التعليم.. في مهب الريح!

>
زكريا محمد
زكريا محمد
أيام قلائل وسيتوجه التلاميذ والطلاب زرافات ووحداناً إلى مقاعدهم الدراسية دون أن يستجد أي شيء في العملية التعليمية والتربوية التي تشهد انحداراً مستمراً دون أن يحرك المعنيون ساكناً إزاء ذلك، بخلاف ما هو سائد في جميع دول العالم – بما فيها حتى الدول النامية والمتخلفة – من اهتمام دائم عند كل عام دراسي بالتحصيل العلمي واستنفار كل الطاقات لذلك وتقييم العملية التعليمية من جميع الجوانب، حتى يتم تدارك أوجه القصور وتلافي الاخفاقات وتعزيز مكامن النجاحات حتى يتسنى الاستمرار في تطوير العملية التعليمية والتربوية والنهوض بها.

 أما في بلادنا فلا يخفى على احد الواقع التعليمي المزري والمتدهور إلى أبعد الحدود، وكيف اصبح الطلاب يتخرجون من الثانوية العامة أنصاف متعلمين، وبالكاد يستطيعون القراءة والكتابة.. وأما العملية التربوية - التي هي مقدمة دائماً على التعليم وتحتل أولوية أكبر - فحدث ولا حرج، فقد تفسخت الأخلاق وانحلت لدى قطاع واسع من الطلاب، وأصبح المعلم لا هيبة له ولا احترام، وقد تكررت في الآونة الأخيرة الاعتداءات على المعلمين حتى كادت أن تكون ظاهرة متفشية ومنتشرة في كثير من المدارس!!.. وبالطبع تدهور التعليم وتراجع مستويات التحصيل العلمي ليس وليد اللحظة.. بل محصلة طبيعية لسياسة التجهيل التي انتهجها نظام صنعاء منذ أن وطأت أقدامه أرض الجنوب بهدف اخراج جيل فاشل لا يعتمد عليه في بناء الجنوب والذود عنه.. وهذا بالتأكيد لا يعفي اليوم وزارة التربية وكذا مسئوليها وإدارات المدارس من مسئولية تدني مستوى التعليم، فقد بات القرار اليوم بيد الجنوبيين والسلطة سلطتهم، وعليهم الآن تحمل مسئولياتهم وإصلاح ما أفسده الدهر!!

وحقيقة ليس من الانصاف أن نطالب المعلمين ببذل المزيد من الجهود ونطالب بتحسين جودة التعليم وظروفهم المعيشية صعبة للغاية ورواتبهم باتت لا تكفي حتى لتوفير الاحتياجات الضرورية.. بل ماذا ننتظر أن يقدم المعلم وقد أصبح بعض طلابه ممن تحصلوا على أرقام عسكرية رواتبهم ربما تفوق ذلك المعلم المغلوب على أمره والذي أفنى حياته في خدمة التدريس.

أخيراً، على الحكومة إعادة النظر بمرتبات المعلمين وسرعة صرف العلاوات والبدلات التي منعوا منها ولم تصرف لهم منذ سنوات.. وإلا فعلى التعليم السلام!!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى