«الأيام» ترصد أوضاع نازحي الحديدة بمنطقة الرباط في لحج

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

>
أمن لحج.. من الحماية إلى الترويع.. لماذا ؟

تأسيس المخيم
كان لنا معرفة فكرة التأسيس التي كانت في الـ27 من يونيو الماضي، والتي تكفلت به مؤسسة الشوكاني لرعاية الأيتام والأعمال الخيرية من خلال إعداد الأرض وتجهيز المخيم الذي خُصص لنازحي محافظة الحديدة، غربي البلاد، حيث قام مدير المؤسسة الشيخ علي بن عبد الله الضبياني بتخصيص مساحة مؤقتة من أرضه الخاصة، والواقعة في منطقة الرباط الشرقي بمحافظة لحج، وقام بتوفير الخيام ونصبها للنازحين ومباني لمكاتب العاملين من المنظمات الدولية والمحلية، إضافة إلى التبرع بمبلغ مالي تجاوز العشرة ملايين ريال، وتوفير الكثير من الاحتياجات.

وقامت مؤسسة الشوكاني، التي تدخل عقدها الثالث، بهذا العمل تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية ومجلس الوزراء ومحافظ الحديدة د. الحسن طاهر وقيادة السلطة المحلية بلحج ممثلة باللواء الركن احمد عبد الله التركي محافظ المحافظة، وبالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة، وتم استقبال النازحين وتسكينهم وتغذيتهم عبر توفير ثلاث وجبات يومية مع مياه صحية وثلوج تصرف للنازحين حتى نُسق لهم عبر الجهات والمؤسسات الخيرية والمنظمات الاغاثية.

الشيخ علي الضبياني طالب المنظمات الدولية والإنسانية بضرورة دعم المخيم والزيارة المستمرة وحمايته من أي تخويف وتهديد وترويع، وكذا تقديم ما يمكن تقديمه خصوصا بعد النهب والبطش الذي جرى في المخيم ونهب معداته.

وعن هذا الجانب تم اعداد تقرير مفصل عن معاناة النازحين في هذه المنطقة، والذي وصل عددهم إلى 400 أسرة نازحة.

تدخلات أمنية
عند نزولنا إلى المخيم لسماع هموم ومشاكل النازحين وجدنا أن التدخلات الامنية على المخيم من أكثر المشاكل التي يعاني منها النازحون في المخيم من قبل أمن لحج، والذي يُفترض أن يقوم بحمايتهم بدلا من اثارة الفزع والترويع والتهديد، حيث وجد النازحون الهاربون من جحيم الحوثيين أنفسهم محاطين بالظلم والاستبداد والترويع من قبل أمن لحج، فهل لوزير الداخلية أن يتدخل في حماية الجانب الإنساني لمواطنين هربوا من القتل والجحيم والظلم في محافظة الحديدة من قبل المليشيات الحوثية، لينزحوا إلى هذا المخيم ليجدوا ظلما آخر من قبل أفراد أمن لحج الذين لا يريدون للمخيم ان يقام دون معرفة الأسباب.

«
محمد عبدالله
محمد عبدالله
أثر التعذيب
أثر التعذيب
الأيام» التقت ببعض النازحين، حيث بدأنا أول لقاءاتنا مع النازح محمد عبدالله عبيد عيسى، من مدينة الحديدة - شارع غزة، والذي قال إنه «بسبب خلاف بيني وبين رفيق لي في المخيم ذهب واشتكى عند الحراسة الامنية للمخيم من أمن لحج على كلام ليس فيه اي شتم، ولكني تفاجأت من الحراسة وهي تتهجم عليَّ، وتضعني تحت رقابتها لمدة ساعة فكان الكلام بأني اشتكي بالحراسة إلى عند محافظ لحج ومحافظ الحديدة للمعاملة غير الإنسانية والالفاظ السوقية، الأمر الذي أوصلنا الى العراك بعد التهجم عليَّ باللطم، وبعدها تم شحن السلاح عليَّ، والضرب من قبل كافة افراد الحراسة الامنية للمخيم ولولا تدخل مديرة المخيم لكان حصل مالا يحمد عقباه، خصوصا بعد تعمير الآلي في وجهي والتوجيه بقتلي لكن التدخلات حالت دون قتلي وتعرضت للإصابة بجروح في الرأس واليدين».

وأضاف: «أطالب بالكشف على جسمي واذا جرى لي أي شيء أحمل أمن لحج كل المسؤولية، لأن هناك تهديد لي منهم بشكل مباشر وأمام الجميع».

(يا فار من الموت يا ملاقيه)
أما النازحة نجوى فؤاد عبد القادر من الميناء بالحديدة، فقالت: «أحضروا لنا حراسات أمنية تقوم بتخويفنا كل ليلة بالضرب العشوائي منتصف الليل بين مساكننا، وبدلا من حراستنا لنكون في أمان كانت الحراسات وأفراد الأمن يقومون بالتلفظ على شباب الحديدة بالألفاظ البذيئة والتهجم على المساكن كل ليلة وترويعنا وأخذ بعض الشباب الذين يتحدثون معهم بقوة عن أساليبهم وتصرفاتهم ويقومون بضربهم ثم يعودون إلينا ليتم معالجتهم من قبل أهاليهم».

نجوى فؤاد
نجوى فؤاد
وأضافت لـ«الأيام»: «الحقيقة بعد المشاكل والتهجم أصبحنا في ظلم حوثي آخر وحياة صعبة ومشردين ومهتانين ومبهذلين ونفتقد أبسط الاحتياجات في هذا المخيم بعد تدخل أمن لحج، وبدلا من هذه التصرفات معنا نفضل أن يعيدونا إلى محافظتنا ونفضل أن نموت هناك بشرفنا في منازلنا بدل من الإهانات والاستفزازات والتهديدات، لذلك نطالب بعودة الشيخ الضبياني الذي وفر لنا الأمن والأمان والراحة والغذاء وكل المتطلبات التي نريدها».

وطالبت نجوى الجهات المسئولة بضرورة محاسبة أفراد أمن لحج ومديرها نظير ما قاموا به معهم، حسب تعبيرها.
وتابعت «نحن هربنا من ظلم الحوثي وحربه الظالمة لنأتي هنا ونجد الظلم أمامنا (يا فار من الموت يا ملاقيه).. أين العدالة.. أين الأمان؟!».

تخويف مستمر
بدوره، قال النازح علي أحمد عطاء «لا أدري ماذا يريدون منا هؤلاء؟ فلقد دخلوا فوق أسرتي دون احترام ويسألون أسئلة لا تعنيني لا من قريب ولا من بعيد.. المهم تهديد وتهجم، ويقولون ليش نعمل مع الرجل الطيب الضبياني؟».
علي احمد
علي احمد

أما زوجة علي عطاء، زهراء محمد فقالت إن «التهديد مستمر علينا وكأننا قتلنا قتيلا، وأسئلة وتهجم منتصف الليل علينا.. نقول بصراحة إذا كان الأمن بهذا الشكل لا نريد أمنا!».

وأضافت: «وليش يعني التعذيب لأي شخص إذا تأخر من المخيم، الأطقم والضرب بالرصاص فوق الأطفال والنساء، نريد حلا لهذه المشكلة».
زهراء محمد
زهراء محمد



ختامًا
أصبح المخيم في خبر كان من تصرفات رجال الأمن والتهجم والتخويف والترويع، وكأن شيئا هناك يريد أن يقوله مدير أمن لحج. فلا توجد في المخيم مياه ولا مجرى للصرف الصحي، ضف إلى ذلك انتشار العديد من الأمراض بين أوساط النازحين، والمخيم بحاجة ماسة إلى الدعم من قبل المنظمات الدولية للتخفيف من معاناة النازحين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى