحاضن للإنصاف بعيدا عن التعصب وتمجيد الأنظمة ..
* في «الأيام» تستوي كل فنون التحرير وتلتقي تحت ظلالها كل الأقلام التي تخوض سباقا محموما، حيث يكون الطريق إلى النشر محفوفا بجودة المادة وليس اسم الصحفي أو مكانته..
* ولـ«الأيام» معجم لغوي يغربل المواد يطحنها وينقيها من شوائب النحو والصرف، فأي خطأ لغوي أو نحوي قد يعلن حالة طوارئ عند (سيبويه) الذي مات وفي نفسه شيء من (حتى)..
* إن التفكير العقلي لون من ألوان الحرية، والحرية لا تتجزأ، فإذا كانت سجينة فكيف يتحرك العقل بحثا عن حياة أفضل، هذه مقولة فرضها مؤسس «الأيام» قبل أن تتحول إلى نصيحة على لسان الكاتب المصري (أحمد بهجت)..
* لم يسبق لأي مطبوعة استأثرت بكل هذا الإجماع الشعبي حول هويتها ورسالتها وعمقها في تناول وتحليل الحدث وقدرتها على معالجة الخلل والزلل، «الأيام» فقط من تفعل ذلك بحس وطني وعقل مفتوح على كل الآراء..
 لو أن الرئيس ولّى أمر عدن إداريا لفرسان «الأيام» لرأيتم مجتمعا مدنيا راقيا، هذا لأنها أصل وفصل الريادة المدنية عقل وضمير (عدن)، وغيرها مجرد (فالصو) لا يهمه سوى بطنه..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى