هادي والزبيدي.. بين المدح والذم

> عبدالله جاحب

>
قد تتشابه ظروف ظهورهما وإن اختلف معي الكثير في هذا الطرح، وقد يكون لكل شخص منهما جينات ترجح كل كفة عن الآخر وتميز كل شخصية عن أختها وتجعل منهما حديث الساعة والمرحلة والمشهد وتجعلهما في مصاف النقد والتحليل والقذف والمدح والقدح وتصل إلى السخرية والاستهزاء وتتجاوز حدود ذلك إلى التقديس في كثير من المواقف والأحداث.

جمعتهما المرحلة في طريق وخط سير واحد وإن اختلفت سبل وطرق الوصول إلى نهاية الهدف المراد، ورمت بهما معطيات ومتغيرات المرحلة وإن كانت المواجهة مؤجلة إلى أجل غير مسمي أو معلوم.

عبدربه منصور هادي، وعيدوس الزبيدي، شخصيتان عسكريتان وسياسيتان وإن كان فارق العمر يصب لصالح المارشال هادي، كلا الشخصيتين لهما طريق حافل بالمخاطر والكثير من العثرات والعديد من المطبات ولم يكن طريقهما إلى الجنوب والعاصمة المؤقتة «عدن» سهلاً وميسرا ومفروشا بالورد، وإن كان طريق هادي أطول من طريق  عيدروس،  وعلى الرغم من قصر طريق عيدروس ولكنه كان أكثر خطراً من طريق هادي، وسيطول الشرح والسرد أن أرادنا تتبع ذلك.

كل ما يهمنا هنا ما وصل إليه اليوم العيدروس والهادي من حالة يرثى لها دون استثناء ومن حمل على عاتقهما دون تمييز طرف على أخيه الآخر.
وما وصل إليه الشخصيتان من مدح  حتى لامس عنان السماء وأثقل صاحبه وزاد من أوزاره ومشاق المرحلة عليه وأتعب أعضاء جسمه وكان شحنا سلبياً ولم يكن يوماً إيجابيا على الرغم من حلو الكلمات وعذب العبارات ونرجس المعاني وحلاوة التشخص والوصف والبلاغة.

وما عصف بهما من قبح الكلام في كثير من الأحيان وحماقة التعبير ومراهقات الوصف والتحليل في كثير من المناسبات والأحداث.

قد نكون تجاوزنا الخطوط في وصف وتمثيل ومدح عيدروس حتي جعلنا منه ملكا منزلا لا يخطئ الخطئية ولا يأتي الرذيلة السياسية، ولا ينطق عن الهواء وأفعاله وتصرفاته غير بشرية وما هي إلا ملكية سماوية وأردانا منه وطنا مسلوبا وحقا مغصوبا، وتجاوز كل المخاطر والصعاب بلمح البصر لأننا صورناه أنه ملك منزل لا ينطق عن الهواء ولا يقع في الخطأ، فهنا وقعنا في الخطأ والجرم المشؤوم وتناسينا أننا أمام جسد بشري يخِطئ ويصيب ويتعرض للضعف والقوة وتمارس عليه الضغوطات داخليا وخارجيا.
يصحو وينام، يحس ويتألم، وهو بشر وليس ملكا سماويا منزل من السماء.

وفي الضفة الأخرى نشد الرحال لجمع ما هو قبيح وما هو رذيل ونبدأ بالتصوير والتحليل ونرحل بين الأسفار في جمع ما هو سيئ متردّ، هابط، ساقط، لكي يمتلئ به حبر القلم ونخط ونصور هادي بأنه من أخرجنا من الجنة، خسف بناء إلى سابع أرض، وأنه الشيطان الذي حرم علينا ما لذ وطاب في الوطن، ومن اتبعه مصيره نار جهنم وبس المصير.

وأنه الشيطان الرجيم الذي أدخل البلاد والعباد في ضنك العيش وضيق المعشر والعيش وتردي حالنا وأوضاعنا المعيشية ونجعل منه شيطانا رجيما على ظهر هذا الوطن.

وفي الأخير من يتدبر ويرى الأمور وياخذها بالتروي والمنطق والعقل سيجد أننا حملنا الرجلين فوق أوزارهما وفوق طاقتهما وأكثر من سعة احتمالهما، فما كان عيدوس ملكا منزلا حتي يأتي لنا بالجنوب في غمضة عين وقبل أن يعود إليه طرفه.

وما كان هادي شيطانا رجيما حتي نحمله كل ويلات وآهات ووجع المرحلة، ونصوره بأنه إبليس من أخرجنا من جنوبنا والوطن.
فهما بشر لهما ما لهما وعليهما ما عليهما من قدرة احتمال، وطاقة، وصبر، ولم يكونا يوما ملائكة أو شياطين لا تنطق عن الهواء ولا تسرق السمع من سابع سماء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى