إجراءات الحكومة غير كافية..!

> عبدان دُهيس

>
الإجراءات التي اتخذتها (حكومة الشرعية) لمواجهة صعوبة الأوضاع المعيشية، وتدهور العملة الوطنية، وبما وعدت به من معالجات اقتصادية، ومنها رفع مرتبات الموظفين والمتقاعدين والمتعاقدين، بنسبة (30 %)، تعد إجراءات غير كافية، وهشة، وعديمة الجدوى، وعبارة عن مسكنات لن يكون لها أي أثر إيجابي، يساعد في رفع المعاناة عن كاهل المواطن، إذ كان من المفروض أن تكون الزيادة في المرتبات بنسبة (100 %) على أقل تقدير، مع تثبيت سعر الصرف للعملة الوطنية، أمام العملات الأجنبية، وبالذات (الدولار والريال السعودي) السائدان في السوق اليمنية، دون غيرهما من العملات الأخرى..!

من المعروف أن استقرار الأوضاع المعيشية والاقتصادية مرتبط باستقرار الأوضاع الأمنية وأوضاع البلاد بشكل عام، فمتى استقر الوضع الأمني ووضع البلاد، فإن ذلك ينعكس بالإيجاب على استقرار الأوضاع المعيشية، وفي حالة اليمن- التي تعيش حرباً قاتلة منذ أربع سنوات عجاف- فإن ذلك غير متوفر، ولن يتوفر على المدى القريب، لأن هناك من لا يريد لهذه البلاد الاستقرار والرخاء والنهوض..!

ما يجري في هذه البلاد من سنين شيء مؤسف للغاية، كل شيء فيها منهار، ومخرب، ومدمر، ومحطم، حتى معنوية الإنسان فيها لا تبعث على التفاؤل والارتياح، فهي محطمة أيضاً.. فما هي الحلول؟
للأسف الشديد، أن (الحكومة الشرعية) لم تأت بحلول مطمئنة، فهي عاجزة عن فعل شيء إيجابي ومفيد، حتى في إدارة المناطق المحررة على أقل تقدير لم يلمس المواطن في هذه المناطق أي شيء يسعده، ويبعث لديه روح التفاؤل، سوى الحروب والأزمات في كل أوجه الحياة، وعلى كل المستويات، فالخدمات منهارة، والاقتصاد محطم ومدمر، والصحة وضعها مزرٍ ومحزن ومؤسف، والتعليم حدث ولا حرج، ولا نريد أن نعطي أمثلة كثيرة، فكل شيء واضح ومعروف..!

نحن نسأل: لماذا ثُرنا ونشدنا الاستقلال، وأقمنا نظاما اشتراكيا، وعندما وصلنا إلى طريق مسدود دخلنا الوحدة مكرهين، دون الرجوع إلى الشعب، وعجزنا عن إدارة هذا البلد الصغير الفقير.. فلا خير في حكومة لا تستطيع - بعد كل هذه السنين - أن توفر القوت والحياة الآمنة المستقرة لشعبها. نحن حتى الآن لا ندري من يحكم هذا الشعب، ومن يدير هذه البلاد؟ أصبح لدينا رئيسان وحكومتان، ومسميات كثيرة مزدوجة، ومايزال وضع بعض المؤسسات في الجنوب مرتبط بصنعاء إدارياً ومالياً، ولا نريد أن ندخل في التفاصيل. والمضحك والمبكي والمؤسف معاً، أن هذا المواطن لا يستطيع أن يحصل على لقمة العيش باحترام، ولا على خدمات الكهرباء والماء ولا على النفط والغاز بيسر، ونحن بلد - يقال - منتج للنفط والغاز، والمخزي أننا نصدره إلى الخارج، ونعبث ونفسد بقيمته، ونبحث عنه في السوق المحلية ولا نجده، إلا بشق الأنفس! ..يا بؤساه!!.. إنها مأساة حقيقية بالفعل تثير الشفقة والاشمئزاز يعانيها هذا الشعب المغلوب على أمره، فما هو الحل إذن يا سادة يا كرام..؟!..هذا السؤال لا يستطيع أحد أن يجيب عنه مهما كانت فصاحته إلا الشعب وحده، فهو صاحب الكلمة الفصل وبيده كل مفاتيح الحلول.. والله من وراء القصد.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى