أيام وراء أيام

> عبدان دُهيس

>
«أيام وراء أيام ونحسبها ثواني».. على وقع هذه الأغنية الشهيرة، الرائعة الجميلة، الممتلئة بالوفاء والحنان، للفنان الكبير الراحل أبوبكر سالم بلفقيه، نحتفل مع «أم الصحف العدنية» معشوقة الشعب، صحيفة «الأيام» الغراء، بكل الحب والوفاء، بمناسبة مرور (ستة عقود) من الزمان، على تأسيسها على يد الصحافي الجهبذ المرحوم محمد علي باشراحيل، طيب الله ثراه، في 7 أغسطس عام 1958م، في مدينة عدن، وبالعمر المديد يا «أيام» إن شاء الله!

«الأيام».. هذه الصحيفة المهنية بامتياز- وأنا من متابعيها بانتظام من الستينات - مرت بمراحل وإرهاصات ومحطات، لا تتسع صفحات وصفحات لتناولها وحصرها، لإلجام صوتها، لكن في كل مرة تخرج «الأيام» منتصرة، رغم كل المطبات، والتآمر «السري والعلني».. ورغم كل الأشواك والحواجز، التي وضعت في طريقها، لماذا منتصرة؟ لأنها اختارت «الانحياز» إلى صف المواطن والمظلومين مهما كلفها ذلك من ثمن.. وفعلاً دفعت الثمن مثنى وثلاث ورباع.. لكنها في كل مرة تمضي إلى الأمام، ولم تخضع ولم تنكسر ولم تنهزم، فهي جبلت على قول الحقيقة، دون سواها من الأقوال الأخرى المتزلفة، ومارست - وتمارس - عملها الصحفي بمهنية عالية ورائعة، ولا تخشى في ذلك لومة لائم، وتحملت المتاعب تلو المتاعب كي ينتصر الحق على الظلم!
أتذكر ونحن نحتفل مع عزيزتنا «الأيام» بالعقود الستة من عمرها المديد - إن شاء الله - ما عانته «أسرة باشراحيل».. وما طال «الأيام» من مضايقات لا حصر لها، ومن حياة التشريد والعذابات.. ففي عهد الاستعمار حوكمت، وفي عهد «الجبهة القومية» أوقفت وأغلقت، وفي «عهد الوحدة»، وبالذات بعد حرب 1994م، في عهد المخلوع الهالك علي عبدالله صالح أوقفت وتعرضت أكثر من مرة لأبشع صور الانتهاكات، وتعرض بالذات رئيس تحريرها الصحافي الكبير المرحوم هشام وولديه للاعتقال والسجن والمحاكمات لمرات كثيرة لا حصر لها، حتى آخر لحظة في حياته والملاحقات تطاله، وما يزال حارسها أيضاً الأسير البطل أحمد عمر العبادي المرقشي في السجن ظلماً من سنوات طويلة، نسأل الله تعالى له فرجا قريبا..

 فيا ترى من ينصف «الأيام» ومن يحقها حقها؟ ليس هناك من منصف في هذا الزمن السيئ سوى الله عز وجل، فهو الذي سينصفها وينصرها على ظالميها، طال الزمان أم قصر..!
 الحديث عن «الأيام» يطول ويطول.. ولي ذكريات طويلة بهذا الشأن سنكتب عنها في مناسبات قادمة، ولنمضي جميعاً مع «الأيام»، وهي تدخل عامها (الحادي والستين).. وقبلة حب ووفاء في جبين كل أسرة تحريرها.. وكل عام والجميع بألف خير!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى