فقراء بالأمس أغنياء باليوم

> فارس حسين السقلدي

>
«مصائبُ قومٍ عندَ قومٍ فوائدُ»، وهكذا لسان حال واقعنا اليوم لدى البعض والمستفيدين حاليا في زمننا وظرفنا هذا، وعلى وجه الخصوص فترات الأيام الأخيرة، ومن خلال مادلت عليه الشواهد الملحوظة والوقائع الملموسة حديثة اللحظة، بل وفي ظل غوغائية الأوضاع وشتات الأمور، وفي ظل الواقع المعاش والهوشلية والفوضى العارمة بما في ذلك موت وانعدام الضمير وضعف الوازع الديني والتجرد عن المسؤولية الوطنية لدى البعض.

نعيش تحت وطأة حرب شعواء لا نعرف نهايتها، حتى أضحت مجرد فيد ومغنم يستفيد منها الانتهازيون، وهذا ما لمسناها وعايشناها، وقد بدأ بالظهور وتضرر منها البعض وتوارى عن الانظار فسرعان ما تبدلت الظروف وتغيرت الأحوال وظهرت بل وبرزت أسمى سمات التفاوت الطبقي بين الغناء والفقر بين فينة وأخرى وخلال عشية وضحاها بسرعة الزمان والمكان ومجريات الظروف، فأصبحت في صراع مستمر في البقاء والعيش، وطغت لغة الغنى والمادة على ماحولها من كل شيء، وأصبحت اللغة السائدة والمهيمنة وسيدة الموقف وصاحبة القرار في الشارع، إضافة إلى الوساطة والمحسوبية وحب الذات وصلة القرابة، فبالأمس عرفناهم كانوا فقراء واليوم أصبحوا أغنياء وزعماء للقوم رغم عدم نضجهم وأهليتهم في الخبرة والكفاءة، فنجد  منهم في سباق دائم للتكسب في الحصول على ما يريده بأكبر قدر ممكن باستغلاله لأوضاع البلاد والأزمات الراهنة بالشكل التي تخدمه وتماشيا مع مصالحه دون النظر للواقع، ولما هو قادم في المستقبل.

إن بقاء الأوضاع على ما هي عليه دون تغيير فعلي هو بمثابة تأخير بعينه لهدف أهم وأكبر وأعظم بالنسبة للشعب، ولهذا لابد من سرعة تلافي كل ما لا يتماشى مع الهدف الذي رسمه وحدده الشعب الجنوبي الصامد، وسرعة إصلاح ما أفسده العابثون بحق الثورة والشعب، وسرعة انتشال الشارع مما هو فيه والحالة التي وصل إليها اليوم، وهذا لا يأتي إلا بتضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد وتكاتف الكل للحفاظ والسير قدما نحو الهدف المتمثل باستعادة وبناء دولة جنوبية مدنية حديثة يسودها النظام والقانون مستقبلا.. إننا اليوم في أمس الحاجة إلى ذلك لما يرضي شعبنا وأمتنا وفق ما قامت عليه الثورة الجنوبية المباركة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى