عيد بلا كبش!

> علاء عادل حنش

>
اقترب عيد الأضحى المبارك لتأتي معه الطقوس المتعارفة لدى المسلمين جميعا فيما يخص فريضة أضحية العيد، التي فرضها الله عز وجل على المسلمين.

ولكن الأضحى الذي يصادف الـ21 من أغسطس الجاري، ومن خلال المستوى المعيشي المتدهورة ينبئ بأن بيوت المسلمين في مدينة عدن الساحلية وجل المحافظات اليمنية ستخلو من «كبش العيد»، الأمر الذي قد يؤدي إلى عدم قدرة المواطنين على تأدية شعيرة من شعائر الله، التي جاءت بعد أن رزق الله تعالى نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام بولد من «هاجر»، سماه «إسماعيل»، الذي أحبهُ حبا شديدا وتعلق قلبه به، فأراد الله أن يختبر نبيه إبراهيم، فأمره أن يذبح ولده الوحيد وفلذة كبده إسماعيل بعد أن كَبُر.

أمر الله تعالى جاء في رؤيا رآها النبي إبراهيم عليه السلام في المنام بقوله تعالى في سورة الصافات «فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ»، فذهب سيدنا إبراهيم لولده وأخبره بما أمره الله، فما كان من النبي إسماعيل عليه السلام إلا أن يستجيب لوالده ولأمر الله بكل حب وطواعية صابرا محتسبا مرضيا لربه وبارا بوالده، فقال «يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ».

نعود إلى عدن الباسلة، واليمن السعيد، اللتان لن تكونا سعيدتين وهما تشاهدان سكانهما يستقبلون العيد بلا أضحية ولا ملابس ولا أطعمة ولا شيء مما هو متعارف عليه سابقا.. يا الله!
نعم، هكذا أصبح الحال، فمن كان يخصص ميزانية لشراء أغراض العيد للمنزل من ملابس وغيرها له ولأطفاله ومبلغ من المال لإعطاء العيدية لأطفاله ليفرحهم ويسعدهم ويدخل البهجة والسرور إليهم، أصبح لا يستطيع شراء الأضحية «كبش العيد».. هل حقيقة ما أقوله؟!

من هول هذا الأمر- ولا تتعجبوا- لم أعد أدرك هل حقيقة أم كذبة أن هناك منازل في عدن وعموم اليمن ستصبح يوم العيد وهي بلا «كبش»، يا لهول الفاجعة!!
فسعر أصغر «كبش» وصل إلى أكثر من 50 ألف ريال وأكبرها قليلا يتراوح سعره من 60 إلى 90، ليصبح شراؤه من المستحيلات، بل ربما من العجائب، سيما من لم تتجاوز مرتباتهم الـ40 والـ50 ألفا، هذا إن قلنا إنهم سيستلمون مرتباتهم قبل العيد ليتسنى لهم توفير باقي المبلغ، لكن عندما نسمع بأن الحكومة أعلنت قبل حلول العيد بـ8 أيام عن بدء صرف المرتبات وهي تعلم الفوضى التي تحدث عند تسليم المرتبات، نعلم مدى استهتارها وإهمالها بالمواطنين.. فحكومتنا، مع الأسف الشديد، لم تستفد من تجربة تسليم المرتبات قبل حلول العيد بأيام، وعيد الفطر الماضي خير دليل، حيث حل العيد والغالبية لم يستلموا مرتباتهم آنذاك، والذي يبدو أنه سيكرر في هذا العيد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى