الطريق للجنوب

> مازن الشحيري

> في ظل المعادلات السياسية والعسكرية الصعبة والمعقدة من بعد دخول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية لاستعادة الشرعية باليمن وكسر النفوذ الإيراني بشبه الجزيرة العربية، وأصبحنا نحن شعب الجنوب أرضا وإنسانا وقضية جزءا لا يتجزأ من هذه المعادلة، فهناك عدة معادلات أساسية للحرب المندلعة حاليا أهمها:
- الإمارات العربية لن تحسم المعركة في ظل وجود تيار للإخوان المسلمين في اليمن يستلم السلطة أكان في شمال أو في الجنوب.

- السعودية لن تحسم المعركة ما لم تضمن حليفا قويا يحكم أو يشارك بالحكم يضمن أمنها وعدم سيطرة التيار الموالي لإيران لليمن، وخاصة بالشمال.
- الشرعية ممثلة بحزب الإصلاح لن تحسم المعركة ما لم تضمن عدم انفصال الجنوب وعدم قيام مؤسسات دولة في الجنوب تساعده في المستقبل لتحقيق أهدافه.

- الحوثي لن يستسلم بغير ضمانة على أقل تقدير القدرة على ضمان مصالحه ومصالح حلفائه بالمنطقة، كما هو حاصل في لبنان والذي حصل حزب الله فيه على الثلث المعطل لأي قرار يتخذ بلبنان لا يوافق عليه ولا يخدم مصالحه حتى وإن كانت الأغلبية تؤيده، إضافة إلى ضمان عدم انفصال الجنوب.

- دول التحالف أو أي دول حتى وإن كانت متعاطفة مع القضية الجنوبية لن تعترف بدولة الجنوب على الأقل بالوقت الحالي، لأنها تتعارض مع سياساتها وأهدافها الحالية.
- المجتمع الدولي كما هو واضح لا يريد القضاء على أي طرف من الأطراف الموجودة بالساحة اليمنية لضمان بقاء سيطرته على المنطقة واستخدام كل طرف لضرب الطرف الآخر إذا دعت الضرورة.. وغيرها من المعادلات المعقدة.

وفي ظل كل هذه التناقضات والأهداف المختلفة على الساحة حاليا يبقى الجنوب وشعبه أشبه برهينة محصورة بين كل تلك المعادلات، لذلك الطريق إلى دولة الجنوب لن يكون باعتراف دولي أو بالقوة العسكرية فقط، فنحن وبعد كل ما قدم الشعب الجنوبي من تضحيات وانتصارات عظيمة لازالت لم تترجم على أرض الواقع، فنحن إلى الآن نقوم بحراسة الموانئ وحراسة المصافي والمطارات والمنافذ  والبنوك وكل مؤسسات الدولة تقريبا بالجنوب لكن الإيرادات ليست لنا، فهل نحن قمنا بثورة وقدمنا ونقدم آلاف الشهداء من أجل أن نتحول إلى عسكر لحراسة المنشآت، ما بهكذا طريقة سوف نحقق أهدافنا، الطريق إلى الجنوب يبدأ من السيطرة على كل موارد الجنوب بشكل كامل وتسخيرها لبناء مؤسساتنا وبنيتنا التحتية، وحتى باستخدام القوانين الحالية لما تسمى الشرعية لنا الحق بأخذ مواردنا كانت كثيرة أو قليلة واستخدامها لبناء أنفسنا لتعزيز موقفنا الاقتصادي الذي بلا شك سيعزز موقفنا السياسي والعسكري بالمستقبل خاصة في ظل الوضع الراهن الذي تدل المؤشرات على أن الأمر سوف يطول بصراع بين كل الأطراف داخليا وإقليميا ودوليا، بغير ذلك لن نخرج ولن نتخلص من دور الرهينة التي سوف تتحول مع مرور الزمن إلى ورقة يتفاوض عليها الجميع لتحقيق أهدافه، وليس في ذلك عيب عليهم بل العيب والخزي والعار علينا وعلى قيادتنا إن رضينا واكتفينا بدور الحارس الذي يحرس من ينهب ويدمر ويستنزف ثروات الجنوب دون أن نحرك ساكنا.

 فإن لم نقم بخطوات من الآن لبناء بلادنا لن تتكرر لنا تلك الفرصة بالمستقبل ولن نكمل الطريق للجنوب، فكل من ذكرتهم في بداية المقال سوف يصلون في نهاية المطاف إلى تسوية، وقد نكون نحن كبش الفداء والغنيمة التي يتقاسمها الجميع بسبب أنفسنا، فلن نجد شيئا ندافع به عن أنفسنا وأرضنا في حين إذا غير الآلاف من جنود الحراسات المنتشرين بكل مكان ينتظرون معاشاهم من أولياء نعمتهم، تحركوا الآن أو اصمتوا للأبد.. اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى