أثيوبيا.. والتحوّل الإيجابي

> جهاد عوض

>
تشهد دول منطقة القرن الأفريقي تحولا شاملا وكبيرا في سياستها وعلاقاتها الدبلوماسية فيما بينها، ومع كثير من الدول المجاورة لها، في ظل تنامي وسعي حثيث من قوى اقليمية ودولية لاستقطابها واغرائها بشتى الوسائل لبسط نفوذها ووضع قدم لها في المنطقة ذات الاهمية الحيوية والموقع الاستراتيجي، وكان الدور الابرز والريادي للقيادة الاثيوبية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء آبى أحمد، الذي أحدث تغييرات جوهرية على التوجهات العامة لبلاده داخليا أو خارجيا، وفتح كل القنوات المغلقة وأذاب جليد التوترات العسكرية والسياسية بين بلاده وجيرانها ومع الحكومة المصرية التي تأزمت العلاقة معها في السنوات الاخيرة حول بناء سد النهضة، والخلاف المثار حوله، وقام بزيارات تاريخية لأسمرة ومقديشو والقاهرة وحرك من خلالها المياه الراكدة لتطفي المناطق الساخنة والملتهبة على الحدود والقضايا الشائكة فيما بينهما.

ارتأت وقررت القيادة الاثيوبية أن لا فائدة مرجوة أو نتائج إيجابية من مراحل الاحتراب والعزلة والتقوقع الداخلي، ووجدت أن الشراكة الحقيقية والمصالح المشتركة والانفتاح مع دول المجاورة خير دليل وعلاج ناجع لحل المشاكل والخلافات المزمنة التي عصفت وعانت منها دول وشعوب المنطقة، حيث أرهقت وأثخنت شعوبهم ودولهم بالحروب والفقر والتخلف، وأوصلتهم إلى مراحل الشتات والمجاعة في أقصى صورها ومآسيها.

رئيس الوزراء الأثيوبي آبى أحمد يحظى بشعبية كبيرة بالداخل وبالخارج، حتى أصبح رجل المرحلة الافريقية الجديدة باعتباره من القيادات الشابة المتفتحة التي تتبنى مصالح شعوبهم المشتركة بلغة جديدة أساسها ومحتواها التفاهم والحوار المباشر بعيدا عن الحرب والعنف المدمر.

ونتيجة خطواته الصحيحة ببناء بلاده واجه العراقيل، إذ تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة لثنيه عن مواصلة إصلاحاته بعد أن أضرت وأطاحت بقيادات نافذة وحاكمة في بلاده والتي تعلم أن آبى أحمد مثل الحصان الجامح يصعب ترويضه والسيطرة عليه ليتماشى مع مطامعها وأهدافها في المنطقة.

دول القرن الأفريقي بدأت السير في الطريق السليم للتنمية والسلام، ونفضت عنها غبار الحروب والفقر، وبدأت رويدا رويدا تضمد جراح السنين الماضية، على أمل بناء أوطان وشعوب تنعم بالأمن والسلام والنماء والرخاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى