«الأيام» تنشر قصة انفجار لغم بأسرة تتكون من 15 فرداً بالدريهمي

> تقرير / نجيب المحبوبي

>
 بعد أن فرضت ألوية العمالقة حصارها على عناصر الحوثي في مركز مديرية الدريهمي بالحديدة جعل الحوثيون المدنيين دروعا بشرية لهم، بالرغم من أن الدريهمي تكتض بالسكان ويصل عددهم إلى 55 ألف نسمة، وتعتبر الدريهمي الأكبر من ناحية الكثافة السكانية في محافظة الحديدة. 

لم يجعل الحوثيون المدنيين دروعا بشرية فقط بل قاموا بزرع الألغام والعبوات الناسفة أمام منازل المواطنين وفي الطريق العام وفي كل مكان، مما شكل عائقاً للمدنيين الذي لا حول لهم ولاقوة إلا بالله، وهو الأمر الذي تسبب في تعثر نزوحهم إلى المناطق الآمنة الخاضعة لقوات الشرعية.

المدنيون يحاولون الهروب من منازلهم هربا من الموت والعمالقة بإمكانهم اقتحام المدينة بلحظات، لكنهم يتجنبون ذلك من أجل سلامة المدنيين.

وبينما يحاصر العمالقة الدريهمي من كل مكان كانت أسرة الشهيدة عائشة تحاول الهروب من بطش الحوثيين إلى أطراف المدينة التي يتواجد فيها العمالقة.. أسرة عائشة المكونة من 15 فردا لم تكن تعرف ما سيكتب لها بعد خروجها من مدينتها.

استقلت أسرة عائشة حافلة متجهة إلى منطقة أكثر أمنا الخميس الماضي، وفي تلك اللحظات بعدما نجو من رصاص مسلحي الحوثي الذي كان يلاحقهم انفجر في الحافلة أحد الألغام الذي زرعها الحوثيون، وكان بانتظار عائشة وأسرتها على الطريق فتسقط عائشة ذو العشرين ربيعا شهيدة ويصاب بقية أفراد أسرتها بإصابات خطيرة وخفيفة، من ضمنهم إخوتها الصغار الذين لم يكملوا سن الخامسة، ووالدتها التي لم تعرف حتى الآن برحيل عائشة.

وفي موقف إنساني نفذت قوات عمالقة الجنوب عملية استبسالية لإنقاد أسرة عائشة وأخرجتها بالمدرعات والأطقم إلى موقع سيارات الإسعاف ثم نقلوا صوب المستشفى الميداني بالخوخة، حيث ثم إنقاذ ما تبقى من أفراد أسرة عائشة، بينما نقلت الحالات الصعبة إلى مستشفيات العاصمة عدن.

أسرة عائشة ليست الوحيدة التي تنزح إلى المواقع المحررة، فهناك عشرات الأسر تهرب من بطش الحوثيين ويتم استقبالها من قبل عمالقة الجنوب وبعد ذلك نقلها إلى مخيمات النازحين من مناطق الصراع في مدينة الخوخة، التي أقامت دولة الإمارات، العضو الرئيس للتحالف العربي، مخيمات إيواء متكاملة الخدمات.

يقول والد عائشة لـ «الأيام»: «إن الحوثيين بعد هزيمتهم بالدريهمي حاولوا الانتقام من كافة المواطنين، كونهم رفضوا الانضمام إلى صفوفهم للقتال ضد قوات العمالقة، ما دفع بالحوثيين إلى جعل المواطنين ومنازلهم دروعا ومتارس لهم، فأمام كل بيت تجد مترسا وفوق كل بيت ينتشر القناصة الحوثيون».

ويضيف والد عائشة المكلوم على ابنته «تعتبر عائشة ابنتي الوسطى وفراقها صعبا علينا.. لا أعلم ماذا سأقول لوالدتها التي أصيبت بجروح كبيرة بسبب انفجار اللغم». تلعثم والد عائشة وأجهش بالبكاء ولم يكمل حديثه.

يتحدث شقيق عائشة الأكبر بألم بالغ قائلا: «أين العالم والأمم المتحدة عما تقوم به المليشيات الحوثية بحق المدنيين من أبناء تهامة.. أسرتنا مكونة من خمسة عشر فردا ونريد الهروب من بطش الحوثيين، لكن أعمالهم الحقيرة جعلتنا نفقد أختي عائشة فيما بقية أفراد الأسرة موزعون على المستشفيات».

ويضيف: «أسرتنا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فقد زرع الحوثيون الألغام في كل مكان، وأصبح المدنيون هم الأكثر عرضة للمخاطر».
أما عم عائشة الذي كان يقود الحافلة فقال: «وقع الانفجار بينما كنا نحاول الهروب من الموت فقابلنا الموت ونحن في الطريق.. نحمد الله على ما أصابنا ونشكو إلى الله بأن ينتقم لنا من هؤلاء الحوثيين الذين خربوا البلاد وقتلوا المدنيين».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى