الحل الإستراتيجي

> صالح علي الدويل

>
للأمم المتحدة لغتها في تشخيص القضايا والتعبير عنها، فمن سره منها مفرد الآن، ستسوءه منها مفردات قادمة، وأنها مساعٍ بلا ضمانات للجميع، قدمها بلغة أممية وأخذتها لغة الترجيف والتوظيف ضد مشروع الاستقلال لتحصرها بين خيارين: إما التحقوا بشرعية الأقاليم أو ظلوا في الساحات ولن يلتفت العالم لكم، وسينصب البديل، لغة أصبحت من الماضي بعثها التوظيف وألبسها بدلة أممية.

الانتقالي والمقاومة الجنوبية موجودان على الأرض وبقوة، ولم يكونا من عوامل تخريب عمليات التحالف بل شركاء لها على الأرض، والانتقالي عرض ويعرض استعداده لمشاركة الشرعية والإقليم  والعالم في الحل، ومندوب الأمين العام يؤكد في مقابلته أن الأمم المتحدة تقوم بالمساعي، أما الحل فيأتي من اليمنيين: 

«مهمتي هي إيجاد مَواطِن للاتفاق بين الأطراف، وهذا ما يفعله الوسيط. أنا لست مفاوضاً. الحل يأتي من اليمنيين وليس مني وليس من أي شخص آخر. الأمم المتحدة هنا، كما أنا، لخدمة الأطراف للتوصل إلى اتفاق».

الحل سينبعث من داخل البلد بدون تنصيب، ولن يفرضه هو، ولن تفرضه الأمم المتحدة، أو كما قال: بأنه «اتفاق طوعي غير مفروض» فهو فرق بين إيقاف الحرب وصنع السلام وأنهما ليسا شيئا واحدا.

لن يستطيع المجتمع الدولي تمرير أي حل إلا بأخذ متحول مشروع الاستقلال الجنوبي  ومقاومته عامل حاسم، لأنه على الأرض بقوة، فمندوب الأمين العام يصرح بـ«أن التسوية لن تبني السلام، ولكن ستوقف الحرب»، والتنصيب الذي يهلل ويتوعد به البعض فشل في منعطفات ماضية ولن يعززه انضمام منصبين «لحقة» ليحققوا السلام، الجنوب لم يعد ساحات فعاليات سلمية فقط، بل مقاومة قادرة على الفعل وقلب الطاولة، فمندوب الأمين العام يحدد خارطة السلام بأن الأمم المتحدة لن تستخدم القوة ضد أي طرف، إنما ستستخدم عقوبات والعقوبات لم تفلح ضد الحوثي، فحاوره العالم لأن المصالح الدولية والإقليمية متعارضة ومتقاطعة.

حدد مندوب الأمين العام ذلك، واعتبر أن «حل النزاع اليمني أمرا إستراتيجيا للغاية» وربطه بالإقليم وبأهمية الملاحة وأيضا ربطه بجود القاعدة وداعش.. وللوصول للحل الإستراتيجي يتطلب أخذ كل القوى الناعمة والخشنة والعناوين والمصالح المحلية والإقليمية والدولية فتحتها أيضا عناوين فرعية فاعلة لابد أن تكون جزءا من الحل الإستراتيجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى