احذروا من حبتور آخر يا قادة الجنوب

> مازن الشحيري

> يجب أن نستفيد من قصة حبتور، الرئيس السابق لجامعة عدن، ومن ثم محافظ عدن إبان فترة الحرب قبل أن ينكشف أمره وتظهر عمالته لعفاش، بل حتى إنه لم يكن مخلصا لعفاش لأنه الآن رئيس مجلس الوزراء لحكومة الحوثى بعد انقلابه على عفاش..
فالخيانة ليست لها هوية أو مبادئ أو قيم، فمهما كان مستواك العلمي أو الاجتماعي أو الثقافي فكلها لا تجعل منك رجلا شريفا وحرا.. وحدها الأفعال، وخاصة أوقات الأزمات والشدائد، فهي كفيلة بأن تفصح عن معادن الرجال وما تخفي أنفسهم..

فحبتور رغم أنه كان بالنسبة لنا نحن كجنوبيين مطالبين باستعادة دولتنا عدوا، لكونه يتبع نظام صنعاء وكان معروفا بعدائه الواضح للجنوب وقضيتهم.. لكن لا يمنع ذلك من أن نستفيد نحن من تجارب حتى الخصوم ومن نختلف معهم حتى لا نقع فيما وقعوا فيه، والحليم من اتعظ بخطأ غيره.. فقد كان حبتور ومن معه قاب قوسين أو أدنى من تسليم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادى لعفاش والحوثي في قاعدة العند، لكن لم تكتمل الخطة رغم نجاح جزء منها، فقد تم الإمساك تقريبا بكل الرجال الذين كان يراهن عليهم الرئيس عبدربه منصور لإدارة الحرب وهم:

وزير الدفاع محمود الصبيحى وقائد الأمن السياسى، شقيق الرئيس، ناصر منصور وقائد اللوء 115 فيصل رجب، بخطة محكمة تم الإعداد لها مسبقا..
وإذا قدر الله وتم القبض في ذلك اليوم على الرئيس عبدربه منصور هادي ربما لم تتمكن قوات التحالف من التدخل في اليمن وكانت الأمور الآن غير الوضع الراهن وكل ذلك بسبب سوء الاختيار ووضع الثقة فيمن لا يستحقها..

فالأمر ليس بالسهولة التى يتصورها البعض، خاصة فى ظل الظروف الراهنة و محاولة إرضاء الأطراف كلها من خلال إعطاء مناصب قيادية ومهمة لكل طرف لكي نرضيه متجاهلين إرضاء الوطن فتكون النتايج مأساوية ومدمرة فى بعض الأحيان..
فالتوافق لا يجب أن يكون على حساب الأهداف والثوابت والقبول بتوزيع المناصب المهمة بين مختلف القوى بعيدا عن التاريخ السياسي والإيدلوجي للشخصيات التي سوف تتقلد تلك المناصب..

فكلنا على سبيل المثال نسمع عند إجراء الانتخابات الرئاسية فى الغرب مثلا البحث والتحري الدقيق عن المرشحين، فإذا كان تاريخه يحمل أي شبهة فقط وليس جناية أو جريمة يمنع من الترشح ليس لكونه فاسدا، لا، فربما يكون غير فاسد، لكن هي المعايير الموضوعة لكل وظيفة ومن يستحقها يجب أن يكون الأفضل والأحسن..

هذا في ظل الظروف الطبيعية، فما بالك عندما تكون في حالة مثل حالتنا فوضى عارمة وحروب مستعرة وصراع مستمر، لذلك على من تحمل أمانة هذا الشعب وقضيته أن يعي ويفهم أهمية عدم الوقوع بفخ حبتور آخر.. وما أكثرهم بزماننا هذا.. حبتور آخر يقضي علينا وعلى أحلامنا وتطلعات الشعب في لحظة واحدة..

فالحذر الحذر، أحسنوا الاختيار ولا تبالوا إلا بإرضاء ربكم وشعبكم وضمائركم.. فإن ما تزرعونه اليوم سوف تجنونه غدا.. وأخص بالذكر هنا المجلس الانتقالي الجنوبي عليه مراجعة حساباته ووضع المعاير التي لا تسمح لأحد باختراقه تحت أي مسمى، إن كان فعلا يريد أن يكون الممثل الحقيقي للقضية الجنوبية..

ليس من باب التخوين لكن كثيرا من أعضاء المجلس ومؤسساته عليهم علامات استفهام كبيرة، وباعتقادي هذا أحد أهم الأسباب التى تؤدي إلى انقسامات بالشارع الجنوبي اتجاه المجلس، لكن إذا وجدت المعايير والأسس الصحيحة التي يجمع عليها الجميع حينها سوف يكون الأداء أفضل.. والإجماع الشعبي أكبر، وللتوضيح قد يكون الإنسان وطنيا، لكن وجوده فى منصب ما وخاصة السياسية يضر أكثر من نفعه بسبب تاريخ الشخص أو الشبهات، فما بالك إذا كان ليس وطنيا ولا يحزنون فالمصيبة حينها تكون أكبر بكثير، ولا تحل هذه الإشكالية غير المعايير الوطنية التي يجمع عليها الكل..

الكلام ليس موجها للقيادات أو من بيده القرار فقط، بل موجه أيضا للشعب بالدرجة الأولى، فلا تأخذه العاطفة أو التعصب الأعمى لأشخاص قد يهدمون كل ما بناه الشعب وضحى بالغالي والنفيس لكي يحقق أهدافه، ولكم العبرة بما يسمى ثورة الشباب بالشمال فى 2011 عندما رهنوا مصيرهم بشخصيات وأحزاب التي بعد ثورتهم دمروا البلاد والعباد، ثم تركوا الشعب يواجه ويلات الحروب والدمار لوحده وذهبوا يعيشون هم وأولادهم بالخارج، وحتى من كان متعصبا لهم أو يؤيدهم لم تشفع لهم عصبيتهم وتأييدهم مقابل مصالح مؤقتة أو عصبية مناطقية أو حزبية، فهم الآن أيضا بالجحيم يحصدون ما زرعوا..
فالحذر الحذر فيمن تختارون، فحبتور وأمثاله وما أكثرهم هذه الأيام لكم بالمرصاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى